أخبار لبنان

‏"المجلس الشرعي" يُحذّر من "الكيدية السياسية" ويرفض تعيينات المحاصصة والمحسوبيات

تم النشر في 9 حزيران 2020 | 00:00

عقد "المجلس الشرعي الإسلامي" الأعلى جلسة، في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية ‏الشيخ عبد اللطيف دريان، في حضور الرئيس سعد الحريري. وتدارس المجلس في الشؤون ‏الإسلامية والوطنية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس محمد ‏المراد، ونص على ما يلي:‏

‏"‏‎توقف المجتمعون عند ما جرى في شوارع بيروت من اعتداء صارخ من بعض المندسين على ‏المتظاهرين الذين كانوا ينتفضون بشكل سلمي وحضاري، ولكن يبدو ان هناك بعض الأيدي ‏الخفية الحاقدة أرادت أن تفشل اطلاق صرختهم برمي الحجارة على القوى الأمنية التي كانت ‏تحافظ على سلامة وأمن المتظاهرين السلميين، ما جعل الحابل يختلط بالنابل، وانطلاقا من ذلك ‏يطالب المجلس الشرعي بفتح تحقيق عادل وشفاف لمحاسبة ومعاقبة كل من قام بعملية تخريب ‏وتكسير للمحلات التجارية والأملاك العامة والخاصة والإسراع في كشف حقيقة ما جرى ومن ‏هو المحرض والمتسبب عن الفلتان في شوارع بيروت.‏

وأعلن المجلس الشرعي أن هناك من استغل التظاهر لإطلاق شعارات تسيء الى أم المؤمنين ‏السيدة عائشة رضي الله عنها لإشعال نار الفتنة المذهبية التي لن يسمح المسلمون في لبنان أن ‏تحصل مهما كلف الأمر ما دام هناك عقلاء وحكماء سياسيون ودينيون، ودار الفتوى أثبتت مرة ‏جديدة انها استوعبت الهتافات المنافية للقيم الإسلامية وتعاملت مع هذا الموضوع بكل رقي وسمو ‏وخلق إسلامي رفيع، تيمنا بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي تربى على عرش الأخلاق ‏والرحمة والعدل والتعامل مع الآخر بكل احترام وتقدير مهما اختلفت الآراء وتباينت وجهات ‏النظر. أما من تعرض للإساءة للسيدة عائشة يجب أن يحاسب لأنه أساء الى عرض خاتم الأنبياء ‏والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم والى المسلمين في العالم، والقانون يعاقب كل من تطاول أو ‏مس بأي رمز ديني فكيف اذا كان هذا الرمز من المبشرين بالجنة.‏

‎واكد المجلس أن الكراهية لا تتناقض فقط مع القيم الدينية السمحة، ولكنها تتناقض أيضا مع ‏العيش الوطني المشترك حيث ندرك جيدا إننا أحوج ما نكون الى التضامن والتعاون والتآخي، ‏لمعالجة التحديات الصعبة التي نواجهها في الداخل، والمخاطر العدوانية التي تتربص بنا من ‏الخارج. ذلك ان الفتنة الداخلية هي الوجه الآخر للعدوان الخارجي الذي يستهدف في الدرجة ‏الأولى وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك.‏



كما حذر المجلس من أن مشاعر الكراهية والتطرف والإلغائية التي لا تبني وطنا، ولا تحفظ حقا، ‏ولكنها على العكس من ذلك، تدمر الوطن الذي أردناه وطنا نهائيا لنا جميعا، كما نصت على ذلك ‏الثوابت الإسلامية المشتركة التي صدرت عن دار الفتوى قبل أكثر من ثلاثين عاما. وأكد ‏المجلس أيضا أن دار الفتوى المؤتمنة على هذه الثوابت الجامعة إسلاميا ووطنيا، تدعو المسلمين ‏خاصة، واللبنانيين عامة إلى التعالي فوق خطاب الكراهية الفتنوي، وإلى التمسك بالقيم الروحية ‏والوطنية التي تجعل من لبنان وطن رسالة العيش المشترك.‏

‎وطالب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الحكومة اللبنانية بفرض سيطرتها على كامل ‏الأراضي اللبنانية بما في ذلك توقيف التهريب على الحدود اللبنانية وضبط سعر صرف الدولار ‏ومعالجة ارتفاع الأسعار العشوائية التي ترهق كاهل المواطن الذي يئن في معيشته وهذا من ادنى ‏واجبات الحكومة، والا فالشعب لن يرحم أحدا من المسؤولين ونخشى أن تستفحل الأمور إلى ‏الأسوأ وعندها لا ينفع الندم ويصبح الجميع في موقع المساءلة ولن يرحمهم التاريخ.‏

‎الى ذلك، رفض المجلس الشرعي ان تكون التعيينات في مؤسسات الدولة بناء على المحاصصة ‏والمحسوبيات والتسويات، كما ان تكون تحت حكم القوي على المواطن الضعيف وتمر التعيينات ‏والتشكيلات على هذا الأساس، وهذا ما لا يرضى به احد من المواطنين فلا يجوز أن يصل الى ‏موقع التعيين إلا صاحب الكفاءة من دون أي تدخل سياسي أو وساطة منفعية من أحد، عندها ‏نقول إن بناء الوطن بدأ يسير في الطريق الصحيح.‏

كما حذر من الكيدية السياسية التي تطل برأسها في كل حين عبر فتح الملفات الاستنسابية، ‏فالصيف والشتاء فوق سقف واحد لن يستقيما والكيدية لم تؤد يوما سوى الى المزيد من فقدان ‏الشرعية والشك بها.‏

ورأى أن لبنان على مفترق طريق خطر ولا ينبغي إلقاء التهم جزافا لأن هذا يدل عن عجز ‏سياسي عن الإصلاح وتهرب من المسؤولية فالكل مسؤول، إما أن نسير في الطريق الصحيح ‏البعيد عن المزايدات وتوزيع الغنائم أو نسير في طريق مظلم يودي بنا الى المجهول".‏