أخبار لبنان

لبنان يواجه استحقاق التمديد لـ"يونيفيل" وقرار المحكمة الدولية

تم النشر في 15 تموز 2020 | 00:00

كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول : تترقّب الأوساط السياسية في لبنان إذا كان سيتم التمديد لقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) العاملة في جنوب لبنان ‏لتطبيق القرار الدولي 1701 بشكل روتيني، مع اقتراب الموعد في آخر أغسطس (آب) المقبل، وذلك في ضوء ‏ارتفاع التجاذبات الدولية والإقليمية المحيطة التي تُنذر بتصاعد الاشتباك الدائر حالياً بين الولايات المتحدة وإيران، ‏ومن خلالها حليفها الاستراتيجي "حزب الله‎".‎

ويتلازم التمديد لـ"يونيفيل"، هذه المرة، مع توقّع صدور حكم المحكمة الدولية في 22 الشهر الحالي في جريمة ‏اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، في 14 فبراير (شباط) 2005، وبدء محاكمة المتهمين في ‏محاولتي اغتيال النائب مروان حمادة ونائب رئيس الحكومة الأسبق إلياس المر، واغتيال الأمين العام السابق ‏للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، على قاعدة الترابط بين هذه الجرائم، خصوصاً وأن جميع المتهمين ‏بارتكابها هم أعضاء في "حزب الله‎".‎

‎ ‎كما يتلازم التمديد للقوات الدولية مع النداءات المتكررة للبطريرك الماروني بشارة الراعي، في نداءاته التي دعا ‏فيها إلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ورفع الحصار عن قراره الوطني، وتعكس هذه النداءات مدى الاهتمام ‏الدولي - الفاتيكاني بالوضع في لبنان، وضرورة تضافر الجهود لإنقاذه‎.‎

‎ ‎وقوبل موقف البطريرك الماروني بتأييد داخلي من قوى سياسية فاعلة تعاملت معه على أنه رسم خط التماس ‏لإنقاذ البلد، من شأنه أن يفتح الباب أمام إعادة خلط الأوراق، خصوصاً أن دعوته لتحييد لبنان، وتنفيذ القرارات ‏الدولية، وبسط سلطة الدولة على كافة أراضيها لم تلقَ أي رد فعل من جانب "الثنائي الشيعي"، وهذا ينسحب أيضاً ‏على موقف رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة حسان دياب، الذي لم يسجّل له حتى الساعة أي تواصل مع ‏بكركي‎.‎

‎ ‎كما يتزامن التمديد لـ"يونيفيل" مع تلويح واشنطن بالامتناع عن تمويل ما تحتاجه القوات الدولية من مال لمؤازرة ‏الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، الذي قد يترتب عليه خفض عديد هذه القوات‎.‎

‎ ‎في هذا السياق، علمت "الشرق الأوسط" من مصادر دبلوماسية غربية، أن واشنطن اعتادت في كل مرة يُطرح ‏فيها التمديد لـ"يونيفيل" المطالبة بتوسيع صلاحياتها لجهة تمدُّدها باتجاه الحدود الدولية للبنان مع سوريا، ‏وضرورة تفعيل دورها في الجنوب الذي يصطدم بموقف "حزب الله" الذي يعيق تنفيذ مهمة هذه القوات‎.‎

‎ ‎ولفتت هذه المصادر إلى أن طلب واشنطن لم يتطور في السابق إلى ممارسة حقها بوضع فيتو لدى طرح التمديد في ‏مجلس الأمن الدولي، وقالت إنه كان يبقى محصوراً بالمشاورات التي تجري بين الدول الأعضاء من دون أن ‏تطور موقفها إلى عدم التصويت استجابة لطلب الدول الأوروبية المشاركة في القوات الدولية التي تتجنّب الدخول ‏في اشتباك يتجاوز الحكومة اللبنانية إلى "حزب الله‎".‎

‎ ‎وسألت إذا كان التلويح الأميركي هذه المرة بوقف مساهمة واشنطن في تمويل القوات الدولية سيتطور إلى ممارسة ‏حقها في وضع فيتو على التمديد الروتيني لـ"يونيفيل"، أم أنها تتوخى من الشروط التي وضعتها ممارسة أقصى ‏الضغوط ليس لاسترضاء إسرائيل فحسب، وإنما لتضييق الخناق على "حزب الله"، بذريعة أنه يخرق نص ‏القرار 1701 الذي يحصر الوجود في منطقة العمليات في جنوب الليطاني بالجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية‎.‎

‎ ‎واعتبرت المصادر الدبلوماسية أن من غير الجائز، كما تقول واشنطن، الإبقاء على "المساكنة" ذات الطابع ‏العسكري والأمني بين القوات الدولية ووحدات الجيش اللبناني، وبين "حزب الله" الذي يعيق مهمة "يونيفيل"، ‏ويمنعها من الدخول إلى القرى والبلدات، بذريعة أنه لا يحق التوغُّل في المناطق التي تُعتبر أملاكاً خاصة‎.‎