أخبار لبنان

دبلوماسي غربي يُحذّر.. وجود لبنان «مُهدّد» بسبب الأزمة

تم النشر في 11 تموز 2020 | 00:00

حذّر دبلوماسيون أوروبيون في نيويورك وواشنطن من أثر الأزمة المالية ‏والاقتصادية التي باتت تشكل «تهديداً وجودياً» للبنان، إذا لم يسارع اللبنانيون إلى ‏إجراء الإصلاحات. وأبدوا استعداداً لأن تعمل الدول الفاعلة «بصورة براغماتية» ‏من أجل «تحسين» الدور الذي تقوم به القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان ‏‏«يونيفيل». ويعد هذا أقوى تحذير دولي حتى الآن بشأن تردي الأوضاع المالية ‏والاقتصادية بشكل خطر في لبنان، في ظل عجز حكومته المدعومة من «حزب ‏الله» عن القيام بخطوات فعلية للجم التدهور، وفي ظل انتهاكات «حزب الله» ‏لقرارات مجلس الأمن في منطقة عمليات «يونيفيل» في الجنوب.‏

ورداً على أسئلة «الشرق الأوسط» فيما يتعلق بلبنان، أكد دبلوماسي أوروبي، طلب ‏عدم نشر اسمه، أن لبنان «عزيز للغاية على قلوبنا» وهناك العديد من الدول التي ‏‏«تتقاسم المخاوف» مع اللبنانيين، مشيراً إلى «الأواصر التاريخية والعلاقات ‏الوطيدة دائماً» للدول الأوروبية مع لبنان. ولفت إلى أن فرنسا «أخذت زمام ‏المبادرة فيما يتعلق بتنسيق الاستجابة» حول الأزمة المالية والاقتصادية، إذ جرى ‏تنظيم مؤتمري «سيدر 1» و«سيدر 2»، مضيفاً أن الأطراف المشاركة ‏‏«ستواصل القيام بكل ما أمكن لتلافي حصول أزمة مالية واقتصادية كبرى». ‏واستدرك أن «الكرة الآن في ملعب لبنان». وأوضح أن «بعض الإصلاحات ‏والقرارات يجب أن يتخذها اللبنانيون أنفسهم». وحذر من أنه «نظراً إلى الوضع ‏الاجتماعي والسياسي في لبنان، فإن الأثر بالغ الشدة على عدم الاستقرار والأمن ‏وحتى ربما على وجود لبنان».‏

وفيما يخص «يونيفيل»، أشار الدبلوماسي إلى أن العمل بدأ لتجديد التفويض لمدة ‏عام واحد بموجب القرار 1701. وقال: «(يونيفيل) عملية حفظ سلام مهمة للغاية ‏وموجودة منذ عام 1978»، مشدداً على أنها «ليست عملية بموجب الفصل السابع، ‏وليست عملية لفرض السلام، وليس من المفترض أن تعمل ضد الميليشيات المحلية ‏والجهات الفاعلة الأخرى، إنها هناك لضمان مساحة آمنة في جنوب لبنان». وأكد ‏أن «(يونيفيل) تقوم بعمل جيد».‏

وفي إشارة إلى المواقف الأميركية الأخيرة في شأن تمكين «يونيفيل» من تنفيذ ‏مهماتها بفاعلية أو إعادة النظر فيما تقوم به إذا لم تتمكن من القيام بهذه المهمات، ‏ومن دون الإشارة بالاسم إلى الولايات المتحدة، أقر الدبلوماسي الأوروبي بأن ‏‏«بعض شركائنا ينظرون بطريقة فيها نوع من الانتقاد، ويريدون جعل (يونيفيل) ‏أكثر نشاطاً فيما يتعلق بـ(حزب الله) والجماعات الأخرى»، منبهاً إلى أنه «إذا ‏كانت الفكرة خلف هذا الانتقاد اتخاذ إجراءات، فلا أعتقد أننا سنمضي على هذا ‏النحو. سنفعل ما قمنا به في العامين الماضيين لجهة تحسين عمليات (يونيفيل) ‏والوفاء بتفويضها». وقال: «سنبلغ شركاءنا (الأميركيين) أنه إذا لم يكونوا سعداء ‏بكيفية قيام الجيوش الفرنسية والإسبانية والإيطالية بعملها، تفضلوا وقوموا بالعمل ‏أنتم».‏

وأكد أنه سيجري تقديم «اقتراح واقعي وعملي يعمل لمصلحة (يونيفيل)». ولكن ‏‏«لا أعتقد أننا سنذهب إلى المدى الذي يريده بعض شركائنا»، ملاحظاً أن ‏‏«(يونيفيل) في مصلحة لبنان وكذلك إسرائيل. هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن فيه ‏لجنرال إسرائيلي أن يجتمع فيه ويتناقش مع جنرال لبناني. لا أعتقد أن الأطراف ‏الموجودة على الأرض، لبنان وإسرائيل، تريد أن تُمحى (يونيفيل) أو تختفي».‏




الشرق الأوسط ‏