في وقت يعيش فيه اللبنانيون أجواء توحي أن فيروس كورونا انحسر، تلوح مؤشرات خطيرة في الصين حيث تم اكتشاف الوباء في نهاية العام الماضي.
فقد ذكرت هيئة الصحة الوطنية في الصين، أنّ "البر الرئيسى للصين سجّل 40 إصابة جديدة مؤكّدة بفيروس "كورونا" المستجد خلال الـ24 ساعة الماضية (منها 27 حالة في بكين).
وتواجه العاصمة تفشّيًا جديدًا للفيروس الّذي يُعتقد أنّه نشأ في سوق لبيع المواد الغذائيّة.
وذكرت صحف حكومية أنه تم اكتشاف الفيروس في أدوات تقطيع السلمون المستورد في شينفادي ببكين وسط مخاوف من حدوث موجة ثانية من الجائحة في الصين.
_الوضع خطير في بكين
وكانت بلدية بكين قد حذّرت اليوم الثلاثاء من أن وضع انتشار فيروس كورونا في العاصمة الصينية أصبح "خطيراً جدا"، حيث تواجه المدينة تفشيا جديدا للفيروس.
ويأتي التحذير الذي أطلق في العاصمة الصينية بعد أن أعلنت السلطات الصحية الصينية تسجيل 40 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي، منها 27 إصابة في بكين وحدها.
وكانت الصين سجلت في اليوم السابق (الأحد) 49 إصابة بـفيروس كورونا، فيما أبلغت هيئة الصحة الوطنية عن 8 حالات وافدة في البر الرئيسي للصين حتى نهاية أمس الاثنين، مقابل 10 حالات في اليوم السابق.
كذلك سجلت الهيئة 6 حالات جديدة بدون أعراض، انخفاضا من 18 في اليوم السابق، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
ووصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالفيروس في البر الرئيسي للصين إلى 83221، بينما ظل عدد الوفيات دون تغيير عند 4634 حالة وفاة.
_ قلق عالمي
وكانت الصين في مرحلة استعادة تعافيها من الوباء الذي ظهر نهاية العام الماضي في ووهان. لكن مع ظهور بؤرة جديدة للفيروس في سوق «شينفادي» التي توفر الأغذية الطازجة داخل العاصمة بكين، سارعت السلطات إلى اتخاذ سلسلة من التدابير؛ كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وشرع 24 مركزاً في إجراء فحوص طبية، شملت 10 آلاف شخص، ما أتاح كشف 24 إصابة جديدة أمس.
ويعدّ التطور الصيني مصدر قلق لبقية العالم؛ إذ إنّه يلقي الضوء على صعوبة السيطرة على وباء لا يزال يجتاح الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وإيران والهند، فيما يقترب عدد الإصابات حول العالم من 8 ملايين إصابة.
منظمة الصحة العالمية تتحفّظ
منظمة الصحة العالمية دخلت على الخط، إذ أكد أحد مسؤوليها الاثنين، إن أسباب ظهور سلسلة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا في العاصمة الصينية بكين غير مؤكدة ووصفوا الادعاء بأن واردات من السلمون أو تعبئته ربما تكون السبب في ذلك بأنه "افتراض".
ووضعت عدة مناطق بالعاصمة الصينية نقاط تفتيش أمنية وأغلقت المدارس وأمرت بإجراء اختبارات للمواطنين للكشف عن فيروس كورونا، الاثنين، بعد زيادة غير متوقعة في حالات الإصابة المرتبطة بأكبر سوق لبيع المواد الغذائية بالجملة في آسيا.
وقال رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايك رايان، في إفادة صحفية إنه يتحفظ في القول بضرورة اختبار عمليات التعبئة نتيجة للإصابات الجديدة.
وتمثل تصريحاته تكرارا لتصريحات أدلى بها خبراء، في وقت سابق، قالوا إن من غير المرجح أن يحمل السمك نفسه المرض وإن أي صلة بالسلمون ربما يكون نتيجة تلوث تم نقله.
وقال رايان إن منظمة الصحة العالمية تتابع عن كثب هذا التفشي، الذي يثير القلق في ضوء ظهوره في مدينة كبيرة مثل بكين كما أنها على اتصال وثيق بالسلطات الصينية مع سعيها للسيطرة عليه.