على مدى سنوات طويلة كان مخيم الحلوة يوضع بين فترة وأخرى تحت المجهر ..أمنياً وحياتياً واجتماعياً .. لكثرة ما عاناه اهله وقاطنوه من ظروف بالغة الصعوبة تحت كل من هذه العناوين الثلاثة ..
واليوم ، يوضع اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت المجهر الصحي ومعه باقي المخيمات الفلسطينية لمنع “تسلل” فيروس كورونا الى داخلها .
فللمرة الثانية في اقل من شهرين، يدخل فريق من وزارة الصحة اللبنانية الى المخيم ويقوم بالتعاون مع دائرة الصحة في وكالة "الأونروا" بأخذ عينات لإجراء فحوص الـ PCR .
وتأتي هذه الخطوة بالنسبة للمخيم بعد اصابة فلسطيني مقيم في صيدا بهذا الفيروس ومخالطة ابنته المصابة لعدد من اقاربها في المخيم حيث جاءت نتائجهم سلبية.
وتم اخذ العينات في مقر "القوة المشتركة" الفلسطينية في الشارع التحتاني، بحضور رئيس قسم الصحة في وكالة "الاونروا" في منطقة صيدا الدكتور وائل الميعاري وقائد القوة العقيد عبد الهادي الاسدي وامين سر واعضاء اللجنة الشعبية والذين خضعوا ايضا لهذه الفحوصات .وشملت الحملة اخذ نحو 100 عينة من 100 شخص من مختلف الأعمار ولا سيما من الأكثر مخالطة مع الناس على ان تصدر نتائج فحصها خلال يومين .
وتصرح له على هامش الحملة قال الأسدي “نعتبرها خطوة مهمة ونشكر وزارة الصحة اللبنانية والأنروا على هذا الاهتمام بشعبنا الذي نتمنى له الأمن والامان كما الأمن الصحي والاجتماعي ونسأل الله ان يرفع عنا ربنا هذا البلاء ليعيش شعبنا بأمن وامان وراحة واستقرار وندعو شعبنا الى مزيد من الوقاية . قد يكون حصل بعض التراخي ليس فقط في مخيماتنا بل في معظم المناطق اللبنانية لكن نتمنى ان يقف الأمر عند هذا الحد ولا يتوسع ولا يكون هناك انتشار وسنقوم بما يجب علينا ان نقوم به . وكما ندعو اهلنا الى مزيد من الوقاية والانتباه “.
وقال امين سر اللجنة الشعبية عبد ابو صلاح “ هذه المبادرة جيدة وممتازة وتلقى تجاوبا جيدا من ابناء شعبنا وعدد لا بأس به يقوم بهذه الفحوصات . ولحساسية الموضوع واهميته ندعو الجميع في مخيم عين الحلوة وكل مخيمات لبنان لعدم التهاون والاستهتار بهذا الموضوع الذي ما زال خطيرا عكس ما يعتقد البعض لذلك ندعو الجميع للالتزام بقرارات الصحة والانروا والمؤسسات واللجان الشعبية ونشكر كل من قام بهذه المبادرة ، لافتا الى انه حتى هذه اللحظة لا اصابات داخل المخيم ولكن هناك مخالطين تم حجرهم منزليا ، وداعيا الى عدم اطلاق الشائعات عن اصابات او الانجرار لها “. .
وقال عضو اللجنة الشعبية ابو حسام زعيتر “هذه الحملة تعتبر مهمة وهي ستكون مؤشراً عن مدى انتشار هذا الوباء او عدم انتشاره وخاصة في المخيمات الفلسطينية ذات الاكتظاظ ، مع العلم ان المخيم لم تسجل فيه حتى الآن اية اصابة ولكن هناك بعض المخالطين الذين هم الآن في الحجر المنزلي . ونتمنى من الله تعالى ان لا يكون انتشار لهذا الوباء داخل المخيم “.
وقالت امنة عبدو بعدما خضعت لفحص الكورونا “ جئت لأجري فحص الكورونا - على صحة السلامة - وطلبت من كل عائلتي ان يخضعوا للفحص واقول لأهل المخيم انه من الضرورة ان يلتزم الواحد ويجري الفحص حتى نطمئن على صحتنا والحمد لله للآن مخيمنا بخير”.
وقالت لطيفة ايوب ( 59 سنة ) :“ اجريت فحص كورونا .. واقول لمن هم بعمري واشجعهم ان يأتوا ويجروا الفحوصات “.
اشارة الى انه سبق ايضا واجريت فحصوصات في مخيمات المية ومية والبداوي وشاتيلا بالاضافة الى عين الحلوة .
رأفت نعيم
