صحافة بيروت

السلطة تواصِل فصول المحاصصة...

تم النشر في 8 تموز 2020 | 00:00

المصدر: الجمهورية

المستشفيات على طريق الإقفال، ما يعني انّ على اللبناني أن لا يمرض لأنّ مصيره سيكون الموت المحتّم، فيما الناس تعيش أصلاً من قلة الموت في وضع مقفل على الصعد كافة، ناهيك عن الغلاء الفاحش والنقص الهائل في المواد الاستهلاكية والمؤسسات التي تغلق أبوابها على مد العين والنظر. والاهتمام الطاغي للمواطنين بات ينحصر في الهجرة هروباً من واقعهم الأليم في شعور لم ينتابهم حتى في عزّ الحرب الأهلية التي نردد معها باستمرار جملة «تِنذكر وما تنعاد»، ولكن ما نعيشه أسوأ فصولاً من الحرب. وعلى خط آخر واصَل البطريرك الماروني بشارة الراعي تلقّي التأييد لمواقفه الأخيرة، وتحديداً عظته الأحد الماضي بدعوته رئيس الجمهورية إلى «فك الحصار عن الشرعية»، كما دعوته إلى تطبيق القرارات الدولية وإعادة الاعتبار للحياد، فزاره السفير السعودي مؤيّداً ووفد من تكتل «الجمهورية القوية» في رسالة تأييد له ولدوره.

وفي موازاة الحضور القوي لصوت بكركي وأصوات أقطاب المعارضة، إرتفع منسوب الحراك الديبلوماسي الأميركي والسعودي على وقع غضب شعبي كبير، وفي ظل دينامية سياسية مستجدة بدأت تملأ فراغ الحياة السياسية التي اقتصرت في الآونة الأخيرة على اجتماعات حكومية لا تنتهي مع نتائج تُوازي الصفر. وسيخرق هذا الواقع اللبناني المأزوم زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي كينيث فرانكلين ماكنزي للبنان اليوم، التي تطرح علامات استفهام كثيرة حول ابعادها والخلفيات في ظل العقوبات الاميركية المفروضة، والتي كان آخرها «قانون قيصر» ضد سوريا، وما يتوقع ان تكون له من انعكاسات وتداعيات على لبنان الذي يعيش انهياراً مالياً واقتصادياً غير مسبوق، يُحمّل فريق من اللبنانيين الإدارة الاميركية جزءاً كبيراً من المسؤولية عنه. وسيبدأ ماكنزي لقاءاته بعد الظهر بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ان يجول على رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وحسان دياب وقائد الجيش العماد جوزف عون، على ان يصدر في ختام محادثاته بيان بنتائجها توزّعه السفارة الاميركية.

في الوقت الذي ينتظر اللبنانيون الفرج الذي لا يدركون من أين سيأتي، إحتفلت السلطة بتعيينات كهربائية فيما ساعات التغذية بالكهرباء تراجعت بنحو مخيف، وأنظار اللبنانيين مشدودة إلى ضوء الكهرباء لا إلى عتمة التعيينات التي لم تشذّ عن القاعدة المعتمدة لدى الحكومة تحت عنوان المحاصصة بعيداً عن آلية مفترضة لتعيين أصحاب الولاءات بدليل الانتماءات السياسية للمعينين.

ورأى المراقبون أنّ هذه التعيينات أظهرت انّ السلطة لم تتّعِظ لا من نقمة الناس ولا من حدة الأزمة ولا من خطورة الانهيار، بل تواصل عملها وكأنّ البلد في ألف خير، فيما لبنان في صلب الانهيار ويقف على حافة السقوط المدوّي، ولكن لا هم لديها سوى حشو الإدارة بالمحاسيب لمراكمة سلطة ونفوذ في بلد ضائع وشعب خائف ودولة ضعيفة.

وكان رئيس الجمهورية شدّد خلال جلسة مجلس الوزراء على «ضرورة السير في موضوع التدقيق المالي المركّز نظراً لأهميته، خصوصاً أنّه من العوامل الأساسية لدرس الأوضاع المالية والنقدية وعمل مصرف لبنان، إضافة الى أهميته في المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي». فيما أكد رئيس الحكومة «انّ هناك بصيص أمل يكبر، وأعتقد أنه خلال أسابيع سيلمس اللبنانيون نتائج الجهد الذي قمنا به خلال الفترة الماضية».