عرب وعالم

‏ التفجيرات الغامضة.. ترسانة إيران تواجه "فيروسات أشباح‎"‎‏!‏

تم النشر في 3 تموز 2020 | 00:00

لا يزال الغموض يكتنف تفاصيل تفجيرين وقعا خلال أقل من أسبوع في موقعين عسكريين ‏إيرانيين على درجة عالية من الحساسية، وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من التكهنات بشأن ما إذا ‏كان الحادثان عرضيين أم نتيجة نوع من الهجمات السيبرانية‎.‎

وعلى الرغم من أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين قللوا من الأضرار الناجمة عن التفجيرين، ‏فإن محللين غربيين في مجال الدفاع يضعون ما جرى في إطار الحرب السيبرانية الدائرة بين ‏إيران وخصومها، لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل‎.‎

ولم يستبعد القائد في الحرس الثوري الإيراني، غلام رضا جلالي، أن يكون الانفجار الهائل الذي ‏هز شرقي طهران يوم الجمعة الماضي (26 يونيو) كان بسبب "قرصنة إلكترونية"، وسط ‏تكهنات بأن الحادث كان بمثابة "عملية تخريب‎".‎

وقال جلالي، رئيس ما تسمى "مؤسسة الدفاع السلبي": "في انفجار منشآت غاز بارشين، ذُكر أن ‏الحادث نتج عن اختراق أنظمة الكمبيوتر في المركز، لكن حتى نصل إلى استنتاج حول أبعاد هذا ‏الحادث والمطالبة، لا يمكننا التعليق‎".‎

اعتراف وتستر

وأظهرت صور التقطها القمر الاصطناعي الأوروبي "سنتينال 2"، أن الانفجار وقع في منطقة ‏جبلية شرقي العاصمة، يعتقد محللون أنها تحتوي على شبكة أنفاق تحت الأرض لتخزين الأسلحة ‏ومواقع لإنتاج الصواريخ، وربما لها علاقة بنشاط إيران النووي‎.‎

وأكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أن الانفجار حدث ‏في "موقع خوجير"، موضحا أنه "موقع لأنفاق عديدة يشتبه في أنها تستخدم في تخزين ‏الأسلحة‎".‎

وحاولت السلطات الإيرانية التقليل من شأن الانفجار، وقالت إنه انفجار خزان غاز في منطقة ‏صناعية، لكن هذا التستر أضاف المزيد من التكهنات بشأن احتمال أن يكون التفجير ناجم عن ‏عمل تخريبي إلكتروني‎.‎

وجاء الانفجار الثاني، أمس الخميس، في موقع قيد الإنشاء في مجمع نطنز النووي، ليزيد من ‏الشكوك بأن الحرب السيبرانية بدأت تحل بالفعل مكان الحرب التقليدية في التصد لبرنامج إيران ‏النووي‎.‎

وقال كيوان خسروي، الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن سبب حريق منشأة ‏نطنز النووية معروف، لكن لن يكشف حاليا "لدواع أمنية"، في مؤشر على القلق الذي تستشعره ‏أعلى مستويات السلطة في إيران بشأن الحادثة‎.‎

فيروسات شبحية

وتعليقا على ذلك، قال دانييل فراي، المحقق في مجال التهديدات السيبرانية بمركز الدراسات ‏الاستخبارات المتقدمة في نيويورك: "إن هناك دافعا على الدوام لدى من يقوم بالهجمات ‏الإلكترونية ألا يترك آثارا تدينه‎".‎

أضاف في تصريحات لموقع "ناشونال إنتريستس" إن "استخدام الهجمات الإلكترونية كسلاح بات ‏أمرا واردا هذه الأيان، لا سيما في ظل تصاعد النزاعات ذات المخاطر والتداعيات الجيوسياسية ‏العالية‎".‎

وذكّر فراي بالهجوم الإلكتروني باستخدام برنامج "ستوكس نت" الذي استهدف قبل سنوات عدة ‏أنظمة المعلومات في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية‎.‎

كما لفت فراي الى أن إيران وكوريا الشمالية الآن "في المرتبة الثانية بعد روسيا والصين" فيما ‏يتعلق بقدرات الحرب السيبرانية، مضيفا أنه "من الواضح أن إيران تشكل الآن تهديدا للبنية ‏التحتية الحيوية، وأن حكومة الولايات المتحدة نفسها تعترف بذلك‎".‎

الردع السيبراني الإيراني

في هذا الاطار، حذر المسؤولون الأميركيون من أن الترسانة السيبرانية الإيرانية معقدة بشكل ‏متزايد. وكشف مختصون في مركز الدراسات الاستخباراتية المتقدمة أن كيانًا إلكترونيًا إيرانيًا ‏يُدعى "أخيل"، ربما يكون وراء الهجوم على حسابات تابعة للحكومة البريطانية وصناعة الدفاع ‏الأسترالية‎.‎

ويقول يليسي بوجوسلافسكي، رئيس الأبحاث في مركز الاستخبارات المتقدمة في نيويورك، إن ‏‏"أخيل ليس نشطا فحسب، بل يعمل أيضًا على توسيع أنشطة القرصنة التي تستهدف البنية التحتية ‏الوطنية الحرجة" بالتعاون مع مهاجمين يعرفون باسم "دفع الفدية" ناطقين باللغة الروسية‎.‎

وأضاف أن "إيران لديها بعض الردع السيبراني ضد الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن ذلك قد ‏يشكل خطرا على الولايات المتحدة وإسرائيل‎.‎



سكاي نيوز عربية ‏