أخبار لبنان

خلدون الشريف : التحركات ستزداد في طرابلس اليوم

تم النشر في 6 حزيران 2020 | 00:00

أوضح المستشار السياسي للرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور خلدون الشريف، أنّ التحركات كانت محدودة في طرابلس أمس، متوقعاً أن تزداد في لبنان اليوم السبت في 6 حزيران.

ورأى الشريف في حديث مع إذاعة "لبنان الحر" أنّ التحركات اليوم ستكون جزءاً من مسار طويل، مؤكداً أنّ التفويض الذي مُنح للحكومة انتهى. وأكّد الشريف أنّ "الأصل يكون بأن نبدأ بما يجمع اللبنانيين وهو ما يشمل لقمة العيش وأزمات العمل و الغلاء و الكهرباء والنفايات وغيرها من المسائل المعيشية، مشدداً على ضرورة أن يكون النقاش حول سلاح "حزب الله" هادئاً. وجزم الشريف ضرورة البت بمسألة السلاح غير الشرعي، مؤكداً أنّه يؤمن بضروة حصر السلاح بيد الشرعية الوطنية.

على مستوى السلطة الحاكمة اليوم، قال الشريف: "ما يحزنني اليوم هو أنّ من يتحكّم بالسلطة يعيش كما لو أنّ شيئاً لم يكن والناس تزداد وجعًا و جوعًا"، لافتاً إلى أنّ "هناك استحالة لإيجاد حلول مع من هم في السلطة وبالعقلية المتحكمة" وأكّد الشريف أنّه "لا يلوم الناس إذا أرادت إسقاط السلطات كلّها"، قائلاً: "نعيش أزمة سلطة لا تخجل أن تقارب الملفات وفقاً للطريقة القديمة وهم يستعملون المذهبية والطائفية لتحقيق مصالحهم". وأضاف: "لا يمكن السماح بأن تقول لنا الحكومة أنّها حققت 97% من إنجازاتها التي لم تتجاوز الحبر و الورق  وللناس الحق في التظاهر اعتراضاً على الظروف المعيشية وهذه الحكومة أعجز عن الاستمرار".

في ما يتعلق بالنقاشات مع صندوق النقد الدولي، رجح الشريف أن تستغرق وقتاً "أطول من العادة"، مشيراً إلى أنّ لبنان سيحصل على "فتات" ما لم يُتّخذ قرار دولي بهذا الشأن، ولافتاً إلى أنّ الخلافات قائمة بين مستشاري رئيسي الجمهورية والحكومة والمصارف ومجلس النواب حول أرقام الخسائر.

ونبّه الشريف من أنّ البلد "مشتعل"، قائلاً ردًا على اقتراح الرئيس ايلي الفرزلي حول ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية : في ظل هذه الظروف لا يجوز أن تؤلف حكومة مثل الموجودة اليوم وحكومة "وحدة وطنية" أفضل بما لا يقاس". ورأى الشريف أنّ الجميع يتمنى تغيير الرئيس حسان دياب، موضحاً أنّ الشخصيات السنية التي تتمتع بالحضور و التمثيل لا تقبل تأليف حكومة شبيهة بالحكومة الحالية. وأضاف الشريف أنّ "تأليف حكومة جديدة مرتبط بالتفويض الذي سيحصل عليه الرئيس السني الممثّل ومأزقنا يتعلق بالوضع الإقليمي"، متمنياً وراغباً تجنيب لبنان "الصراع الاهلي".

وربط الشريف بين ما يجري في لبنان والتطورات في المنطقة، محذراً من أنّ "التطورات في ليبيا والعراق توحي إلى أنّ شيئاً كبيراً يُحضر للإقليم". وفي هذا السياق، علّق الشريف قائلاً: "من الاجدى أن نتجنّب التصعيد". وقال الشريف: "هناك مشكلة كبيرة جداً هي أميركا وإيران وكان الأجدى بلبنان النأي بنفسه ونحن اليوم خارج التأثير "، مضيفاً: "نحن مجرد "كومبارس" في هذا الصراع الكبير و لا نستطيع التأثير في الشق السياسي للأزمة".

الشريف الذي أكّد أنّ وظيفة الحاكم تقضي بتأمين رخاء شعبه، شدّد على أنّ هذا الدور لا يمُارس في الوقت الراهن. وقال الشريف إنّ "العرب فقدوا اهتمامهم بلبنان وإنّ اميركا و الغرب يواصلون ممارسة ضغوطهم". وعليه، اعتبر الشريف أنّ الحل يكون بإيجاد تسوية "أكبر من التسوية الرئاسية" بما يضمن تأمين الموارد اللازمة للبنان لإنعاش اقتصاده.

وحذّر الشريف من أنّنا في لبنان "نتقاتل على جيفة"، متسائلاً: "من الجهة التي تريد سلعاتا؟"، ومؤكداً أنّ مداخلة وزير الطاقة ريمون غجر أثارت استهجاناً دولياً. وتابع الشريف مشيراً إلى أنّ هناك انطباعاً بأنّ البلاد تُدار من بعبدا.

في ملف التعيينات، رأى الشريف أنّ التعيينات القضائية ما زالت تجري كما في السابق، قائلاً: "لا يتم الخضوع للقانون في لبنان بل يتم تسييس كل شيء والانطباع العام بأنّ القضاء مسيس". الشريف الذي استشهد بتعيينات "ألفا" و"تاتش"، شكّك في إمكانية تمرير التعيينات المالية، مؤكداً أنّنا في حالة يُرثى له ومحذراً من الاستمرار كما راهناً.

على صعيد ضبط الحدود مع سوريا والتفويض لليونيفيل والـ1559، أكّد الشريف أنّ كل هذه "مسائل مرتبطة بسلاح "حزب الله" ودور إيران الإقليمي"، مستبعداً أن يقوم أي من الوزراء بزيارة سوريا بعد قانون قيصر.

الشريف الذي أكّد أنّ "حزب الله" يحترم قواعد الاشتباك مع أميركا وإسرائيل، مستشهداً بصفقة ترحيل العميل عامر الفاخوري وبعملية قص الشريط على الحدود الجنوبية، وضع ما يجري في إطار "ضغط أميركي هائل على نشاط إيران النفطي والسلاحي والتسليحي". وأكّد الشريف أنّ مصلحة لبنان تكون بتجنبيه هزات أكبر، "لأنّ الحلول الكبرى آتية لا محالة"، مشيداً بدور رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيس الحب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط اللذان تجنبا الإنغماس في صراع محلي نتيجته خسارة محققة للبنان.