عرب وعالم

إزالة التماثيل.. هل تُنهي تاريخ العنصرية وحقب الاستعمار؟

تم النشر في 12 حزيران 2020 | 00:00

يتوالى مسلسل التنكيل بالنصب التذكارية خلال المظاهرات التي تعم دول مختلفة للمطالبة بإنهاء ‏الظلم العنصري بعد مقتل الأميركي من أصل إفريقي جوروج فلويد وهو رهن احتجاز الشرطة ‏في منيابوليس بولاية مينيسوتا يوم 25 مايو الماضي‎.‎

فقد أعقب مقتل فلويد موجة عالمية من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، وأدى إلى اندلاع حملة ‏لإزالة التماثيل التي تمجد قادة الحروب أو كانت رمزا على العنصرية‎.‎

وبينما يقول البعض إن هذه التماثيل والرموز ما هي إلا تمثيل لحقب تاريخية وثقافية، يقول ‏المحتجون عليها إنها تصور أشخاصها وكأنهم أبطال إلا أنهم متهمون بارتكاب جرائم قتل ‏وتهجير وعنصرية لا تزال بعض الشعوب تعاني من تبعاتها حتى الآن‎.‎

وتحاول السلطات في الدول التي تشهد مثل هذه الاحتجاجات حماية التماثيل أو إزالتها "بهدوء" ‏إلا أن إزالتها أو حمايتها لفترة بعيدا عن أعين المتظاهرين الغاضبين لن يلغي حقبة تاريخية أو ‏ثقافية تتداعي آثارها في كل مرة تُرتكب فيها جريمة عنصرية مثل جريمة مقتل فلويد‎.‎

ففي بريطانيا، أمر صادق خان عمدة لندن، الخميس، العمال بوضع الألواح على تمثال ونستون ‏تشرشل في ساحة البرلمان ومجموعة من المعالم الأثرية الأخرى لحمايتها من الأضرار قبل ‏عطلة نهاية أسبوع أخرى من الاحتجاجات، حسبما نقلت صحيفة ديلي ميل‎.‎

كما أصبحت التماثيل التي ترمز لشخصيات شاركت في "تجارة الرقيق" أو كان لها تاريخا مع ‏العنصرية في موقف صعب، فقد أسقط محتجون تمثالا لتاجر الرقيق من القرن الـ17، إدوارد ‏كولستون، في بريستول ببريطانيا، الأحد الماضي، خلال احتجاج "حياة السود مهمة" بعد مقتل ‏فلويد‎.‎

وعلّق المتظاهرون حبلا على التمثال المدرج في الصف الثاني في شارع كولستون، قبل سحبه ‏على الأرض، بينما هتف الحشود‎.‎

وقام المحتجون بدحرجة التمثال في الشارع في محاولة منهم إلى تدمير التمثال المثير للجدل في ‏بريطانيا، حيث يعود ذلك التمثال البرونزي الذي أقيم في عام 1895، ويعتبر نقطة محورية ‏للغضب بالمدينة خاصة أنه كان صاحبه يعمل في تجارة الرقيق‎.‎

في نيوزيلندا، أزال مجلس مدينة هاملتون تمثالا لقبطان بحري بريطاني بعد أن طالب رجل من ‏السكان الأصليين (ماوري) بإسقاطه بالقوة‎.‎

وكانت شركة محلية منحت، في عام 2013، تمثال الكابتن جون هاملتون للمدينة الواقعة في ‏وسط الجزيرة الشمالية والتي سميت باسمه‎.‎

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن تايتيمو مايبي أنه ينوي إزالة التمثال خلال مسيرة ‏احتجاجية، السبت‎.‎

وقال إن تمثال هاملتون يوحي كما لو أنه كان بطلا لكنه "بقايا قاتلة‎".‎

كان هاملتون قائدا خلال معركة "بوابة با" ضمن حروب نيوزيلندا في القرن الـ19، والتي كانت ‏عبارة عن سلسلة من المعارك الدامية بين الماوري والحكومة البريطانية حول شراء الأراضي ‏المتنازع عليها والاحتلال الاستعماري‎.‎

وفي الولايات المتحدة، دعت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، الأربعاء الماضي، ‏إلى إزالة 11 تمثالا لعسكريين ومسؤولين يرمزون للحقبة الكونفدرالية، وذلك في إطار الجهود ‏المبذولة لمكافحة العنصرية‎.‎

وفي رسالة إلى لجنة برلمانية مشتركة، قالت بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس، إن ‏‏"تماثيل الرجال الذي نادوا بالوحشية والهمجية للوصول إلى هذه النهاية العنصرية الصريحة، ‏تشكل إهانة بشعة لمُثُل الديمقراطية والحرية‎".‎


سكاي نيوز عربية ‏