زياد سامي عيتاني*
أهو جه يا ولاد، هيصوا يا ولاد..
أهوه جه يا ولاد زقططوا يا ولاد.. فى كل عام ويانا معاد وعمره مابيخلفش معاد..
أهو جه يا ولاد أهوه جه يا ولاد.. أهوه جه يا ولاد جبت لنا معاك..
الخير كله من الصبح نقوم ونحضرله من قمر الدين وبلح على تين..
والمغرب للمدفع واقفين..
قالوا فين وحوى يا وحوى إياحا و كمان وحوى إياحا..
أهوه جه يا ولاد أهوه جه يا ولاد.. جبنا الفوانيس أحمر وأخضر بعد ما نفطر راح نتحضر..
نملا جيوبنا بندق وزبيب ونهادي بيهم كل حبيب...
كلمات تتردد في كل حارة في مصر، قبل أن تتردد بواسطة وسائل الإعلام المختلفة في مختلف البلدان العربية والإسلامية، معلنة بدء أول أيام شهر رمضان، أطفال يلعبون بـ"فوانيس" يرددون هذه الكلمات التي أبدعها "الثلاثي المرح" بخفة الدم الطبيعية والموهبة المتميزة التى تركت أثراً كبيراً فى الحقل الفنى، رغم قلة أعمالهم الفنية، بعد أن لحنها لهن العبقري علي إسماعيل، لتخلد هذه الكلمات اسم مؤلفتها نبيلة قنديل.
فبهجة رمضان لا تكتمل بدون سماع "أهو جه يا ولاد أهو جه يا ولاد" يتردد صداها فى الأرجاء عبر أثير الإذاعة والمحطات التلفزيونية، لتعلن للجميع قدوم شهر الخير...
*
•قصة "الغنوة"
في أواخر خمسينات القرن الماضي، وتحديدًا عام ١٩٥٩، بدأت قصة هذه "الغنوة" عندما تم إختيار ثلاث صديقات هن سهام توفيق وصفاء لطفي وسناء الباروني، شقيقة الفنانة سهير الباروني، لأداء هذه الأغنية، بعد أن وافقت لجنة النصوص بالإذاعة على كلمات الأغنية التي قدمتها نبيلة قنديل، حيث إن إنتاج أي أغنية في ذلك الوقت كان يمر بثلاث مراحل: أولها الموافقة على كلمات الأغنية من قِبل لجنة النصوص بالإذاعة والتي كانت تتشكَّل من كبار الشعراء في هذا الوقت، وعلى رأسهم الشاعر أحمد رامي الذي كان أمينًا عامًا للجنة النصوص، وأعضاؤها محمود حسن إسماعيل وصالح جودت وصلاح عبدالصبور وطاهر أبو فاشا وعبدالفتاح مصطفى وعزيز أباظة باشا.
**
•الكاتبة صورت الأغنية بكلماتها:
عندما كتبت الأغنية الشاعرة نبيلة قنديل، وعندما قرأت كلماتها قبل أن يتم تلحينها أو غنائها، إستشعرت أن هناك أطفال يلعبون ويلهون بالفوانيس داخل الأحياء المصرية، وتتنوع أشكال الفوانيس بين الأحمر والأخضر، كما يأكلون الأطفال المكسرات، إذ أنها بمخيلتها صورت الأغنية من خلال كلماتها لتدل على روعة التصور خلال كتابتها.
بعد الموافقة على الأغنية، خصصت الإذاعة مبلغاً من المال لإنتاج الأغنية وتقاضى وقتها الثلاثى المرح مبلغ ١٤٠ جنيهاً، وقام بتلحينها الموسيقار على إسماعيل شقيق مؤلفة الأغنية مقبال ٢٠ جنيهاً، وتم غنائها عام ١٩٥٩.
**
•فرقة "الثلاثي المرح":
يذكر أن فرقة الثلاثي المرح، غنت العديد من الأغانى الرمضانية بعد نجاح أغنية "أهو جه يا ولاد"، منها:
"سبحة رمضان"، و "إفرحوا يا بنات" .وكانت أولى إنطلاقات الفرقة فى الخمسينيات، عبر برامج الهواه فى الإذاعة المصرية، وكانت الفرقة حينها مكونة من إثنتين " سناء وصفاء" وعملتا معاً فتره قصيرة بحديقة معهد الموسيقى، حتى إلتقتا وفاء مصطفى، لتبدأ الفرقة فى إنطلاقها بعدد من الأعمال المتميزة عبر الملحنين والكتاب من خلال برنامج المواهب.
اشتهرت الفرقة بأغانيها للمناسبات الاجتماعية مثل أعياد الميلاد والأفراح وشهر رمضان الكريم، حيث كانت تبدأ حفلات أضواء المدينة فى الستينيات بفقرتهن، ورغم توقف الفرقة عن الغناء فى فترة مبكرة نظراً لزواجهن، إلا أن أعمالها المتميزة ما زالت تذكر وتذاع.
يذكر أخيراً أن فتيات الفرقة ظهرن لمدة دقيقة واحدة في فيلم عبد الحليم حافظ "يوم من عمري" غنين فيها وراءه: "عيش بالروح بالعين بالقلب.. عيش، عيش أيامك عيش لياليك.. خلّي شبابك يفرح بيك" وسط أغنية "ضحك ولعب وجد وحب" الشهيرة، فإن الجمهور ما إن خرج حتى بدأ يتساءل عن تلك الشابات اللاتي أضفين جواً من البهجة والمَرح والسرور...
**
-يتبع: "والله لسه بدري يا شهر الصيام".
*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.