أخبار لبنان

بالوقائع ..عهد المحاصصات و"الانتصارات" يرقص فوق "جثة" آلية التعيينات‎ ‎‏ ‏

تم النشر في 11 حزيران 2020 | 00:00

خاص- مستقبل ويب ‏



بعد صراعات بين أهل السلطة دامت أسابيع ووصلت أصداؤها الى صندوق النقد الدولي، أزكمت ‏روائح المحاصصات و"الانتصارات"في مجلس الوزراء أمس أنوف اللبنانيين ، لتثبت مرة جديدة ‏أن شيئاً لم يتغيّر، لا بعد ١٧ تشرين ولا بعد تنامي العقوبات الدولية على لبنان‎ .‎

مصدر وزاري روى لـ"مستقبل ويب" وقائع من جلسة بعبدا أمس، مدجّجة بمخالفات قانونية ‏شابت بعض التعيينات، وأعادت "نجم" المكائد ضيفاً محبّباً على طاولة القصر‎.‎

المكيدة الأولى، كما يقول المصدر، برزت مع اعتراض وزراء محسوبين على "الوطني الحرّ"، ‏منذ بداية الجلسة، على مناقشة تعيين رئيسة مجلس الخدمة المدنية قبل التعيينات المالية ، الأمر ‏الذي أثار رئيس الحكومة حسان دياب الذي كان تعمّد إدراج هذا التعيين بنداً أول في جدول ‏الأعمال لضمان تمرير اسم مرشحته نسرين مشموشي تحت طائلة الاعتراض على التعيينات ‏الأخرى‎ . ‎

ولأن عين العهد كانت على تمرير التعيينات المتبقية لضمان اقرار كل التعيينات المسيحية ‏المحسوبة على النائب جبران باسيل(باستثناء عادل دريق) ، غضّوا الطرف عن بند مشموشي ‏،رغم اعتراض وزيرة العدل ماري كلود نجم على كون الأخيرة من الفئة الثانية، وعاودوا السعي ‏الى رفض تعيين مشموشي بعد إقرار التعيينات الأخرى كاملة، مع رفع نجم صوتها عالياً قبل ‏ختام الجلسة : "تعيين مشموشي مخالف للقانون‎ ".‎

أما النتيجة فكانت القبول بتعيين مشموشي مقابل موافقة رئيس الحكومة على تعيين محافظ ‏كسروان- جبيل، المخالف هو الآخر للقانون، كونه يحتاج الى ملاك غير موجود والى اقتراح ‏ومرسوم تطبيقي من وزير الداخلية وليس من وزيرة العدل‎ .‎

أما في ما يتصل بانتماءات المعيّنين فحدّث ولا حرج، كما يضيف المصدر الوزاري، مع التأكيد ‏أن كلّاً منهم ينتمي الى مكوّن سياسي من مكونات "حكومة المستقلّين"، حتى إذا فاض موقع في ‏‏"الأسواق المالية" كان من نصيب مكوّن داعم للحكومة من خارجها، أي نجل رئيس الحزب ‏‏"السوري القومي الاجتماعي" واجب علي قانصو‎ .‎

ولأن عين العهد الثانية على محاصرة حاكم مصرف لبنان، لم يتردّد في تعيين كريستال واكيم ( ‏موظفة في سيدروس بنك) مفوض الحكومة في المصرف المركزي، لتنضمّ الى نواب الحاكم ‏وتعزّز حصارهم المنشود‎.‎

كما لم يتردّد العهد في محاصرة نفسه أيضاً مع تعيين كامل وزني عضواً في لجنة الرقابة على ‏المصارف ، وهو المقرّب جداً من "حزب الله" ،ويحفل أرشيف كتاباته وإطلالاته في محطة" ‏المنار" بمواقف عدائية للولايات المتحدة التي تفرض عقوبات على الحزب‎ .‎

هذه العيّنة من التعيينات، التي نأى حتى "حزب الله" بنفسه عنها، مع إعلان الوزير عماد حب الله ‏أنها "لا تشبهنا"، أطاحت بأمرين إثنين، كما ختم المصدر: آلية التعيينات التي لم يجفّ حبر ‏إقرارها في مجلس النواب بعد، وما تبقى من مصداقية العهد والحكومة، إذا تبقّى، أمام المجتمع ‏الدولي الذي لم يخرج بعد من صدمة "التضارب في الأرقام" بين الحكومة ومصرف لبنان‎ !‎