ضمن لقاءاتها التشاورية مع مختلف القطاعات في صيدا التقت النائب بهية الحريري في مجدليون وبحضور رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح ، عدداً من اصحاب المؤسسات الصناعية العاملة في المدينة والجوار حيث استمعت منهم الى واقع وهموم القطاع الصناعي في ظل انعكاس الأزمة المالية والاقتصادية عليه والصعوبات التي تعترض استعادة هذا القطاع لدورة عجلته لجهة تأمين المواد الأولية والتحفيف من الأعباء التشغيلية وتسهيل حركتي التصدير والإستيراد ، وذلك بهدف نقل مطالب الصناعيين الى الجهات المختصة ومتابعتها وايجاد الحلول لها وتقديم الدعم التشريعي لها اذا لزم الأمر .
الحريري
استهلت الحريري اللقاء بكلمة ترحيب بالصناعيين المشاركين ، مستعرضة تداعيات الأزمة على مختلف القطاعات حيث اصبح لكل قطاع مشاكله ونظام مخاطر خاصاً به وفي نفس الوقت قواعد لعودة انتظام عمله. وشددت على ضرورة عدم انتظار انتهاء الأزمة واستباق ذلك بأن نكون حاضرين ومستعدين بكافة المعلومات والأرقام عن واقع كل قطاع ومشاكله ومطالب العاملين فيه . وقالت” لم يعد ممكنا العمل بدون تخطيط وسياسات زراعية وصناعية او غيرها ، والتخطيط لا يبنى على العموميات وانما على وقائع وأرقام ومعلومات دقيقة عن كل قطاع” .
وتوقفت الحريري عند اهمية القطاع الصناعي معتبرة أنه الى جانب القطاع الزراعي وقطاع التكنولوجيا أساس في اي عملية نهوض مرجوة للبلد .وقالت “ اردت هذا اللقاء لنتشاور معكم ونستمع الى وجعكم ، ونحن حاضرون لحمل مطالبكم ومتابعتها بخطوات يمكن ان نتعاون بها ليستعيد القطاع الصناعي عافيته ونشاطه كعصب أساسي في الناتج المحلي” .
واضافت “ صحيح أننا نمر بظروف صعبة ولكن قد تكون هذه فرصة لتطوير واقعنا وتحسينه وفتح آفاق جديدة . فلا يجب ان نسمح للأزمة ان تأخذنا الى اليأس ولا ان نفقد الأمل بالبلد ولا ان نعتبر ان الأفق مسدود . علينا ان نعطي أملاً للشباب خصوصاً ولبنان غني بطاقاته الشابة ، وان نتيح لهم فرص التدريب ومساعدتهم على ايجاد فرص عمل او تكوين أعمال صغيرة “.
صالح
وتحدث رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد حسن صالح فشكر الحريري على هذا اللقاء واستعرض انعكاس الأزمات المتلاحقة ولا سيما الاقتصادية على عمل القطاعات الانتاجية في الجنوب وفي مقدمها القطاع الصناعي . وقال انه رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد يجب ان نعمل من اجل الخروج من هذا الركود بالبحث عن حلول يمكن ان تساعد القطاعات الانتاجية على الصمود والإنطلاق مجدداً كتشجيع الصناعات الغذائية التي لا نزال نستورد 80% منها ، وبأن نفكر كيف نجدد ونطور صناعتنا ونخلق صناعات تكون مطلوبة للتصدير لنأتي بعملة صعبة من الخارج . واعطى صالح مثلاً على ذلك انه قبل ازمة الكورونا كنا نستورد 80% من مواد التنظيف والتعقيم والشامبو ومشتقاته ، واصبحنا خلال الأزمة نصدرها وبنسبة كبيرة .
وابدى صالح استعداد غرفة صيدا والجنوب لمساعدة كل من لديه مشروع او صناعات جديدة ولو كانت صغيرة او خفيفة على تطويرها وزيادة حجمها وبما يساهم ايضا في زيادة فرص العمل .
بعد ذلك كانت مداخلات من عدد من الصناعيين المشاركين الذي عرض كل منهم للواقع والمشكلات والصعوبات التي يواجهها كل في مجال صناعته واعماله .
ثم جرى حوار ونقاش حول سبل اخراج هذا القطاع من ازمته عبر آليات متابعة مع الجهات المختصة قانونية وتشريعية لدعم القطاع الصناعي وتأمين مقومات صموده وتقديم التسهيلات اللازمة للصناعيين .
واعلنت الحريري في ختام اللقاء انها وانطلاقُاً مما طرحه الصناعيون من مطالب ستقترح اطلاق ورشة عمل تشريعية حول القطاع الصناعي ومشاكله للنظر في امكانية تقديم او تعديل اية قوانين وتشريعات تمكنه من الوقوف مجدداً على قدميه . معتبرة ان المطلوب استعادة الثقة بالدولة وقالت” ان الثقة صناعة .. ونحن بحاجة لصناعة الثقة ، والثقة بالبلد لم تأت إلا مع رفيق الحريري ,, واستعادة الثفة ممكنة اذا كانت الإرادة موجودة “.
رأفت نعيم