موضة

كمّامات "تساير" الموضة وتنعش الاقتصاد!

تم النشر في 27 حزيران 2020 | 00:00

مع عدم وجود دلائل على أن خطر فيروس كورونا المستجد سينحسر في العالم قريبا، أصبحت الكمامات جزءا لا يستهان به في عالم الموضة في إندونيسيا وماليزيا. في حين بدأت مصانع النسيج في بنغلادش تتحول إلى صناعة معدات الوقاية الشخصية من فيروس كورونا.

بدأت الكمامات المصنوعة بناء على طلب العميل تحقق رواجا في إندونيسيا، إذ يطلب الزبائن تصاميم تطبع عليها ملامح وجههم أو وجوها مبتسمة أو شفاها حمراء كبيرة على كمامات تصنع من نوع من المطاط الصناعي القابل لإعادة الاستخدام.

اقتنى هيني كوسميجاتي (46 عاما) إحدى هذه الكمامات، وقال "عندما يرانا الناس يبدو وكأنهم يسألون: لماذا نبتسم أو نضحك؟".

في المقابل، أضاف متجر للطباعة على الأقمشة في جاكرتا الكمامات لخدماته بعد أن تضررت مبيعاته بسبب تفشي كورونا. ويقوم الزبائن بالطلب عبر الإنترنت وتحميل الصور التي يريدون طباعتها على الكمامات التي يستغرق إنتاجها بعد ذلك 30 دقيقة وتتكلف الواحدة 50 ألف روبية (3.50 دولارات)، وهو ما ساعد في بقاء متجر نيكولاس سبتيان سوجاندي مفتوحا رغم الأزمة. وهناك أفكار مشابهة في أنحاء منطقة جنوب شرق آسيا. ففي الفلبين مثلا لجأ فني متخصص في المؤثرات الخاصة إلى صناعة كمامات مرعبة، وفي تايلاند تعكف سيدة على تصميم واقيات للوجه مطبوع عليها شخصيات من أفلام الكرتون والسينما. وتلاقي تصميمات من النسيج المنقوش رواجا في ماليزيا والتي لا تلزم السلطات المواطنين فيها باستخدام الكمامة، لكن معظم الشركات والمكاتب تُلزم عامليها بوضعها.

ولدى مصمم المنسوجات الماليزي حافظ دراهمن كمامات مصنوعة من القطن الناعم وتحتوي على جيوب اختيارية لإضافة الفلاتر وينتجها من مخزوناته من الأقمشة المزينة والمنقوشة. وقال حافظ في ورشته بمدينة شاه علم، "بدأت أرى فرصة جديدة في صنع الكمامات، لأنه في ذلك الوقت صدرت إرشادات باستخدام الكمامات حفاظا على السلامة الشخصية".

إلى ذلك، وفي مواجهة انهيار الطلبات من العلامات التجارية الغربية في ظل جائحة كوفيد-19، منح العديد من مصانع الملابس في بنغلادش حياة جديدة بعدما طلب منها إنتاج أقنعة واقية وقفازات وأثوابا طبية للتصدير.

في مصانع مدينة سافار الصناعية في شمال دكا، يعمل الآلاف من العمال في مناوبات مدتها ثماني ساعات لستة أيام في الأسبوع لصناعة معدات الوقاية الشخصية. وقال الرئيس التنفيذي لمصنع "بيكسيمكو" سيد نافيد حسين، وهي مورد رئيسي لعلامات تجارية عالمية مثل "زارا" و"كالفين كلاين" و"تومي هيلفيغر"، إننا "رأينا الفرصة في شباط الماضي، وعلى الفور تحولنا إلى تصنيع معدات الوقاية الشخصية".

قامت شركة "بيكسيمكو" الشهر الماضي بتصدير 6,5 ملايين رداء طبي إلى العلامة التجارية الأميركية "هينز" وتتوقع تصدير معدات وقاية بقيمة 250 مليون دولار هذه السنة. وأوضح حسين لوكالة فرانس برس ان "حوالى 70% من عمّالنا البالغ عددهم 40 ألفا يعملون الآن في صناعة معدات الوقاية الشخصية. فيروس كورونا غيّر العالم".

أصبحت بنغلادش خلال العقدين الماضيين ثاني أكبر مصدر للملابس الجاهزة في العالم بعد الصين وهي تصنع ملابس لأمثال "بريمارك" و"إتش أند إم". وقبل تفشي الوباء، كانت هذه الصناعة تمثل حوالى 80% من صادرات البلاد السنوية البالغة 40 مليار دولار وكان يعمل فيها أكثر من أربعة ملايين شخص معظمهم من النساء من القرى الريفية الفقيرة. لكن عندما بدأت دول العالم فرض تدابير الإغلاق، شهد 4500 مصنع في البلاد انخفاضا في الشحنات بنسبة بلغت 84% في نيسان الماضي.

وبعد تخفيف الإجراءات في بعض البلدان، بدأت الطلبات تنتعش لكن خان منير العلم شوفو الناطق باسم الاتحاد قال لفرانس برس "الكمية أقل بكثير مقارنة بالعام الماضي". أضاف، "عملت مصانعنا بطاقة 55% من طاقتها الإجمالية". وقال شوفو إن ما لا يقل عن 30 مصنعا بدأت تصنيع معدات الوقاية الشخصية منذ تفشي الوباء و"العدد يتزايد".