شكّل إعلان المصمم الأميركي مايكل كورس مؤخراً عن انسحابه من الروزنامة الرسميّة لأسبوع نيويورك للموضة الخاص بموسم ربيع وصيف2021، أول قرار رسمي يتخذه مصمم أميركي بارز في هذا المجال ولكن قد لايكون الأخير. إذ من المنتظر أن يتبعه العديد من المصممين في تبنّي خطوات مماثلة.
قرر كورس تقديم مجموعته الجديدة خارج الروزنامة الرسميّة لأسبوع الموضة، بين منتصف أكتوبر/تشرين الأول ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني خلال عرض لم تحدد معالمه بعد.
وهو سيكتفي بمجموعتين سنويّتين: واحدة للربيع والصيف والثانية للخريف والشتاء بدل المجموعات الست التي اعتاد على تقديمها.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أظهر انتشار وباء كورونا على الصعيد العالمي الاختلال الذي يعاني منه النظام الحالي للموضة بإيقاعه المجنون وإنتاجه المفرط مما استدعى استدراك المصممين والتفكير بخطوات جديّة يتخذونها في هذا المجال.
وكان المصمم الأميركي مارك جايكوبز أعلن أيضاً في حديث خاص عن عدم مشاركته بأسبوع نيويورك للموضة خلال أيلول/سبتمبر المقبل لعدم اكتمال مجموعته بسبب نقص في الخامات التي يستوردها من إيطاليا.
تعديلات ضروريّة
وقالكورس في بيان رسمي: "أفكر منذ وقت طويل أن روزنامة الموضة بحاجة إلى تعديلات، وأنا متحمّس لانطلاق الحوار في مجتمع الموضة حول مستقبل الروزنامة المعتمدة والخطوات التي يجب تطبيقها لإبطاء الإيقاع المعتمد والأسلوب الذي نعمل به. لقد كان لدى الجميع الوقت الكافي للتفكير والتحليل. وأظن أن العديد منّا مقتنع أنه حان الوقت لتبنّي نهج مغاير في مقاربة العصر الجديد" .
وهو يعتقد أنه من الضروري ترك المجال للمستهلكين كي يتعرفوا على موضة الموسم قبل البدء بتقديم مجموعات جديدة تعمل على تشتيت أفكارهم. كما شدّد على إبقاء شهريّ سبتمبر/أيلول ومارس/آذار مفاتيح تقديم جميع منتوجات الموسم الجديد للمستهلكين، خاصةً أنهما يتزامنا مع مواعيد نشر المحتوى التحريري والإعلامي من جهة والتبدلات بين الفصول من جهة أخرى. ففي هذه الفترة يكون المستهلك حاضراً لتلقي وشراء مجموعات جديدة يتم ارتدائها بشكل مباشر.
حركة عابرة للقارات
كان المصمم الإيطالي جورجيو أرماني أول من دعا عالم الموضة للتحرّك بهدف إصلاح الخلل، والحدّ من الفائض، وإعادة البعد الإنساني المفقود.
ثم أعلنت دار Saint Laurent الفرنسيّة في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي عن انسحابها من روزنامة الموضة الباريسية للعام 2020 لتتبع روزنامتها الخاصة في هذا المجال.
أما في شهر مايو/أيار الماضي فأعلن أليساندرو ميشيل المدير الإبداعي لدار Gucci أنه سيتبنى إيقاعاً خاصاً به فيما يتعلق بتقديم مجموعات الدار، وأنه لن يقدّم عرضاً خلال شهر سبتمبر/أيلول مع التأكيد على مشاركته بأسبوع ميلانو الافتراضي خلال شهر يوليو/تموز المقبل.
في الإطار نفسه، تندرج العريضة التي قدمها المصمم البلجيكي درايز فان نوتن والمصممة الفرنسية مارين سير، والتي حملت توقيع العديد من بيوت الأزياء الصغيرة والموزّعين أمثال: Chloe، وThom Brown، وLemaire، وNordstrom، وSelfridges، وHarvey Nichols.
هدف هذه العريضة هو الدعوة إلى تغيير حقيقي في صناعة الموضة وأساليب تقديمها إلى الجمهور. ومن شأن ذلك أن يؤشّر إلى تبدلات جذريّة من المنتظر أن تطرأ قريباً على صناعة الموضة العالميّة.