أخبار لبنان

الأميركيون يقيّمون "اليونيفيل".. ليست الحل لمشكلة "حزب الله"‏

تم النشر في 13 تموز 2020 | 00:00

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ما نشرته قناة "العربية" منذ ساعات لجهة إعادة نظر ‏الولايات المتحدة في موقفها من مهمة قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، وقال في تصريحات ‏رسمية: "نحن نعيد النظر في موقفنا من قوة حفظ السلام في لبنان، اليونيفيل، ونحن قلقون جداً ‏من منع اليونيفيل من الدخول إلى مواقع مثيرة للشكوك في منطقة مسؤولياتها بما يمنع القوة ‏الدولية من تطبيق انتدابها".‏

تصويت قريب

من المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة للتصويت على مهمة قوة السلام في جنوب لبنان ‏بعد ستة أسابيع في حين تنظر الولايات المتحدة إلى حقيقة ما يجري في منطقة عمليات هذه ‏القوات، وأكد المتحدث باسم الخارجية أن "الولايات المتحدة منخرطة في مناقشات مع الأمم ‏المتحدة وأعضاء مجلس الأمن حول التجديد لقوة حفظ السلام في لبنان"، وشدّد على أن الولايات ‏المتحدة تدعم "بقوة مهمات حفظ السلام الفعّالة والفاعلة، ولديها أهداف واقعية وانتداب ممكن ‏تنفيذه، وتدعم أيضاً الحلول السياسية وتستطيع التأقلم مع النجاح والفشل". أضاف المتحدث باسم ‏الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة "تريد من اليونيفيل أن تنفّذ مهمتها كاملة وأن تعيد النظر ‏في أدائها وتؤكد على نجاحاتها وتأخذ بعين الاعتبار التقصير وأن تساهم في الحلول السياسية".‏

فشل اليونيفيل

يأتي هذا الكلام تأكيداً على موقف الولايات المتحدة من مهمات حفظ السلام لكنه يبدو واضحاً أن ‏واشنطن تريد أن تكون أكثر واقعية وأن لا تكون متفرّجاً على فشل اليونيفيل في تنفيذ مهمتها، ‏وقال المتحدث لـ"العربية" إن الولايات المتحدة قلقة جداً "من التجاهل الواضح للقرار 1701 من ‏قبل حزب الله، فحزب الله يعرض أسلحته ويعيق تحركات قوة اليونيفيل." وتابع: "نحن متأكدون ‏أن قوة حفظ السلام في لبنان ممنوعة من تنفيذ أجزاء أساسية من مهمتها، وهذا يتكرر في وجه ‏ظل الوضع القائم الذي يفرضه حزب الله المسلح بشكل أفضل، وهذا يزيده حزب الله جسارة ‏وهذا غير مقبول".‏

كان تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أشار خلال الربيع الماضي إلى أن القوة الدولية فشلت في ‏الدخول إلى بعض المناطق والتفتيش عن مخابئ أسلحة. وذكر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ‏في 10 مارس/آذار 2020 أنه تمّ منع دوريات القوة الدولية من إتمام مهمتها في بعض القرى، ‏وفشلت القوة الدولية في دخول بلدة برعشيت وتعرضت لاعتداء على يد أهالي البلدة عندما ‏حاولت الدخول إليها. كما أن الجيش اللبناني لم يلب طلبين تقدّمت بهما القوة الدولية للتحقيق في ‏إنشاءات تابعة لجمعية "أخضر بلا حدود" وهي مؤسسة تابعة لـ"حزب الله" كما لم تتمّ تلبية كل ‏الطلبات المتعلقة بالتفتيش عن الأنفاق التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي، وكان حزب الله حفرها ‏تحت الحدود الدولية إلى داخل أراضي إسرائيل.‏

تهريب السلاح من سوريا

بالإضافة إلى ذلك، فشلت القوة الدولية في منع تدفق الأسلحة إلى لبنان عبر الحدود مع سوريا، ‏وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أقرّ في ختام حرب تموز/يوليو 2006 بين ‏إسرائيل و"حزب الله".‏

يطرح الأميركيون الآن مقاربة جديدة لقضية تطبيق القرار الدولي وتصرفات حزب الله، وقال ‏المتحدث باسم الخارجية إن واشنطن تتطلع إلى "مناقشة صريحة في مجلس الأمن الدولي حول ‏مهمة قوة حفظ السلام في لبنان اليونيفيل بناء على هذه المبادئ وإطار التزامنا باستقرار حقيقي ‏في لبنان"، وأضاف: "معاً يجب أن نعالج التهديد الذي تشكله إعادة تسليح حزب الله".‏

من اللافت أن الأميركيين يريدون الآن نقل مهمات اليونيفيل إلى الجيش اللبناني، وأكد المتحدث ‏باسم الخارجية بالقول إن "علينا العمل على نقل مهمة حماية لبنان وسيادته إلى مؤسسات الدولة ‏اللبناني التي لديها مصداقية وقدرات".‏

اليونيفيل ليست الحلّ

وفي تصريح أكثر أهمية تعتبر الآن الولايات المتحدة أنه يجب الاعتراف "أن قوات اليونيفيل لن ‏تكون هي الحل الأمثل لنشاطات حزب الله المسلحة والمزعزعة للاستقرار في جنوب لبنان". ‏ولفت المتحدث الى أن "تطبيق القرارات الدولية والاتفاقيات التي تنص على نزع سلاح ‏المجموعات الناشطة خارج سيطرة الحكومة (اللبنانية) بمن فيها "حزب الله" تتطلب التزام ‏السلطات المدنية اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية لفرض سيادتها على كل أراضي لبنان"، وشدد ‏على أن الأسرة الدولية والولايات المتحدة تستطيع أن تساعد لكن "لا تستطيع الأمم المتحدة أن ‏تقوم بذلك بدلاً عن الحكومة اللبنانية".‏

غضب وإحباط أميركي

تبدو الإدارة الأميركية وشخصياتها المفصلية، من الرئيس إلى مجلس الأمن القومي إلى وزارة ‏الخارجية، وكأنها ترفض الأمر الواقع الذي يستغلّه "حزب الله"، وتريد أن تعبّر عن غضبها من ‏ما وصلت إليه الأمور في لبنان، وما يزيد أعضاء الإدارة غضباً هو أن دعواتهم للإصلاح لم ‏تلقَ صدى.‏

متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال لـ"العربية" في تصريح رسمي "إن على الزعماء ‏اللبنانيين أن يلتزموا بالإصلاحات الضرورية وأن يطبّقوها تلبيةً لمطالب الشعب اللبناني بالقضاء ‏على الفساد المستشري وبحكم أفضل وبفرص اقتصادية"، وأضاف أن "صندوق النقد الدولي لديه ‏الخبراء التقنيين لمساعدة الدول في مواجهة التحديات لكن لبنان مسؤول عن وضع برنامج ذي ‏مصداقية وأن يطبّقه". وشدّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية بالقول إن "التطبيق يتطلب التزاماً ‏من الأطراف السياسية".‏

هذا الكلام الأميركي يبدو تكراراً للموقف الأميركي من الإصلاحات، لكنه في الحقيقة يختلف عن ‏ما قاله الأميركيون قبل أشهر وينمّ عن إحباط شديد لدى الأميركيين.‏

فشل دياب

لقد تمسكت وزارة الخارجية الأميركية بالقول خلال أشهر الربيع بضرورة إعطاء فرصة ‏للحكومة اللبنانية برئاسة حسّان دياب، وأصرّت على أنها لا تتمسك بشخص محدّد لرئاسة ‏الحكومة. الآن يشعر الأميركيون أن حكومة حسّان دياب بدّدت الآمال بها، والحكومة اللبنانية ‏ربما لا تصل مع صندوق النقد الدولي إلى أي برنامج إصلاحات، مع أن المتحدّث باسم الخارجية ‏قال في تصريحاته لـ"العربية" إن الولايات المتحدة مستعدة "للعمل مع الأسرة الدولية في تطبيق ‏هذه الإصلاحات".‏

المساعدات الأميركية

من الضروري الإشارة هنا إلى أن الأميركيين لا يتحدثون عن مساعدة اقتصادية مباشرة للبنان ‏الذي أفلست حكومته ومصارفه، وتخطّت البطالة فيه حدود الـ40% بالإضافة إلى تدهور عنيف ‏في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي. بل يحرص الأميركيون على القول إن ‏مشروع المساعدة لإخراج الحكومة اللبنانية من أزمتها أمر يتعلّق بالمجموعة الدولية.‏

لكن حكومة الولايات المتحدة تهتم ببعض المساعدات المباشرة حيث ترى أهمية خاصة في ذلك، ‏وأشار المتحدّث باسم الخارجية تحديداً إلى أن الولايات المتحدة "ساهمت بـ3 مليارات دولار منذ ‏العام 2006 في برامج المساعدات الأمنية والتطوير في لبنان وأن الولايات المتحدة كانت في ‏العام 2019 أكبر دولة مانحة للبنان، ووصلت المساعدات الاقتصادية والإنسانية والأمنية إلى ‏‏750 مليون دولار".‏




العربية.نت ‏