بين الولايات المتحدة والصين حرب شعواء مستمرة منذ أشهر، فبعد الخلافات التجارية بين البلدين، أتت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة وتفتح جولات من الحروب الكلامية والدبلوماسية التي لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها من الردود الدبلوماسية إلى الكاريكاتير وحرب السفارات وحتى الفيديوهات الساخرة، مرورا بهجمات الهاكرز الصينية على بعض مراكز الأبحاث المتعلقة بالفيروس المستجد، وصولاً إلى منع رحلات الطيران أو خفضها من قبل الإدارة الأميركية، والتشدد في منح التأشيرات للطلاب الصينيين.
كما راكم ملف هونغ كونغ وتايوان حدة الخلاف بين القوتين الاقتصاديتين العالميتين.
ولعل أحدث جولات الحرب الكلامية هذه جاءت قبل ساعات على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي اتهم الصين باستغلال الاحتجاجات الناجمة عن وفاة المواطن الأميركي جورج فلويد أثناء توقيفه من قبل عناصر في الشرطة، لتبرير حرمانها شعبها من حقوق الإنسان الأساسية.
وقال بومبيو في بيان ليل السبت "كما هو الحال مع كافة الديكتاتوريات عبر التاريخ، فإنّ الكذب متاح لأقصى درجة طالما أنّه يخدم مصلحة الحزب في السلطة". كما أضاف "ينبغي ألا تخدع هذه البروباغندا المثيرة للضحك أي أحد".
إلى ذلك، أشار إلى أن بكين أظهرت في الأيام الأخيرة "استهانتها المستمرة بالحقيقة وازدراءها للحقوق".
انتقادات صينية لاذعة
وكانت بكين كررت خلال الأيام الماضية انتقاداتها للولايات المتحدة على خلفية قضية فلويد، لكن لم يتضح على أي من التصريحات الصينية كان بومبيو يعلق.
فبعدما اندلعت الاحتجاجات رفضا للعنصرية ولتجاوزات الشرطة الأميركية إثر وفاة جورج فلويد في 25 مايو، بدأ متحدثون باسم الحكومة الصينية ووسائل إعلام رسمية إطلاق انتقادات لاذعة ضد الإدارة الأميركية.
وفي الأول من حزيران/يونيو، استغل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان التظاهرات الأميركية المناهضة للعنصرية ليتهم الولايات المتحدة بازدواجية المعايير، وقال إنّ العنصرية "مرض مزمن في المجتمع الأميركي".
أضاف أنّ تعامل واشنطن مع وفاة فلويد على يد الشرطة "مثال واضح على معاييرها المزدوجة المعروفة عالميا".
كما تساءل "لماذا تكرم الولايات المتحدة ما يسمى بالعناصر المطالبة باستقلال هونغ كونغ بوصفهم أبطالا وناشطين، فيما تصف الأشخاص الذين يتظاهرون احتجاجا على العنصرية بـ"مثيري الشغب"؟".
يشار إلى أن الاحتجاجات في أميركا تخللتها أعمال شغب وتكسير ونهب لبعض المحال التجارية، على مدى ألأيام المنصرمة، ما أدى إلى استدعاء الحرس الوطني لفرض الأمن في بعض المدن الأساسية.
وتأتي تصريحات بومبيو وسط اشتداد حدة التوتر بين بلاده والصين، عقب توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقادات حادة لبكين حول كيفية تعاملها مع تفشي فيروس كورونا المستجد.
العربية.نت