في بداية أزمة فيروس كورونا، أرسلت روسيا مساعدات إلى الولايات المتحدة، في إشارة بدت منها أن البلاد في منأى عن الوباء، لكن مع التفشي الواسع في روسيا، بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في تحد صعب لاحتواء الأزمة وتداعياتها الصحية والاقتصادية.
وبلغ عدد الإصابات في روسيا، الأربعاء، نحو 242 ألفا وأكثر من 2200 حالة وفاة، ثاني أكثر الدول تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة، وذلك في غضون شهرين فقط.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ شب حريقان خلال الأيام الأخيرة في روسيا، في مستشفيات تعالج بمرضى مرض "كوفيد-19" الذي يسببه الفيروس.
ووقعت أحداث الحريقين في قسم العناية المركزة بمستشفى بمدينة سان بطرسبرغ، الثلاثاء، مما أدى إلى وفاة 5 من مرضى فيروس كورونا، فيما وقع الحريق الآخر في مستشفى بالعاصمة موسكو، السبت مما أدى إلى وفاة شخص وإخلاء المرضى منه.
وبحسب تقرير لشبكة "سي. أن. أن" الأميركية، فإن الحريق المأساوي في سان بطرسبرغ كان بمثابة اختبار آخر لاستجابة الحكومة الروسية لأزمة وباء كورونا.
وفتحت السلطات الروسية تحقيقا في الحريقين، مع نتائج أولية أشارت إلى أن الحريق ربما يكون ناتجا عن ماس كهربائي أصاب أجهزة التنفس الاصطناعي التي تعالج مرضى كورونا.
لكن خبرا آخر طغى بسرعة على هذين التطورين، الثلاثاء، وهو أن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، مصاب ويعالج منذ فترة من جراء إصابتة بفيروس كورونا.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن بيسكوف قوله إنه شاهد بوتن للمرة الأخيرة قبل أكثر من شهر، ويضاف إلى ذلك إصابة رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، بالفيروس نفسه، الأمر الذي يعزز المخاوف من احتمال إصابة بوتن.
لكن الأمر لا يتوقف عند صحة بوتن، إذ يبدو أن إدارته للأمور أصبحت محل انتقادات، خاصة بعد أداء الرئيس في ملف النفط الذي تراجعت أسعاره كثيرا، وهو مصدر الدخل الرئيسي لروسيا.
وقالت "سي. أن. أن" إن هذه الأمور كلها أثارت أسئلة حول قدرة الكرملين على الاستجابة للوباء والتداعيات الاقتصادية التي خلفها.
وأشارت إلى انتقادات طالت الرئيس الروسي، بسبب رفضه الاستفادة من صندوق الأيام المزدهرة الذي أنشأته أسعار الطاقة المرتفعة سابقا لإنعاش الاقتصاد، لا سيما المشروعات الصغيرة.
وظهر بوتن، الاثنين، في تصريحات تلفزيونية قال فيها إن الأولوية الآن هي من أجل إعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح في أقرب وقت ممكن.