"الكمامة" .. العنصر الذي طرأ على حياة اللبنانيين والذي تحول خلال أشهر قليلة - منذ بدء أزمة كورونا - الى جزء من هندامهم واكسسوار الزامي يلازم وجوههم حيثما تنقلوا.
دخلت الكمامة أشكالا وأحجاما وألوانا الى كل الوان وأشكال الحياة ولم يعد امام اللبناني كما المقيم من مفر او استهتار بارتدائها بعدما فرضت الدولة غرامة خمسين ألف ليرة على كل من لا يرتديها خلال تنقله خارج منزله او في اي مرفق عام.
حيثما تجولت في اسواق صيدا سواء التجارية او الشعبية بعد فرض هذه الغرامة ، تلاحظ التزاما تاما بارتداء الكمامة، سواء من المتسوقين والمتنقلين بالسوق او من اصحاب المؤسسات التجارية والباعة المتجولين او المهنيين والحرفيين.. كبارا وصغارا ، رجالا ونساء، شبابا وعجائز.. موظفين او عاملين بمهن حرة.. الكل يتحصن خلف كمامة، احتماء من الكورونا ومن غرامة مخالفة قرار إلزامية ارتدائها.
تتماهى الوان الكمامات على اختلافها مع الوان الطيف التي يمثلها كل التنوع اللبناني كما المقيم ،ومع الوان الحياة تعبر عنها مختلف المهن والأعمال والوظائف.. وبعضها يعبر فعلا بألوانه كمشاتل الزهور او محال الألعاب عن هذا التناغم.
ولكل عمر ذوقه او اللون الذي يستهويه او الذي يتناسق وثيابه وسيارته وطبيعة عمله او مهنته!
لقد تحولت الكمامة فعلا الى مكمل أساسي يعبر عن اطلالة صاحبها وربما واجهة لشخصيتها، يظهر من خلفها ما يريد أن يظهره كلاما او تعابير وجه او حتى غناء او انشادا.. وبمعنى آخر الحرية.. بعكس الانطباع السائد عن فكرة الكمامة وهو الصمت كونها ككلمة تستعمل مجازا للتعبير عن كم الأفواه او القمع.. فأتى الكورونا ليفرض الكمامة وسيلة لقمع المرض والوقاية منه !.
رأفت نعيم