صحافة بيروت

دياب "يُقحم" نفسه ‏في مشكلة جديدة!

تم النشر في 16 تموز 2020 | 00:00

المصدر: الشرق الأوسط


ما إن أعاد رئيس الحكومة حسان دياب تواصله مع السفيرة الأميركية دوروثي ‏شيا بعد أن اتهمها بالتدخل في الشؤون الداخلية، من دون أن ينسحب على من ‏اتهمهم من السفراء العرب بالتهمة نفسها من دون أن يسميهم، حتى أقحم نفسه ‏في مشكلة جديدة باتهامه شخصية حزبية مجهولة الهوية والانتماء، بتحريض دول ‏عربية لمنع مساعدتها للبنان‎.

ومع أن الرئيس تجنب في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء إقران اتهامه بالأدلة ‏والبراهين لتثبيت ضلوع تلك الشخصية في "الخيانة الوطنية" كما نقلت عنه ‏وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، فإن مصادر في المعارضة سألت عن الدوافع ‏التي أملت عليه تكرار توجيهه الاتهامات لخصومه، وهذه المرة بالتلازم مع ‏عودة الموفد الرئاسي إلى الكويت، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ‏إبراهيم. وفي معلومات خاصة بـ"الشرق الأوسط" فإن إبراهيم أجرى محادثات ‏مع كبار المسؤولين في دولة الكويت باستثناء أميرها الشيخ صباح الأحمد ‏الصباح، الذي كان يُفترض أن يستقبله لتسليمه الرسالة التي حملها إليه من رئيس ‏الجمهورية ميشال عون‎.‎

وبحسب المعلومات فقد أبدت الكويت استعدادها لإرسال مساعدات عينية للبنان، ‏من أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية، ووعدت بأن يدرس مجلس الوزراء ‏الكويتي طلب لبنان تزويده بالمشتقات النفطية، استناداً إلى الاتفاقية المعقودة بين ‏البلدين، والتي ينتهي مفعولها في نهاية العام الحالي، على أن يصار إلى تمديدها ‏لسنة أو سنتين، مع تمني لبنان تقديم تسهيلات لتسديد فاتورة الاستيراد، نظراً ‏للظروف الصعبة التي يمر بها. ولفتت مصادر مواكبة للأجواء التي سادت ‏محادثات اللواء إبراهيم في الكويت، إلى أنها تطرقت إلى علاقات لبنان بعدد من ‏الدول العربية التي تمر حالياً بحالة من الفتور، وقالت إن المسؤولين في الكويت ‏رأوا أن مهمة تطبيع العلاقات اللبنانية - العربية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية، ‏شرط أن تلتزم سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الدائرة في المنطقة، وألا ‏تقحم نفسها في التجاذبات الإقليمية والدولية، وألا تسمح باستخدام لبنان ساحة ‏لتصفية الحسابات ومنصة لتوجيه الاتهامات إلى عدد من الدول العربية، في ‏إشارة مباشرة إلى "حزب الله‎".

واعتبرت المصادر نفسها أن رئيس الحكومة ليس مضطراً لاتهام شخصية ‏حزبية بتحريض بعض الدول العربية لقطع الطريق على مساعدة لبنان، وقالت ‏لـ"الشرق الأوسط" إنه كان في غنى عن توجيه مثل هذه الاتهامات التي يراد ‏منها صرف الأنظار عن إخفاق الحكومة في توفير الحد الأدنى من الحلول ‏لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي، ورأت أن هناك جهات لا تنتمي إلى ‏المعارضة أبدت استغرابها لما نُسب إلى دياب في جلسة مجلس الوزراء. ونقلت ‏عن قطب نيابي بارز قوله إن دياب أخطأ في التوقيت، وألا مبرر لهذه الاتهامات ‏التي لا تخدم معاودة الانفتاح على الدول العربية؛ خصوصاً أنه لم يقرن أقواله ‏ببراهين ملموسة‎.

وفي هذا السياق قال مصدر دبلوماسي عربي بارز في بيروت، فضل عدم ‏الكشف عن اسمه، بأنه لا يصدق أن يعاود الرئيس دياب توزيع اتهاماته غامزاً ‏في قنوات بعض الدول العربية، وعزا السبب إلى أنه لا يعقل لرئيس حكومة ‏لبنان أن يتهم شخصية حزبية لبنانية بمواصلة التحريض على حكومته، وسأل: ‏‏"من قال له بأن الدول العربية أو تلك التي يشير إليها مواربة تتلقى أوامرها ‏وتوجيهاتها من بيروت وتلتزم بما يملى عليها؛ خصوصاً أن ما ينسب لدياب ‏يشكل إساءة لعلاقات لبنان العربية التي تحرص على استقراره وعودته للانضمام ‏ضمن المجموعة العربية؟". وتمنى المصدر الدبلوماسي على دياب أن يبادر إلى ‏تصويب موقفه؛ لأن ما نقل عنه لا يمت إلى الحقيقة بصلة، والدول العربية ‏صاحبة قرار سيادي، وبالتالي عليه الاعتذار من هذه الدول كما اعتذر سابقاً من ‏السفيرة الأميركية‎.

وقال المصدر إن بعض الدول العربية ليست مسؤولة عن تعثر المفاوضات مع ‏صندوق النقد الدولي، وعن ترحيل البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وإلحاق ‏لبنان بهذا المحور أو ذاك، وإعاقة الإفادة من مؤتمر "سيدر" للنهوض بلبنان ‏من أزماته المالية والاقتصادية، إضافة إلى جر لبنان لاشتباك سياسي مع ‏المجتمع الدولي لا مبرر له، وكان يمكن الإفادة من دعمه‎