عرب وعالم

إيران تكدّس ذهب فنزويلا.. أطنان على متن طائرات إلى طهران

تم النشر في 1 أيار 2020 | 00:00

لم تجد إيران سوى فنزويلا "الحليف القديم" من أجل الغرف من ذهبها، بعد أن تداعت الأوضاع ‏الاقتصادية في البلدين جراء انهيار سوق النفط، والعقوبات الأميركية على السواء‎.‎

فقد عمدت السلطة في فنزويلا إلى فتح خزائن الذهب في البلاد وتسليم أطنان من صكوك المعدن ‏الأصفر الخالص إلى حليفتها في طهران، بحسب ما نقلت شبكة بلومبيرغ عن أشخاص على ‏اطلاع مباشر على الملف‎.‎


‎ 9 ‎أطنان من الذهب

وأفادت المصادر بأن مسؤولين حكوميين كدسوا نحو 9 أطنان من الذهب – أي ما يعادل 500 ‏مليون دولار - على متن طائرات متجهة إلى طهران هذا الشهر كدفعة مقابل مساعدة إيران في ‏إحياء مصافي البنزين المعطلة في فنزويلا‎.‎

وقد تركت تلك الشحنات، التي أسفرت عن انخفاض مفاجئ في أرقام الاحتياطي الأجنبي في ‏فنزويلا، البلد الذي مزقته الأزمة الاقتصادية مع 6.3 مليار دولار فقط من الأصول بالعملة ‏الصعبة، وهو أدنى مبلغ منذ ثلاثة عقود‎.‎

ويبدو أن الدولتين تعملان معاً من أجل الصمود في وجه العقوبات الأميركية والانهيار الناجم في ‏أسعار النفط، في ظل الأزمة الاقتصادية التي خلفها أيضاً الفيروس التاجي المستجد‎.‎

ويُشكّل هذا الذهب بالنسبة لإيران، مصدراً جديداً للدخل. أما بالنسبة لفنزويلا فيبدو أن التعويل ‏محصور بعدم نفاذ إمداداتها من النفط، بحسب تقرير بلومبيرغ‎.‎

إذا أضحت إيران الوجهة الأخيرة للذهب الفنزويلي في ظل نظام نيكولا مادورو‎.‎


شركة ماهان إير

أما ناقلة شحنات الذهب هذه، فما هي إلا شركة ماهان إير المدرجة على لائحة العقوبات ‏الأميركية،‎.‎

فقد أفاد التقرير بأن شركة الطيران الإيرانية أرسلت أكثر من 6 طائرات إلى الدولة الواقعة في ‏أميركا الجنوبية الأسبوع الماضي وحده. وقد حملت على متنها قطع غيار وفنيين للمساعدة في ‏إصلاح مصفاة رئيسية على طول الساحل الشمالي الغربي لفنزويلا‎.‎

مقابل تلك المساعدة، حملت كاراكاس طائرات ماهان صكوكا من الذهب في طريق العودة إلى ‏طهران، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، لأنه غير مصرح لهم بالتحدث ‏علنًا عن المعاملات‎.‎



ولعل تلك الرحلات المشبوهة هي التي دفعت وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأربعاء، ‏إلى الإعلان أن طائرات "ماهان إير" أكبر شركة طيران إيرانية، أوصلت في الأيام الأخيرة ‏إمدادات لحكومة مادورو. وقال: على مدى الأيام القليلة الماضية نقلت طائرات عديدة تابعة لهذه ‏الشركة دعما غير معروف لنظام مادورو، وهي نفس شركة الطيران التي استخدمتها إيران لنقل ‏أسلحة ومقاتلين في أنحاء الشرق الأوسط‎.‎

كما شدد على ضرورة توقف تلك الرحلات، قائلاً "على الدول أن تحرم شركة “ماهان إير” من ‏التحليق في أجوائها مثلما رفض كثيرون هبوطها في مطاراتهم‎".‎

يذكر أن واشنطن فرضت عقوبات على الشركة عام 2011، قائلة إنها قدمت دعمًا ماليًا وغير ‏مالي للحرس الثوري الإيراني‎.‎


الثمن "ذهب‎"!‎

بدوره، قال المبعوث الأميركي، إليوت أبرامز، إن إيران أرسلت "مزيداً من الطائرات" إلى ‏فنزويلا خلال السبوع الجاري‎.‎

كما أضاف خلال حديث في مركز الأبحاث المحافظ "معهد هادسون" في واشنطن "'تخميناتنا ‏تشير إلى أنهم يتلقون دفعات من الذهب"، مشيرا إلى أن "هذه الطائرات القادمة من إيران التي ‏تنقل أشياء لصناعة النفط تعود محملة بثمن هذه الأشياء: ذهبا"‏‎.‎

إلى ذلك، أوضح أن دور إيران كشف الدعم المحدود الذي يتلقاه مادورو من روسيا والصين ‏اللتين وقفتا إلى جانبه على الرغم من الضغوط الغربية. وقال إن "أحد الأسباب التى تدفعني إلى ‏ذكر ذلك ليس فقط إظهار أن إيران تلعب دورا متزايدا بل لفت النظر إلى الدفعات النقدية". ‏وأضاف "نحن نعرف أن مادورو أراد الحصول خلال العام الماضي على قروض إضافية ‏روسية وصينية واستثمارات إضافية، ولم يحصل على سنت واحد‎".‎



العربية.نت ‏