في "اليوم العالمي للامتناع عن التدخين"، كشفت منظمة الصحة العالمية "استراتيجيات قاتلة"، تتبعها شركات التبغ العالمية، لاستهداف صغار السن وإقناعهم بالتدخين.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن شركات التبغ تستخدم عمدا طرقا "قاتلة" لاستهداف الصغار في السن وإقناعهم بالتدخين، وليس من قبيل المصادفة أن تبدأ الغالبية العظمى من المدخنين هذه العادة قبل بلوغها 18 عاما.
ولمناسبة "اليوم العالمي للامتناع عن التدخين" الذي يصادف الأحد، قالت منظمة الصحة العالمية إن 44 مليون مراهق تراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يدخنون، كما يمكن إضافة المزيد من الأولاد في سن ما قبل المراهقة إلى هذا العدد.
وأضافت "تدعو منظمة الصحة العالمية كل القطاعات للمساعدة في وقف التكتيك المستخدم لتسويق التبغ والصناعات المرتبطة به التي تقتنص الأطفال والشباب".
وأوضح مدير تعزيز الصحة في المنظمة روديغر كريتش "إن هذه التكتيكات مؤذية جدا".
وقال خلال مؤتمر صحافي افتراضي "في بعض البلدان التي لا تخضع فيها هذه الصناعة للتنظيم، يمكن إيجاد منتجات تبغ قرب السكاكر في السوبرماركت" مضيفا "يذهب "مرشدون" إلى المدارس لتعليم الأولاد طريقة استخدام السجائر الإلكترونية، كما تسجل عمليات توزيع لسجائر مجانية في البلدان النامية".
وتابع "إنها تستهدف الأطفال والمراهقين. 90 بالمئة من إجمالي المدخنين يبدأون قبل سن 18 وهذا أمر متعمد. ما يفعلونه مميت".
وقال فيناياك براساد منسق وحدة مكافحة التبغ في منظمة الصحة العالمية إن هذه الأوساط تنفق مليون دولار في الساعة على التسويق.
وأضاف "يفعلون ذلك لإيجاد مستخدمين جدد ليحلوا مكان ثمانية ملايين يذهبون ضحية موت مبكر سنويا.
وأظهرت بيانات من 39 دولة أن 9 بالمئة من الأطفال بين سن 13 و15 عاما يستخدمون السجائر الإلكترونية فيما سجل ارتفاع كبير في استخدامها في الولايات المتحدة بحسب منظمة الصحة العالمية
وتعليقا على ان السيجارة الإلكترونية أقل ضررا من غيرها أكد كريش "كل منتجات التبغ مؤذية"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكدت أدريانا بلانكو ماركيزو التي تترأس معاهدة منظمة الصحة العالمية للسيطرة على استخدام التبغ "تدخين السيجارة خطر جدا ومن الصعب إيجاد أي شيء آخر أكثر خطورة منه".
وقالت الطبيبة إن انتشار التدخين يتراجع والعدد المطلق للمدخنين ينخفض أيضا للمرة الأولى رغم ارتفاع إجمالي عدد سكان العالم.
وأشار كريش إلى أن الكثير من الأشخاص حاولوا خلال إجراءات العزل الإقلاع عن التدخين، وقد تفاعلت أوساط إنتاج السجائر. فخلال أزمة كوفيد-19 وضعت بعض شركات إنتاج التبغ شعارها على كمامات مجانية.
وعرضت شركات توصيل منتجاتها إلى المنازل خلال مرحلة الحجر في بعض الدول ومارست ضغوطا لإدراج منتجاتها على أنها "أساسية" على ما أفادت منظمة الصحة العالمية.
وأطلقت المنظمة الجمعة مجموعة أدوات موجهة إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما لتظهر لهم كيف تحاول صناعة التبغ "التلاعب بهم باستخدام منتجات مميتة".