منذ 17 تشرين الاول وحتى اليوم، كثرت الاحاديث عن حراك مسيحي وماروني تحديداً لاعادة بلورة الاولويات الشعبية، في ظل دولة لم تحقق الحد الادنى لمواطنيها من حقوق وضمانات اجتماعية واقتصادية ومعيشية بل على العكس تمعن في إغراق البلد في مزيد من الديون والافلاس والجوع.
وإذا كان المسيحيون، وفق كل الارقام والإحصاءات الاخيرة هم الاكثر هجرة بين الطوائف، اذا اخذ الامر من الزاوية الطائفية، خلال العام 2019 و2020 وتحديداً بين تشرين اول 2019 وايار 2020. وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على حجم الإحباط المسيحي من كل قادته التاريخية والسياسية وحتى الكنسية.
في المقابل يراهن المسيحيون «الصامدون» في لبنان، حتى الآن على خيار مدني غير حزبي اي خارج الاحزاب التقليدية «التيار الوطني الحر» و«الكتائب» و»المردة» و«القوات» لانه لم يعد يرى فيها بعد اليوم الا مزيداً من الغرق والانهيار.
اما الكنيسة المارونية تحديداً فإنها استدركت مبكراً ما يجري ولا سيما خلال الاشهر الستة الماضية التي بدأ الحديث فيها جدياً، داخل الكنيسة المارونية عن صعوبة الوضع الاقتصادي والتحذيرات التي تلقاها البطريرك بشارة الراعي من سفراء اوروبيين ان ازمة لبنان تتجه الى كارثة اجتماعية ومجاعة حقيقية. وهناك سنتان صعبتان جداً على لبنان.
وتكشف اوساط قيادية في هيئة تنسيق «ثورة 17 تشرين الاول» لـ «الديار»، ان البطريرك كان يرغب بإعداد بروتوكول تربوي وتوجيهي للشباب فأراد استمزاج رأي الثورة وقياداتها التي تصدرت الحراك، فجمع 50 قياديا وقيادية منها واجتمع بهم لمرتين. ويتم التشاور في كل القضايا، وتشير الاوساط الى ان الراعي ليس بعيداً من الثورة ولا من نبضها ونحن نرحب اذا اراد ان يكون معها ويتبنى مطالبها.
وتلفت الاوساط الى ان التلاقي مع النائب العميد شامل روكز اتى اولاً بعد إعلانه استقلاليته عن تكتل «لبنان القوي» واستقلاليته السياسية وصولاً الى مواقفه المتقدمة والداعمة للحراك والشعب والثورة. وتقول انه توج تحركاته بمبادرة لجمع العسكريين المتقاعدين وقيادتهم من الضباط وهم رفاق سلاح ونضال في الجيش وفي محاولة لجمع شملهم بعدما فرقتهم احزاب السلطة.
في المقابل تؤكد الاوساط ان الثورة هي التي تجمع روكز بالضباط والعسكريين المتقاعدين، كما يلتقي دورياً مع العديد من القيادات المستقيلة من «التيار الوطني الحر- الخط التاريخي» ولكن ليس بهدف لا تأسيس حزب او تيار او خط سياسي جديد له ولا تسلق «ظهر الثورة» فتاريخه ونشاطه ورصيده امور كافية لتكون له حيثيته المستقلة.
وفي هذا السياق علمت «الديار» عن لقاءات تجري على قدم وساق لتأسيس تكتل نيابي مستقل للنواب المستقلين والخارجين من التكتلات الحزبية والسياسية التقليدية والتي خاضوا الانتخابات على اساسها.
وفي إتصال مع «الديار»، يؤكد النائب روكز انه يتشاور مع العديد من النواب المستقلين، من دون ان يدخل في تفاصيل الهويات والاسماء، وهي معروفة على كل حال كما يقول، وان هناك توجهاً لاطلاق هذا التكتل وخلال اسبوعين «ستسمعون» اخبارا طيبة.
ويؤكد روكز ان هذا التكتل ليس موجهاً ضد العهد، او اي احد آخر. وهمّه ان يدافع عن حقوق الناس وودائعهم، ومن ليس له ودائع، وفي ظل هذه الاوضاع المعيشية المأساوية وهو في صلب مطالب الناس في اي مكان كان سيدافع عنها.
ويشدد على ان الاولوية هي الخروج من المأزق الحالي، ومبادرة السلطة الى تحقيق اصلاحات حقيقية او الرحيل ولتأتي سلطة مستقلة منتجة تعبر حقيقة عن وجع اللبنانيين.
الديار- علي ضاحي