بعدما نفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديده، وأعلن إنهاء علاقات بلاده مع منظمة الصحة العالمية بسبب طريقة تعاملها مع أزمة فيروس كورونا، موقفاً عنها التمويل، دعا الاتحاد الأوروبي السبت، الولايات المتحدة إلى "إعادة النظر" بقرارها.
وقال بيان مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ووزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل: "إن منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى مواصلة قدرتها على قيادة الاستجابة العالمية للوباء، حاليا وفي المستقبل".
وأضاف البيان: "لهذا السبب، المشاركة والدعم من الجميع مطلوبان وهناك حاجة ماسة إليهما، نحن نحض الولايات المتحدة على إعادة النظر في قرارها الذي تم الإعلان عنه".
"دمية في يد الصين"
وكان ترمب قد اعتبر أن قراره بحق المنظمة قد جاء من أنها تعمل وكأنها دمية في يد الصين، مضيفاً أن المسؤولين الصينيين "تجاهلوا التزاماتهم بإبلاغ" المنظمة بشأن الفيروس وضغطوا عليها "لتضلل العالم".
وخلال حديثه في البيت الأبيض يوم الإعلان، مضى ترمب في تنفيذ تهديداته المتكررة بوقف التمويل الأميركي للمنظمة والذي يصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا.
وقال إن المنظمة العالمية فشلت في إجراء الإصلاحات التي طالب بها في وقت سابق من الشهر الجاري.
كما أضاف أن المسؤولين الصينيين "تجاهلوا التزاماتهم بإبلاغ" المنظمة بشأن الفيروس وضغطوا عليها "لتضلل العالم" عندما اكتشفت السلطات الصينية الفيروس للمرة الأولى.
إلى ذلك، اعتبر أن "الصين لها سيطرة كاملة على المنظمة على الرغم من أنها تدفع 40 مليون دولار فقط سنويا بالمقارنة بما تدفعه الولايات المتحدة والذي يقارب 450 مليون دولار سنويا"، مضيفاً "قدمنا تفاصيل الإصلاحات التي يتعين عليها أن تجريها وتواصلنا معهم مباشرة لكنهم رفضوا فعل شيء".
وختم قائلاً "نظرا لأنهم تقاعسوا عن إجراء الإصلاحات المطلوبة والضرورية بشدة، فإننا سننهي اليوم علاقتنا مع المنظمة العالمية ونعيد توجيه تلك الأموال لتغطية احتياجات الصحة العامة الأخرى العاجلة في أنحاء العالم".
اشترط إصلاحاً
يذكر أن الرئيس الأميركي كان اشترط قبل أسبوعين على المنظمة إجراء إصلاحات جذرية، مطالباً إياها بالاستقلال عن الصين، مهددا بقطع التمويل نهائيا.
ففي رسالة وجهها إلى مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في 19 مايو، هدد ترمب بإعادة النظر في عضوية الولايات المتحدة بالمنظمة إذا لم تلتزم بإجراء إصلاحات فعلية وتحسينات جذرية في عملها وأدائها خلال 30 يوما.
كما أكد أن تجميد التمويل المطبق حالياً بشكل مؤقت سيتحول إلى دائم في حال فشلت المنظمة في إثبات استقلاليتها عن الصين.
ومنذ أسابيع عدة يتّهم الرئيس الأميركي المنظّمة الأممية بعدم إصدار تحذير مبكر بما فيه الكفاية بشأن الفيروس الفتّاك وبالانقياد بصورة عمياء خلف الصين التي تنفي الاتهامات الأميركية لها بالتستّر على مدى فداحة الوباء حين ظهر في مدينة ووهان (وسط) في أواخر العام الماضي.