أخبار لبنان

نصرالله عن العلاقة مع "التيار الوطني": لا زلنا نتصرف مع الاصدقاء بنَفس أخلاقي ‏

تم النشر في 27 أيار 2020 | 00:00


أكد الأمين العام لـ"حزب الله" نصر الله ثقته بالمقاومين وبيئة المقاومة، واعتبر "أن أداء المقاومة ‏عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط الإسرائيلي لإشعالها". ‏

وشدد نصرالله في مقابلة مع إذاعة النور، بمناسبة الذكرى العشرين لعيد المقاومة والتحرير، على ‏‏"أن الجانب الداخلي اللبناني في العام 2000 لم يكن أفضل من الآن، لم يكن هناك إجماع على ‏المقاومة"، وأوضح أن المقاومة من العام 1982 إلى اليوم، لم تخسر الاجماع لأنه لم يكن هناك ‏إجماع يوم من الأيام على المقاومة".‏

وقال إنه "لا يعتقد أن الأجواء الداخلية في لبنان عام 2000 كانت أفضل بكثير من الاجواء ‏الحالية، إذ لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته".‏

وكشف نصرالله أن “الإسرائيلي” لم يُخطأ في الضربة الأخيرة على الحدود اللبنانية، هو لم يكن ‏يهدف إلى قتل شبابنا لذلك أرسل إنذاراً قبل أن يضرب وهذا جزء من قواعد الإشتباك، وأوضح ‏أن المعادلة اليوم أننا نرد على العدو اذا قتل ايٌّ منا في أي مكان.‏

في سياق آخر، وعن موضوع القوات الدولية في جنوب لبنان، قال نصرالله: "إذا احببتم تقليل ‏العدد قللوه وبقاء العدد أو زيادته هو مطلب إسرائيلي"، موضحاً أن "هذا لا يعني أننا ضد بقاء ‏اليونفيل، وأكد أن الزمن الذي يُستضعف فيه لبنان انتهى".‏

وأوضح أن "عدم ذهاب الحزب الى حرب داخلية ليس “فوبيا” كما يقال انما نابع من إيماننا ‏وإلتزامناط، مؤكداً “نحن لا نريد حرب اهلية في لبنان ونحن لا نريد أن نحكم البلد”.‏

وفي الشأن الداخلي، جدد السيد نصرالله موقف الحزب الداعي إلى عدم عزل أحد، وأنه مع ‏الشراكة في الحكومة اللبنانية، وقال إنه "عندما نذهب الى اي مواجهة أدوات التغيير يجب أن ‏تراعي تركيبة البلد وخلافاته"، وأضاف أن "ميزة المقاومة أنها واقعية وهناك حدود اسمها انه ‏يجب أن يكون العمل السياسي ذات أسقف واضحة منها عدم الذهاب الى حرب أهلية وتقسيم البلد ‏طائفياً"، مشيراً إلى أن "البيئة الشيعية كانت صلبة جداً في احتضان المقاومة والعدو هدفه تقليب ‏البيئة الشيعية ضده".‏

وتابع: "في لبنان يجب أن تكون هناك أسقف واضحة لأي تغيير داخلي أبرزها عدم التقسيم وعدم ‏إعطاء فرصة للعدو”، وأضاف "نحن دخلنا الحكومة وبدأنا في ملف مكافحة الفساد لكن البعض ‏لا يزال يسأل لماذا نريد أن نكافح الفساد عبر القضاء؟"، مشيراً إلى أن "أي خلاف في لبنان على ‏أي موضوع يتحول بسرعة إلى خلاف طائفي مثل ما حدث حول تعيين محافظ لبيروت".‏

وقال نصرالله: "اسمحوا لنا كحزب الله أن نحارب الفساد على طريقتنا وأن نسير في الاصلاح ‏على طريقتنا"، والقضاء اللبناني إن كان لديه اي ملف على أحد من حزب الله فليذهب الى ‏القضاء كان من كان وزير نائب رئيس بلدية، وزراؤنا ونوابنا أو الموظفون المحسوبون علينا ‏يذهبون إلى القضاء للمحاسبة إذا جرى اتهامهم"، على حد قوله. والنظام يحتاج الى تطوير ‏واصلاح ولا احد يخالف ذلك.‏

ولفت إلى أن "معركة مكافحة الفساد تحتاج الى وقت"، وقال إن "محاربة الفساد أصعب من ‏محاربة إسرائيل"، وأضاف "يجب ازالة الالغام وفتح الطرقات في معركة مكافحة الفساد ونحن ‏لن ندوس على الالغام والافضل ان نسلك طريق لنفكك اللغم لا أن ندوس عليه، وخلط ‏الموضوعات لا يوصل الى نتيجة، والحل في معالجة الوضع الاقتصادي كان الضغط على القوى ‏الاقتصادية". ‏

وأشار نصرالله إلى أن "الوضع الاقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة من المعالجة ويجب التعاطي ‏معه على نحو طارئ"، وقال "نحن لم نذهب إلى صندوق النقد ولكن فتحنا الباب بحيث إذا ارادت ‏الحكومة أن تذهب فلتذهب وتكون أمام التجربة، وبالنسبة لشروط صندوق النقد الدولي فلتُناقش ‏في مجلس النواب ونناقش حينها حسب الشروط".‏

وأوضح نصرالله أنه "جزء من عدم ممانعتنا مفاوضة صندوق النقد الدولي هو من باب سحب ‏الذرائع"، معتبرا أنه "من الخطأ التوجه إلى صندوق النقد الدولي وكأنه لا حل للأزمة الاقتصادية ‏الا عبره. كما أن موضوع الخطة الاقتصادية مشوب بتعقيدات وكمائن كثيرة، وإذا كشف حزب ‏الله خطته الاقتصادية فإنه ستتم محاربته فوراً من قوى داخلية وخارجية". ‏

وأعلن "أن الحكومة العراقية جاهزة لاتفاقات مع لبنان حول تصريف الانتاج والاسواق موجودة ‏ولذلك يجب إعادة العلاقات مع سوريا"، وقال إن "المطلوب من الحكومة الحالية التعاون مع ‏السوري لتصريف الانتاج وتعزيز ملف الزراعة والصناعة، لكن هناك من يرفض بغية الذهاب ‏الى صندوق النقد الدولي لكي يملي الأميركي شروطه لإذلال لبنان وفرض شروطه عليه" .‏

وقال نصرالله "أيها اللبنانيون، يوجد حلّ للازمة الاقتصادية وهو أن تخرجوا من قبضة الحرص ‏على رضا الأميركي والاتجاه شرقاً"، ولفت إلى أن “هناك من يمنع لبنان من التعامل مع الصين ‏في الملفات الاقتصادية والحكومة تحتاج إلى وقت للذهاب شرقاً وهذا بحاجة لقرار سياسي ‏يصنعه الرأي العام وعدم التعرض لضغط خارجي".‏

في سياق آخر، قال نصرالله: "نحن نعالج المشاكل بين حلفائنا ونعالج مشاكلنا مع الحلفاء من ‏خلال إطفاء المشاكل"، ولفت إلى إنه "نحن وحلفاؤنا لسنا نسخة طبقة الاصل لكننا لا نسمح ‏للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف"، ولفت إلى أنه "علينا التعايش مع مواقع التواصل ‏الإجتماعي وهي تهديد يجب تحويلها الى فرصة عبر الارشادات والتوجيهات".‏

ولفت إلى أن "مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وكان هناك مشاكل بين الحلفاء وفي المقابل ‏القيادات تكون على تواصل وتوافق دائم"، وقال إن "المطلوب من القيادات السياسية عدم ‏الانجرار خلف الانفعالات التي تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي".‏

وأكد "نحن نحترم تحالفات حلفائنا وهم عليهم ايضاً احترام تحالفاتنا، وليس منطقياً القول من ‏بعض الكوادر الحزبية لدى الحلفاء بأنه عند كل أزمة التحالف يهتز".‏

وأعلن نصرالله أن "الأستاذ جبران باسيل لم يفتح معنا موضوع الالتزام من جانبنا بدعمه لرئاسة ‏الجمهورية"، وقال: "لأصدقائنا في التيار الوطني الحر.. أنتم لكم علاقاتكم وتحالفاتكم ونحن ‏نقدرها ونحن أيضاً لدينا تحالفاتنا وهذا لا يجب أن يكون مشكلة”، مشيراً إلى أن "التحالف لا ‏يعني أنه لا يجب أن يكون هناك نقد".‏

ولفت نصرالله الى أنه "في العلاقة مع التيار الوطني لا زلنا نتصرف مع الاصدقاء بنَفس أخلاقي ‏وبعلاقة فيها نوع من الصداقة"، وقال: "هناك من يريد لعلاقتنا بالتيار الوطني الحر أن تسوء ‏لكن مصلحة البلد تقضي أن تبقى العلاقة قوية".‏