أخبار لبنان

3 لبنانيين قضوا في أبيدجان خلال يومين... تأخير التشخيص نتيجة اللغط بين الملاريا والكورونا

تم النشر في 23 حزيران 2020 | 00:00

الكورونا في كل مكان، في كل دولة وفي كل ولاية. لا أحد محصناً من عدم الإصابة بهذا الفيروس الذي أنهك العالم وما زال ينتشر كالنار في الهشيم. لكن ما عاشته الجالية اللبنانية منذ يومين صعب ومؤلم بعد وفاة 3 لبنانيين هناك نتيجة التأخر في تشخيص المرض. تختلط الأمور في أبيدجان نتيجة التشابه في الأعراض بين الملاريا وفيروس #كورونا، هذا الواقع لمسته الجالية اللبنانية بعد دفنها لثلاثة من أبنائها في بلد الإغتراب. صفعة الموت كانت قاسية، ليس سهلاً أن تخسر أحداً في الغربة، فكيف في هذه الظروف واستحالة نقل الجثامين بسبب الفيروس؟!

سالم حنا (45 عاماً) من اللبنانيين الذين كُتب لهم الرحيل باكراً، وفق ما يخبرنا قريبه: "لم يكن يعرف أنه مصاب بكورونا، كانت أعراضه متشابهة جداً في البداية مع أعراض الملاريا، خصوصاً أنه في هذه الفترة حيث ترتفع الإصابات بالملاريا في تلك الدول. ونتيجة التشخيص الخاطئ والتأخير في المعالجة، ساءت حالة سالم حيث وصل إلى المستشفى بحالة صحية متقدمة وضرر كبير في الرئتين. لم يصمد سالم أكثر من يومين في المستشفى قبل أن يغمض عينيه إلى الأبد، لم يكن يعاني من مشاكل صحية ولكن الموت خطفه منا باكراً".

ما جرى مع سالم، يؤكده سفير لبنان في أبيدجان يوسف رجّي لـ"النهار" قائلاً: "في هذه الفترة تحديداً (الشتاء) تكثر حالات الملاريا، وما يجري اليوم هو لغط في صعوبة التشخيص نتيجة تشابه الأعراض بين فيروس كورونا والملاريا. ومنذ يومين توفي 3 أبناء من الجالية اللبنانية هناك نتيجة الإصابة بالفيروس وأعمارهم لا تتخطى الخمسين سنة".

موضحاً أن "هناك عشرات اللبنانيين مصابون بالفيروس دون أن تظهر عليهم أي أعراض صحية وقد تماثلوا للشفاء دون أن يضطروا حتى لدخول المستشفى. هناك 90% لم يعانوا من أي مشاكل صحية نتيجة إصابتهم بالفيروس، في حين سجلنا وفاة 6 لبنانيين بعد إصابتهم بالكورونا، ومنهم من أصيب بالملاريا والكورونا في آنٍ معاً".

وعن عدد الإصابات في صفوف الجالية اللبنانية في أبيدجان، يشير رجّي إلى أن "الجهات الرسمية لا تحدد الإصابات وفق الجنسية، وبالتالي ليس لدينا أرقام محددة حول عدد الإصابات في صفوف اللبنانيين( 50 ألف لبناني)، والأرقام المسجلة تشمل كل السكان الموجودين. ومع ذلك، نتابع مع اللبنانيين في أبيدجان كل المستجدات والإجراءات، ولقد نجحنا في الانتهاء من المرحلة الأولى من عودة بعضهم إلى لبنان بالرغم من كل الصعوبات والإمكانيات والكلفة العالية، وكانت الأولوية للأشخاص العالقين في أبيدجان وكبار السن والنساء الحوامل والأطفال... نأمل أن تهتم بنا الدولة أكثر رغم معرفتي بإمكانيات الدولة وقدرتها".

صرخة المغترب وخوفه من الأوضاع الصحية والأمنية على حدّ سواء ترخي بظلالها على اللبنانيين في نيجيريا وأبيدجان وغيرها. لا يخفي البعض هناك من "مستوى الرعاية الصحية المحدودة. الوجع كبير، وما يتحمله اللبناني هو نتيجة فشل الدولة في إبقاء أبنائها في ربوعها وعدم هجرتهم إلى الخارج. وفق أحدهم، "الدولة هجّرتنا ورجعت سرقت أموالنا واليوم عم بتبهدلنا إذا بدنا نرجع".

من جهته، أكد رئيس الجالية اللبنانية في بواكي (ساحل العاج) عبدالله هاشم لـ"النهار" أن "ليس هناك أرقام دقيقة ولكن الأكيد أن عدد الإصابات في الجالية اللبنانية تخطى 1000 إصابة، ويعود ذلك "إلى استهتار اللبنانيين وعدم التزامهم بالتباعد المسافي، كما لم يتقيدوا بكل التوصيات بتفادي التجمعات والسهرات، وزاد الوضع سوءاً خلال شهر رمضان نتيجة السهرات والعشاوات والإفطارات".

أما عن عدد الإصابات، فيشير إلى أنه في منطقة بواكي سُجل 29 إصابة بين العاجيين واللبنانيين، علماً أن عدد اللبنانيين هناك يبلغ حوالى 150 شخصاً، وقد سجلت إصابة 10 إلى 12 لبنانياً بالفيروس. كما توفيت سيدة لبنانية تبلغ من العمر 63 سنة نتيجة إصابتها بالكورونا وهي تعاني من مشاكل في الكلى".

وعن الرعاية الصحية والفحوص، يوضح الهاشم أن "فحوص الـpcr مجانية، وعند صدور نتيجة إيجابية على المواطن (العاجي أو اللبناني) إلتزام الحجر المنزلي بسبب غياب مراكز الحجر، وتتمّ المتابعة مع كل مصاب عبر وزارة الصحة والإبلاغ عن كل الحالات المخالطة للحالة الإيجابية، أما في حال ساءت حالة المريض فيتم نقله إلى مستشفى في أبيدجان. صحيح أن الاستهتار بداية أدى إلى ارتفاع الاصابات في صفوف الجالية، لكن الوضع ليس سيئاً ولم يعد اللبنانيون كما في بداية الأزمة يريدون العودة خصوصاً أنه ليس هناك التزام بالتباعد المسافي في الطائرة بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة التي رافقت العودة".

النهار