أخبار لبنان

مفاوضات ترسيم الحدود: هل يسحب عون الملف من برّي؟

تم النشر في 18 حزيران 2020 | 00:00

كتبت "الأخبار"‏‎:‎‏ في إحدى المرات التي زارَت فيها السفيرة الأميركية دوروثي شيا بعبدا، ‏تطرّقت من جملة المواضيع التي أثارتها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى ملف ‏الترسيم البري والبحري، من باب أن حلّه "سيُساعِد في تهدئة الأجواء بالجنوب وكل لبنان". هذا ‏الملف حملته شيّا معها أيضاً إلى طاولة رئيس تكتّل "لبنان القوي" جبران باسيل في آخر لقاء ‏‏(مُعلَن) بينهما، مُطالبةً بالحسم، وقد "عبّر لها بدوره عن إيجابية للتعاون". سُرعان ما بدأ هذا ‏الهمس يخرُج إلى العلن، وتخرُج معه شرارة اشتباك سياسي جديد في ظل الحديث عن انقسام ‏يعتري موقف المسؤولين ومُحاولة لاسترداد ملف التفاوض من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ‏ليٌصبِح في عهدة الرئاسة الأولى‎.‎

وعلمت "الأخبار" من مصادر مطلعة على أجواء بعبدا، أن الرئيس عون بدأ منذ حوالى شهر ‏يُسرّ إلى مقرّبين منه نيته إحياء التفاوض، لأن هذه الخطوة ستُخفّف الضغط عن لبنان، معبّراً ‏بشكل غير مباشر عن استيائه من طريقة إدارة الملف سابقاً‎.‎

ينطلق عون من الدستور اللبناني الذي ينيط به وحده صلاحية التفاوض وعقد المعاهدات الدولية، ‏فيقول إنه في صدد العمل داخل الحكومة لاتخاذ قرار نقل الملف ليكون بين يديه عبرَ آلية جديدة ‏تُحدد من أين يبدأ التفاوض وكيفيته وعلى أي أسس، ما يعني إمكانية نسف الإطار الموحّد الذي ‏وضعه الرؤساء الثلاثة سابقاً، وأهم ما فيه التلازم بين البر والبحر‎.‎

‎ ‎تزامناً مع هذا الجو، فُتحت قنوات اتصال دبلوماسية مع معنيين بهذه القضية، وتكثّفت بعدَ تأليف ‏الحكومة الإسرائيلية، حاملة رسائل ضغط لاستئناف التفاوض. وفيما لم تكُن عين التنية بعيدة عمّا ‏يُعَدّ، تُفضّل حتى اللحظة التزام الصمت على اعتبار أن "كل ساعة ولها ملائكتها"، لكن على ‏الجميع أن "يعلَم مدى حساسية هذا الموضوع واستراتيجيته، والذي لا يُسمَح فيه بارتكاب أي ‏دعسة ناقصة أو التفريط بكوب ماء أياً كانت الجهة التي تُفاوض‎"‎‏.‏



الأخبار