تكنولوجيا

هكذا يستفيد العلماء من تجربة "الإيدز" في تطوير لقاح كورونا

تم النشر في 14 تموز 2020 | 00:00

حين تم اكتشاف فيروس "‏HIV‏" الذي يؤدي إلى مرض الإيدز، في سنة 1984، سرى الاعتقاد ‏بأن هذا الاضطراب الصحي سيختفي في غضون سنة وسنتين، وراهنت الهيئات الصحية على ‏ظهور لقاح يقي من المرض.‏

ورغم أن الجهود العلمية لم تنجح حتى الآن في تطوير لقاح يقي من الإصابة بالفيروس المسبب ‏للإيدز، كشف الباحثون، مؤخرا، أن المكتسبات العلمية التي تراكمت منذ ذلك تعود بالنفع في ‏الوقت الحالي، في ظل سعي العلماء إلى إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.‏

وكانت وزيرة الصحة والشؤون الإنسانية الأميركية السابقة، مارغريت هيكلر، قد قالت في ‏ثمانينيات القرن الماضي، إن تطوير لقاح ضد فيروي "‏HIV‏" سيستغرق عاما أو عامين، لكن هذا ‏التوقع لم يصدق نهائيا.‏

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن الباحثين تعلموا أمورا كثيرة حول الجهاز المناعي لدى ‏الإنسان بفضل الجهود الساعية إلى تطوير لقاح ضد فيروس فقدان المناعة المكتسب.‏

وأضافت أن هذا التقدم الذي جرى إحرازه في مجال اللقاحات، هو الذي أتاح البنية التحتية ‏الضرورية للبحث وإجراء التجارب السريرية، وتبعا لذلك فإن الجهد لم يذهب سُدًى.‏

وإذا كان الباحثون يعثرون اليوم بسهولة على مختبرات ومراكز اختبار وشبكات أخرى جاهزة ‏للعمل، فهذا حاصل لأن أموالا طائلة صرفت فيما سبق على جهود تطوير اللقاح ضد الفيروس ‏المسبب للإيدز.‏

وقال الباحث في علوم الفيروسات واللقاحات، دان باروش، إن الاستثمار في بحوث لقاح ضد ‏الإيدز هو الذي جعل الاستجابة لفيروس كورونا مسألة ممكنة.‏

من ناحيتها، أوضحت الباحثة ليندا غيل بيكر، وهي مديرة مركز مختص في الأمراض المعدية ‏والطب الجزيئي بجنوب إفريقيا، أن العلم ينتظر نتائج التجارب السريرية بفضل ما تراكم في ‏السابق.‏

أضافت أن الفيروس المسبب للإيدز معقد بشكل بالغ، ولذلك لم تنجح جهود رهيبة من العلماء ‏‏"لكن ثمة أسباب تدفع إلى الأمل في أن يكون كورونا المستجد خصما أقل عنادا"، لكن الجهود ‏التي بذلت في تطوير لقاح ضد "‏HIV‏" هي التي تسرع عملية تطوير لقاح ضد كورونا.‏

وبين سنتي 2000 و2018، تم إنفاق 14.5 مليار دولار على بحوث علمية تسعى إلى تطوير ‏لقاح ضد الفيروس المسبب للإيدز.‏

ومنذ ذلك الحين، وصل 46 مشروعا إلى مرحلة التجارب السريرية أو المراحل السريرية ‏المبكرة، بينما تم التخلي عن حوالى مئة من مشاريع اللقاحات منذ البداية.‏

لكن عدد اللقاحات الخاضعة للتجارب في الوقت الحالي، كبير جدا، إذ يجري تطوير 160 لقاحا ‏في دول مختلفة من العالم، علما أن المرض ظهر قبل نصف عام فقط.‏

ووصل 21 لقاحا محتملا ضد فيروس كورونا المستجد إلى مرحلة التجارب السريرية، فيما ‏تعهدت حكومات وشركات خاصة بتقديم مليارات الدولارات.‏



سكاي نيوز عربية ‏