خاص-مستقبل ويب
لو يدري رئيس الحكومة حسان دياب أن ١٠٠ يوم من "الإخفاقات" التي يحلو له تسميتها زورا وبهتاناً بـ "الإنجازات" و "اتحف" بها اللبنانيين امس، مرت عليهم وكأنها ١٠٠ عام ثقيلة مثقلة بأسوأ ايامهم.
وبالتأكيد أن دياب "يستشكل "عليه تعريف الإنجازات وليس الإدعاءات، وربما لم يتناه إلى اسماعه ان "نظيرته" النيوزيلندية جاسيندا ارديرن لم تجرؤ على تلخيص إنجازاتها ،وهي إنجازات بالفعل وتهم شعبها، الا بعد سنتين اي ما يعادل ٧٣٠ يوماً، وليس "١٠٠ يوم من العزلة" الحكومية .والمفارقة انها قبلت تحدياً بتعدادها خلال دقيقتين خلال تسجيل فيديو بسيط، وليس على طريقة دياب عراضة ومجلس وزراء او تحضيرات وخطاب كاد يستغرق معه ساعتين ،ويخلو من اي ما زعمه دياب الذي ادعى ايضا انها ٩٧ % من البيان الوزاري، و في المدة المتبقية لديه "يتسلى" ب ٣ %!.
و لعله من المفيد ذكر الإنجازات التي تمكنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية من حشدها خلال دقيقتين لأخذ فكرة حقيقية عما تكون عليه الإنجازات: تأمين 92 ألف وظيفة، بناء أكثر من 2200 منزل حكومي، عرض مشروع قانون صفر كربون، وجعل الطرق السريعة أكثر أماناً والتقليل من عدد السجناء، زراعة 140 مليون شجرة، إضافة إلى توفير رعاية محسّنة للسرطان مع المزيد من آلات الإشعاع.
وأضافت أنها قدمت زيارات أرخص للأطباء لأكثر من 500 ألف شخص، ورفعت الحد الأدنى للأجور، وبنت عدداً أكبر من الفصول الدراسية في المدارس تتسع لمئة ألف طالب، بينما وصلت البطالة إلى أدنى معدل لها في 11 عاماً، وقد سردت كل ذلك في أول ثلاثين ثانية فقط من الفيديو.
اما على مقلب دياب فإن انجازاته المزعومة خلال دقائق طويلة مملة تفتقر إلى الحد الأدنى من الموضوعية والصدقية خلال ١٠٠ يوم ،وهي تشبه الى حد بعيد جدول أعمال جلسة مجلس وزراء كيدية و فاشلة في ٩٧% منها، حتى غاب عنه ال ٣% التي تهم الناس، ولم يأت على ذكرها، والتي ترتفع صرخة الناس بشانها و تكتوي بنارها: الغلاء الفاحش، فلتان الدولار ، عتمة الكهرباء، نقص المياه، تراكم النفايات،.. وغيرها.
اللبنانيون لا يتوقعون إنجازات من دياب وحكومته.. لكنهم يتمنون عليه لو يخفف من وطأة إخفقاته عليهم، وأن يرحمهم من شر ادعاءاته، ويقلع عن عادته المقيتة بتحويل اي شي يفعله او لا يفعله إلى إنجازات واهية و واهنة!.