عرب وعالم

مدير الـFBI‏: الصين أخطر تهديد على أمن أميركا القومي

تم النشر في 8 تموز 2020 | 00:00

شنّ المدير الجديد لمكتب التحقيقات الاتحادي "إف. بي. أي" كريستوفر راي أمس الثلاثاء هجوماً ‏واسعا على الصين معتبراً أنها "أخطر نظام يهدد أمن الولايات المتحدة الأميركية".‏

وأكد أن "الحزب الشيوعي الصيني" يسعى ليحل محل الولايات المتحدة على الساحة الدولية، ‏ولأن يصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم "بأي وسيلة".‏

وأصدر راي، الذي كان قد أشار مراراً للخطر الذي يشكله النفوذ الخارجي لبكين، أقوى تحذيرات ‏حتى الآن بشأن التهديد الذي تشكله إجراءات الصين في جميع أنحاء العالم على الولايات المتحدة، ‏وذلك خلال مشاركته في حدث استضافه "معهد هدسون" أمس الثلاثاء.‏

وقال: "شعب الولايات المتحدة يقع ضحية ما يرقى إلى السرقة من قبل الصين، هذا الأمر يتم ‏على نطاق هائل لدرجة أنه يمثل واحدةً من أكبر عمليات نقل الثروات في تاريخ البشرية". ‏واعتبر أن "أكبر تهديد طويل الأجل لمعلومات أمتنا وملكيتها الفكرية وحيويتنا الاقتصادية، هو ‏التجسس الاقتصادي من قبل الصين. إنه تهديد لأمننا الاقتصادي، وبالتالي لأمننا القومي".‏

‏"معركة أجيال"‏

أضاف: "نحن بحاجة إلى أن نكون متبصرين لنطاق طموح الحكومة الصينية"، محذّراً من أن ‏الحزب الشيوعي الصيني "يعتقد أن الأمر هو معركة تمتد على أجيال وتهدف لتجاوز بلادنا في ‏القيادة الاقتصادية والتكنولوجية".‏

واعتبر راي أن الصين لا تشن هذه المعركة من خلال وسائل "مشروعة"، لكنها "تشارك في ‏جهد دولة شامل لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم بأي وسيلة". ولمكافحة هذه المشكلة، دعا ‏راي إلى "استجابة المجتمع (الأميركي) ككل" للتصدي للتصرفات الصينية.‏

وتابع: "إذا كنت من البالغين الأميركيين، فمن المرجح أن تكون الصين قد سرقت البيانات ‏الشخصية الخاصة بك. وبياناتنا ليست الأمر الوحيد الذي على المحك هنا، بل كذلك صحتنا ‏وسبل عيشنا وأمننا". وأضاف: "لقد وصلنا الآن إلى النقطة التي يفتح فيها مكتب التحقيقات ‏الاتحادي قضية جديدة لمكافحة التجسس المتعلقة بالصين كل عشر ساعات تقريباً".‏

واعتبر مدير مكتب التحقيقات الاتحاد أن الناس في الولايات المتحدة "بحاجة إلى فهم" أن الصين ‏‏"تستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات المتطورة، هي تستخدم كل شيء متاح، من الاختراقات ‏الإلكترونية إلى السرقة المادية الصريحة".‏

عدة جهات صينية تعمل لهدف واحد

وقال عن الصينيين "بادروا إلى اتباع نهج توسعي في سرقة الابتكار من خلال مجموعة واسعة ‏من الجهات الفاعلة، ليس فقط من خلال أجهزة الاستخبارات الصينية، بل أيضاً من عبر شركات ‏مملوكة للدولة شركات خاصة ظاهرياً، بالإضافة لفئات معينة من طلاب الدراسات العليا ‏والباحثين، ومجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة الأخرى التي تعمل نيابة عنهم".‏

كما أكد راي أن الصين "لديها نظام مختلف اختلافاً جوهريا عن نظامناً، وهي تبذل كل ما في ‏وسعها لاستغلال انفتاحنا مع الاستفادة من نظامها المغلق".‏

وكشف مدير المكتب أن هناك حوالي 5000 قضية تجسس يحقق فيها مكتب التحقيقات ‏الاتحادي، نصفها تقريباً له علاقة بالصين.‏

وأردف راي: "في هذه اللحظة بالذات، تعمل الصين على تخريب منظمات الرعاية الصحية ‏الأميركية وشركات الأدوية والمؤسسات الأكاديمية التي تجري أبحاثاً أساسية حول فيروس ‏كورونا".‏

وشرح أنه عندما يتم الإعلان عن تقدم معين تحرزه شركة أميركية بشأن كورونا، فإنه بات "من ‏المألوف" ملاحظة هجمات إلكترونية صينية تستهدف الشركة.‏

انتخابات 2020‏

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الصين تحاول التدخل في انتخابات عام 2020، قال راي: ‏‏"إن حملة النفوذ الأجنبي الخبيثة في الصين تستهدف سياساتنا ومواقفنا على مدار الساعة، 365 ‏يوماً في السنة"، لكنه أشار إلى أنها ليست "محددة بالانتخابات".‏

ومضى قائلا: "إن الحكومة الصينية تشارك في حملة واسعة ومتنوعة من السرقة وبسط النفوذ ‏الخبيث، ويمكنها تنفيذ تلك الحملة بكفاءة وسلطوية.. إنهم يحسبون، أنهم مثابرون، أنهم ‏صبورون..".‏

يذكر أن اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في الكونغرس، بقيادة السناتور الجمهوري روب ‏بورتمان، كانت قد أصدرت تقريراً في يونيو/حزيران الماضي يفصّل كيف وضعت الحكومة ‏الاتحادي "رقابة متدنية على الاتصالات المملوكة للدولة الصينية على مدى عقدين من الزمن"، ‏وكيف "تستهدف الصين الاتصالات الأميركية بشكل غير مشروع بنفس الطريقة التي استهدفت ‏بها التعليم والبحوث والبيانات الشخصية".‏

وكانت تلك اللجنة قد نشرت في وقت سابق تقارير عن تمويل الصين للجامعات الأميركية، ‏وسرقة الأبحاث الأميركية، والهجمات الإلكترونية ضد الشركات الأميركية.‏



العربية.نت ‏