أخبار لبنان

السعودي لـ"مستقبل ويب": صيدا هزمت كورونا.. ونحيّد العمل البلدي عن السياسة!

تم النشر في 14 حزيران 2020 | 00:00

اعتبر رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ان لبنان يمر بوضع مأساوي والناس جائعة وموجوعة وعندما تجوع الناس لا تستطيع ان تلومهم على ردة فعلهم . ورأى السعودي ان الأزمات في لبنان لها حلول لكن لا نلمس جدية بحلها، معتبراً ان مطالب الحراك محقة ومعرباً عن تفهمه لصرخة الناس والقطاعات .

وفي حديث خاص لـ” مستقبل ويب” اعلن السعودي ان صيدا كمدينة نجحت في مواجهة فيروس كورونا وهزمته وسجلت حتى الآن “صفر اصابات “ ،منوهاً بالتجربة المميزة التي قدمتها المدينة بالتكامل بين بلديتها وقواها السياسية ومجتمعها المدني في مواجهة تداعيات الوباء .واعلن السعودي ان البلدية ستتابع صرف المساعدات التي رصدتها من ميزانيتها للمحتاجين والمتضررين من الأزمة ضمن “حملة صيدا تواجه كورونا” .

واعتبر السعودي ان “كل مكونات المدينة السياسية والأهلية اشتغلت خلال ازمة الكورونا بهدف واحد هو حمايتها من هذا الخطر” ، وان “العمل البلدي يجب ان يبقى محيداً عن السياسة التي تقف عند باب البلدية“.

أزمات لا نلمس جدية بحلها

وجاء في حديث السعودي لـ” مستقبل ويب”: “ لا شك ان لبنان بوضع مأساوي والحالة صعبة ولا يجب ان نختبىء وراء اصبعنا .. المدخول محدود وجاءت الكورونا فنسفت مداخيل كثير من الناس ، وتعثرت العديد من القطاعات واقفلت مؤسسات وعدد كبير من العمال اصبحوا عاطلين عن العمل . الناس موجوعة، والناس عندما تجوع لا تستطيع ان تلومهم على ردة فعلهم . لكن في نفس الوقت لا نستطيع القول ان لبنان بهذا القدر مفلس .. نعم عليه ديون ولكن لديه ممتكلات كثيرة ومرافق يستطيع ان يستغلها لدر مداخيل للخزينة مثل الأملاك البحرية والموانىء البرية والبحرية شرط ان يحسن ادارتها وضبطها !.. واذا كنا نقول ان علينا كدولة ديوناً كثيرة ، فلماذا لا نوقف الهدر . نحن نرى ان الأزمات في لبنان لها حلول.. لكن لا نلمس جدية بحلها “ .

وحول موضوع النفط والغاز قال السعودي “ رغم ما اعلن عنه من ان نتائج المسح لبحر لبنان كانت سلبية بهذا الخصوص ، لكن انا أشك بأن لبنان ليس فيه غاز ونفط ، لأن هذا موجود في مخزون “رزيرفوار” تحت الأرض وهذا المخزون لا يتوقف عند حدود بين بلدين . فاذا كان النفط والغاز موجودين بلدان محيطة بلبنان فلا بد من وجوده في ارضنا “.

مساعدات البلدية

وعن رؤيته للحراك ومطالبه وتحرك التجار خصوصاً قال السعودي “ ان مطالب الحراك محقة ، ونحن نتفهم صرخة الناس والقطاعات ومنها التجاري . فالتاجر لا يبيع لأن الناس غير قادرة أن تشتري “.

وعن انعكاس الأزمات على مدينة صيدا وعمل البلدية طمأن السعودي الى ان” صيدا والحمد لله عرفت كيف تساعد نفسها في مواجهة اي طارىء “. وقال” عندما تسلمنا البلدية كانت مفلسة بكل معنى الكلمة ، وحتى الرواتب لم تكن تدفع ولا مستحقات المقاولين .. لكن نحن اليوم كبلدية وصلنا الى مرحلة كان لدينا في خزينة البلدية 30 مليار ليرة، طبعا الآن انخفضت لأننا لم نأخذ بعد عوائدنا من الدولة وهي عن السنة الماضية 8 مليارات وعن هذه السنة ايضا 8 مليارات اي ان للبلدية عند الدولة 16 ملياراً”.

واشار السعودي الى ان المليارات الثلاثة التي خصصت للمساعدات ضمن “حملة صيدا تواجه كورونا” دفعت من ميزانية بلدية صيدا لافتاً ان “هذه المساعدات مستمرة ولم نكمل بعد صرف المليارات الثلاثة وتبقى منها مليار واحد لهذه المساعدات” .

مشاريع صيدا

وعن انعكاس الأزمات على مشاريع مدينة صيدا قال السعودي : بعضها تأثر ، مثلاً المرفأ التجاري الذي انجزت منه المرحلة الأولى وكان يجري العمل بالثانية ولم يتبق منها الا المباني متوقفة بسبب فرق سعر صرف الدولار. ومشروع فندق صيدون بعد اعادة الاعلان عن استدراج عروض للقطاع الخاص لتنفيذه لم يتقدم احد بسبب الوضع الحالي . وايضا مشروع” الضم والفرز” . الى جانب مشروع انشاء 3 حواجز كاسرة للأمواج قبالة شاطىء المدينة الشمالي لتصبح منطقة محمية وتكون السباحة فيها آمنة وهذا المشروع لم نستطع تنفيذه بسبب الأزمة الحالية “.

كورونا

ونسأل الريس السعودي عن تقييمه لتجرية مدينة صيدا في مواجهة فيروس كورونا فيقول “ أولاً لنرى النتائج . صيدا نجحت بمواجهة كورونا وهزمته .. حتى الآن سجلت المدينة صفر اصابات  وربما هذا من حسن الطالع او لأن الناس تتعاطى مع هذا الخطر بجدية وان شاء نستمر بهذه الوتيرة من الحماية لمدينتنا واالله هو الحامي . وهنا لا بد من التنويه بالتجربة التي تميزت بها صيدا بالتعاون بين جمعياتها تحت مظلة البلدية في مواجهة “ كورونا” وانني سعيد جدا وفخور بأن كل صيدا مجتمعة لهدف واحد وهو الشعور مع الجار ومع المحتاج وكل المدينة يد واحدة مع البلدية بهذا الموضوع “ التنظيم الشعبي الناصري مع تيار المستقبل مع الدكتورعبد الرحمن البزري مع الجماعة الاسلامية مع المجتمع المدني كلهم مجتمعين وهدفهم أن يوصلوا المساعدات للمحتاجين“.

نحيّد العمل البلدي عن السياسة

وحول مشاركة “حزب الله” في حملات الوقاية من كورونا وفي انشطة رمضانية داخل مدينة صيدا“ قال السعودي “ نحن نعتبر ان كل مكونات المدينة تريد ان تشتغل لخدمة المدينة . فهل ما قام به حزب الله من تعقيم للشوارع وحفلات انشاد ديني جوالة في رمضان هل هذا يسيء للمدينة ؟ . لا استطيع ان اقول ان هذا يسيء للمدينة ، بغض النظر عما هي افكاره وما هي افكارنا . فكل الناس اشتغلت خلال ازمة الكورونا بهدف واحد . والعمل البلدي يجب ان يبقى محيداً عن السياسة ، ونحن سبق وقلنا ان السياسة تقف عند باب البلدية وهذا ما نطبقه في عملنا البلدي “.

المستشفى التركي للحروق

وعن سبب التأخر بافتتاح وتشغيل المستشفى التركي التخصصي للحروق في صيدا قال السعودي “ نحن كبلدية تسلمنا المستشفى التركي اواخر سنة 2010 ، وبقينا خمس سنوات لغاية 2015 حتى حصلنا على الرخصة .وكنا نعتقد حينها ان المستشفى مجهز بالكامل فتبين انه يحتاج المزيد من التجهيزات الطبية ويحتاج بالتالي الى اموال وحينها وعد وزير الصحة آنذاك وائل ابو فاعور بتخصيص 5 ملايين دولار للمستشفى ، صرف له منها اول مليار ثم توقف. لكن بعد الاتفاق الذي حصل مؤخرا مع وزارة الصحة نحن اليوم مصرون على تشغيل المستشفى ، وموعودون بدفع 7 مليارات ونصف مليار ليرة ستستخدم لتجهيز المستشفى واعادة تأهيل المعدات الموجودة واستكمال النواقص ، وايضا نحن بحاجة الى رأسمال تشغيلي وعندما يبدأ المستشفى بالعمل يامكانه ان يؤمن مصاريفه التشغيلية . ولكن لن يكون هناك تعيينات وتوظيف قبل ان يصبح المستشفى جاهزاً للعمل . ونحن ارسلنا الى الوزارة مؤخراً الأسماء المقترحة لمجلس ادارة المستشفى .ونأمل ان يشتغل قبل نهاية العام الحالي وبمجرد ان تاتي الأموال ننتقل الى الخطوة التالية وهي اعادة تاهيل التجهيزات الموجودة واستكمالها وشراء النواقص .


رأفت نعيم