استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من لجنة متابعة مؤتمر الأزهر للمواطنة والعيش معا ووثيقة الإخوة الإنسانية.
بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة: "التفكير في الشأن الوطني ضرورة حاكمة في ظروف التأزم والمصاعب المتفاقمة التي نمر بها ويعاني منها وطننا. وقد جئنا نحن في لجنة متابعة إعلان الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية إلى دار الفتوى، هذه الدار الوطنية الكبرى للتشاور مع المفتي في الشأن الوطني، وفي مبادرة البطريرك، التي عبر عنها في عظتي الأحد في 5 و12 تموز. وفي شؤون تهم اللبنانيين في ظروف هذه الأزمات الكبيرة".
اضاف: "نحن نرى في كلام البطريرك الراعي مناسبة لإطلاق حوار وطني جامع يهدف إلى الحفاظ على لبنان وطنا ودولة ورسالة. وقد تشاورنا مع سماحة المفتي دريان في النقاط الثلاث الرئيسية في مبادرة البطريرك:
أ- تحرير الشرعية اللبنانية من الحصار.
ب- تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية.
ج- تنفيذ قرارات الشرعية الدولية 1701- 1757- 1680- 1559.
وتابع: "نحن نفهم كلام البطريرك بأنه لا يمس التزام الدولة اللبنانية بما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم. وكذلك نفهم كلام غبطته بأنه ليس دعوة إلى العودة للانقسام اللبناني - اللبناني. فغبطته يريد ونحن أيضا نريد التنبيه إلى المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها لبنان واللبنانيون وإلى الاستحقاقات الداهمة على لبنان والمنطقة من مالية واقتصادية وسياسية واستراتيجية، وهي جميعها تتطلب إنشاء شبكة أمان وطنية تحافظ على لبنان على قاعدة احترام الشرعيات الثلاث: الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ونظام المصلحة اللبنانية والعربية، والشرعية الدولية بتطبيق القرارات الدولية الحامية للبنان".
سئل: هل ما زالت الأبواب مغلقة بوجه لبنان لمساعدته من قبل الدول العربية والأوروبية والدولية؟
أجاب: اعتقد ان اللبنانيين جميعا سمعوا من أصدقائهم في العالم ومن إخوانهم بأنهم يريدون مساعدة لبنان، ولكن الذي يجري ان لبنان من خلال حكومته ومن خلال فخامة الرئيس لا يبدو انه يريد أن يساعد نفسه، المطلوب الآن هو ان نفهم هذه الأمور التي تتطلب ليس شروطا يضعها الأشقاء وليس شروطا يضعها العالم علينا، ما يريده اللبنانيون لأنفسهم ان يتوقفوا عن هذا التلكؤ وهذا الاستعصاء الذي مضى عليه وقت طويل وما زال مستمرا الى الآن وليس هناك من إرادة صحيحة تريد ان تدفع لبنان باتجاه ان يساعد نفسه. نجد الكثيرين في العالم وأيضا من أشقائنا العرب الذين ما فتئوا يقولون بانهم يريدون مساعدة لبنان ولكن يريدون أيضا ان يبدأ لبنان بمساعدة نفسه".
سئل: تتحدث دائما عن اتفاق الطائف، هل أنت خائف على الطائف من تعديله؟
أجاب: "ليست قضية خوف، انا أجد ان هناك من يحاول دائما ان يطرح طروحات، يجب التبصر بها الى حد كبير، ولا سيما ان لبنان دفع ثمنا غاليا جدا على مدى سنوات طويلة حتى توصل الى هذا الوفاق الذي حصل في اتفاق الطائف وفي وثيقة الوفاق الوطني، وبالتالي اعتقد ان هناك حاجة ماسة من قبل اللبنانيين ومن قبل الحكومة اللبنانية ومن قبل فخامة الرئيس ان يصار الى بذل كل جهد ممكن لجمع اللبنانيين مع بعضهم بعضا من اجل التنبه الى المخاطر والى القيام بما هو مصلحة اللبنانيين".
سئل: لا خوف على الطائف؟
أجاب: "انا اعتقد ان هذا الامر هو كله أقوال، في النهاية لن يكون لها نصيب على الاطلاق من ان تلعب بما يريده اللبنانيون لانفسهم انهم يريدون وطنا لبنانيا حرا مستقلا عربيا وبالتالي يحرص على جمع أبنائه لما فيه مصلحتهم".
الوكالة الوطنية