لم يلبث بلد المليار أن يتنفس الصعداء إلا وبدأ تسجيل معدلات إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد.
فقد كشفت اللجنة الوطنية للصحة، السبت، عن رصد 21 إصابة جديدة مؤكدة بالوباء في البر الرئيسي للصين خلال يوم الجمعة مقابل 13 حالة في اليوم السابق، لتصبح أكبر بذلك حصيلة منذ يوم الاثنين، بعد ظهور المرض مجددا في العاصمة.
كما سجلت بكين وحدها 17 إصابة جديدة مؤكدة يوم الجمعة، مقابل 11 حالة في اليوم السابق.
الفيروس خدع العالم
يذكر أن الوباء كان أطل برأسه مجدداً في الصين بعدما ظن العالم أن مسقط رأس المرض قد هزمه إثر مرور أسابيع آمنة خلت منه تقريباً، لترفع البلاد قيود الإغلاق بعد تراجع الإصابات.
وعادت المخاوف بعدما أعلنت العاصمة قبل أيام إغلاق سوق رئيسية للمنتجات الزراعية بشكل مؤقت بعد ارتفاع عدد الإصابات المحلية.
وجرى حينها إغلاق سوق شينفادي للجملة، كما أغلقت تسع مدارس ودور للحضانة في محيط المنطقة أيضا.
كما أعلنت السلطات الصينية فرض حجر صحي على أحد عشر حيا مجاورا لهذا السوق، موضحة أن إصابات بمرض كوفيد-19 سجلت في تلك المنطقة.
إلى ذلك بلغ إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في الصين 83483 حالة بينما لا يزال عدد الوفيات ثابتا منذ منتصف أيار عند 4634.
الصحة: الفيروس لم ينتهِ أبداً
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت حذرت مراراً من احتمال ظهور موجة ثانية، كما أوضحت أن كورونا قد يبقى معنا إلى الأبد ويتحول إلى فيروس موسمي.
واليوم، كررت المنظمة تحذيراتها، قائلة إن "الملايين قد يفقدون حياتهم في الموجة الثانية"، ومؤكدة أن الوباء لم ينتهِ على الإطلاق، متوقعة أن يتراجع في الصيف ليعاود نشاطه في الخريف، كما حصل خلال سيناريو الإنفلوانزا الإسبانية.
فمع مشارفة عدد ضحايا فيروس كورونا النصف مليون وفاة، نبه المدير العام المساعد للمبادرات الصحية في المنظمة العالمية، إلى أن الملايين قد يفقدون حياتهم إذا شهدنا موجة ثانية من الإصابات، مؤكداً أن الفيروس انتشر حتى الآن مثلما توقع المسؤولون في المنظمة".
لا تتسرعوا!
كما شبه الطبيب رانييري جويرا، بحسب ما أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية الفيروس التاجي الذي أصاب حتى الآن أكثر من 9 ملايين إنسان بالإنفلونزا الإسبانية لجهة تفشيه، حيث انخفضت في الصيف، لكنها عاودت نشاطها بشدة في أيلول و تشرين الأول، ما تسبب في وفاة 50 مليون شخص خلال الموجة الثانية".
وكانت المنظمة الأممية حذرت خلال اليومين الماضيين من أن إصابات كورونا ستبلغ قريبا الـ 10 ملايين، داعية الدول إلى التنبه وعدم التسرع في اتخاذ القرارات ورفع القيود والإجراءات المعمول بها للحد من تفشي العدوى.