بدعوة من جمعية "أهلنا" قدمت الباحثة الجامعية والأديبة والناشطة الاجتماعية الهام كلّاب البساط ندوة بعنوان "قراءة لتاريخ القرن العشرين من خلال أزيائه" .
حضر الندوة التي اقيمت في مقر جمعية "أهلنا" في الهلالية حشد من سيدات المجتمع من صيدا والجوار، وكانت في استقبالهن رئيسة الجمعية سحر جلال الدين الجبيلي والسيدات أعضاء "أهلنا".
بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة ترحيب من غنى كلش بإسم الجمعية عرفت فيها بالمحاضرة الهام كلاّب البساط التي استهلت كلامها بتوجيه الشكر الى جمعية "اهلنا" على دعوتها لها الى صيدا، متوقفة عند ما يربطها بهذه المدينة من علاقة عائلية وذكريات مع عائلة زوجها هشام البساط، وما تتميز به صيدا من روح الألفة والمحبة والوفاق والتسامح والتكافل، الذي بدأ مع كبار من هذه المدينة امثال سماحة المفتي الراحل الشيخ محمد سليم جلال الدين رحمه الله والد سحر جلال الدين الجبيلي والذي ألهمها لتكمل هذه المهمة الجليلة ".
واكدت اهمية العمل الاجتماعي والانساني الذي تقوم به جمعية اهلنا في محيط هو بحاجة اليه وطريقة تنظيمه ومنهجيته وشفافيته ما جعل منها مؤسسة رائدة راقية لديها آفاق مستقبلية للتطور ولإفادة الآخرين منوهة بدور وجهود رئيسة الجمعية في هذا المجال ومعتبرة انه عندما تتسلم المرأة مهمات عامة في المجتمع تقوده الى التطور والتقدم .
ثم انتقلت البساط الى موضوع الندوة فاصطحبت الحضور في رحلة عبر الزمن مع تاريخ القرن العشرين من خلال ازيائه فاعتبرت ان الموضة ليست فقط ازياء وتصاميم جميلة تروج لفترة معينة، وانما تعكس واقعا المجتمعات في مراحل مختلفة وتتأثر بكثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية.
وقالت: "بين حربين عالميتين وانهيار اقتصادي وثورة شباب وثورة نساء وتقنيات حديثة وعولمة كلها عوامل اثرت في عالم الموضة خلال القرن العشرين وكل عصر يعطي نتائجه على العصر الذي يليه" مستعرضة بالصور والرسوم والتصاميم مراحل تطور الأزياء بدءا من نهاية القرن الثامن عشر وكيف كانت مقاييس الجمال في الماضي تقاس نسبة الى الثياب، وكيف تطورت طرق ومواد تصميم وصناعة الملابس وكيف كانت تظهر مفاهيم مختلفة للثوب عند العديد من الشعوب الغربية والشرقية ، وتتأثر بطبيعة المناخ والعادات والتقاليد والأحداث المتلاحقة".
واعطت بعض الأمثلة منها "ثورة التحرر من الملابس الكثيفة " سنة 1910 ، وكيف فرضت الحربان العالمية الأولى والثانية والانهيار الاقتصادي بينهما، التقشف الذي انعكس على طبيعة وشكل الثياب والموضة عند المرأة، و"السنوات المجنونة" عندما قصت المرأة شعرها وقصرت فستانها ودرجت زينة الوجه والإكسسوارات وكيف تطورت الموضة صولا الى عصرنا الحالي وكيف تأثر لبنان بعالم الموضة على مر تاريخه الحديث .
وعددت البساط بعض اشهر المصممين العالميين قديما وحديثا وأبرزهم المصممة "شانيل" التي قالت انها احدثت ثورة في عالم الأزياء واوجدت ثياب عملية لإمراة هذا القرن واصبحت اسماً عالميا لماركة ثياب لا يزال حتى اليوم . ثم اجابت البساط على اسئلة السيدات الحاضرات اللواتي داخل عدد منهن حول موضوع الندوة .
في الختام، شكرت رئيس الجمعية سحر جلال الدين الجبيلي البساط على تلبيتها الدعوة والسيدات على حضورهن ودعمهن الدائم للجمعية وقالت: "بدعمكم نستمر" .
واعقب الندوة غداء عاد ريعه لدعم العائلات الأقل حظاً المشمولة برعاية الجمعية .