تفقد وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب إمتحانات الجامعة اللبنانية، وجال لهذه الغاية على الكليات في مجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي في الحدث بمشاركة رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، رئيس لجنة الكورونا اللواء محمود الأسمر، ومستشارة رئيس الحكومة الدكتورة بترا خوري، والمستشار الإعلامي البير شمعون.
بدأت الجولة من كلية العلوم الطبية حيث شرح عميد الكلية الدكتور بيار يارد التدابير لدى دخول الطلاب ، من فحص الحرارة وتعقيم اليدين إلى تقديم الكمامات لمن لا يحمل كمامة، وذلك بمؤازرة الصليب الأحمر اللبناني، والحفاظ على المسافة الآمنة.
وتنقل الوفد بين قاعات الإمتحانات واطمأن إلى حضور الجميع والتزام المعايير والتدابير المطلوبة.
ثم انتقل إلى كلية طب الأسنان حيث كان العميد الدكتور طوني زينون وكانت الجولة في القاعات والمختبرات وفي العيادات العملية. كما شملت الجولة طلاب الماسترز التخصصي في مختلف الإختصاصات.
وشملت الجولة أيضا كلية العلوم حيث جال عميد الكلية الدكتور بسام بدران مع الوزير والوفد الرسمي وكان شرح للتدابير المنفذة بدقة حرصاً على سلامة الطلاب وعلى مخرجات الإمتحانات الجامعية.
بعد الجولة التفقدية تحدث المجذوب إلى الإعلاميين فقال: "جولة اليوم في الجامعة هي لتفقد الإمتحانات، ولنطمئن إلى صحة أبنائنا وصحة الأساتذة وصحة الإداريين والعمال وغيرهم. الإجراءات المتخذة من إدارة الجامعة على قدر كبير من المسؤولية، والشكر لرئيس الجامعة والعمداء، والشكر موصول إلى وزارة الصحة العامة ولجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا والصليب الأحمر.
كلنا إلى جانب طلابنا، ونحن هنا لنؤكد أننا نبذل كل جهدنا للحفاظ على العام الجامعي، واضعين صحة طلابنا كأولوية.
ربما كان الوضع الصحي في أيلول كالوضع الصحي الآن، لا سيما أن الدول كلها قد قررت العودة إلى الحياة كسائر دول العالم، لذلك علينا إنهاء الإمتحانات بطريقة آمنة صحياً، سليمة تربوياً وجامعياً، والتحضير للعام الدراسي الجامعي. وقريباً نطلق خطة العودة للعام الدراسي الجامعي 2020 - 2021، ولكن في الوقت نفسه، علينا إتخاذ الإجراءات الوقائية كافة. فالإستهتار ممنوع، ونتكل بذلك على وعي الجميع. نتمنى لأبنائنا وطلابنا عملا مثمرا وسنبقى إلى جانبهم دوما".
وردا على سؤال حول عدم موافقته أساسا على إجراء الإمتحانات أجاب الوزير المجذوب متسائلا: "وجودي اليوم ما هو؟ إن الجولة خير إنباء عن المواقف".
سئل: في كليات أخرى لم يكن هناك هذا التباعد وهذا التنظيم؟، أجاب: "لقد رأيتم التنظيم والمواكبة ووجود الصليب الأحمر ولجنة كورونا ووزارة الصحة العامة، إنها إمتحانات منظمة".
وقال عميد الكلية بدران، نرحب بالإعلاميين في أي وقت للتأكد من التدابير الوقائية وسلامة الطلاب والأساتذة والعاملين، مشيرا إلى "وجود صور قديمة تنشرها وسائل التواصل الإجتماعي ليست صحيحة ولا تعبر عن هذه الإمتحانات ".
وقال رئيس الجامعة فؤاد أيوب: "إن الجولة اليوم هي أكبر دليل على أن تضافر الجهود بين مكونات الدولة اللبنانية وعلى رأسها الجامعة اللبنانية بإدارتها وعمدائها ومديريها وطلابها يؤدي بالنتيجة إلى إمتحانات شفافة.
أود أن أكون واقعياً اليوم، فنحن نعرف أن الإصابات كثيرة في لبنان، ولكننا نعرف في الوقت نفسه أن اتخاذ الإحتياطات اللازمة والمناسبة يجعل العدوى والإصابة شبه منعدمة، وهكذا فإن إمكانية الإصابة داخل أسوار الجامعة اللبنانية متدنية جداً، ولكن يمكن أن تصبح هذه الإمكانية أكبر في حفلات عيد الميلاد، وعلى الشواطئ وفي المطاعم. وإن هذه الجولة هي وليدة مساء أمس، إذ أراد معالي الوزير أن يشاركنا تجربة إجراء الإمتحانات في ظروف كورونا، ونحن ننتقل بين كلية وأخرى في داخل هذا المجمع، وسننطلق بعد قليل إلى كل فروع الجامعة اللبنانية.
إنني أمتلك الكثير من الصور التي سأنشرها على مواقع التواصل التابعة للجامعة، وهي من كل هذه الفروع، وتؤكد ما شهدناه اليوم في الحرم الجامعي.
المطلوب أن نتعاون دائماً من أجل هذه المؤسسة التي هي أكبر مؤسسة تعليمية في لبنان، وتحتضن 82 ألف طالب، وهناك نحو ثلاثة آلاف طالب ناشط على وسائل التواصل الإجتماعي ويخلقون جواً معارضاً للإمتحانات، وأن أفهمهم ولكن هناك عدد كبير من الطلاب الذين يرغبون في إنهاء العام الدراسي في شكل مناسب، خصوصا الذين سوف يتخرجون على مستوى الإجازة أو الماسترز، وعندهم إرتباطات خارجية، ومن المفترض أن ينطلقوا إلى حياتهم العملية.
إن القرار الذي اتخذته إدارة الجامعة بمساعدة وزارة التربية ولجنة الصحة ولجنة الكورونا في السراي الحكومي، هو قرار حكيم باعتقادي، ولمصلحة طلاب الجامعة اللبنانية ومستقبلهم، كما هو لمصلحة كل طلاب لبنان الذين سيحصلون على إفادات الثانوية العامة".
أضاف: "نحن لا يمكننا مراكمة أعداد الطلاب من سنة أكاديمية إلى سنة أخرى، إذ أننا نستقبل في بداية كل سنة جامعية نحو عشرين ألف طالب، ونتوقع أن يرتفع عدد الوافدين إلى الجامعة مع السنة الجديدة إلى نحو 25 ألف أو ثلاثين ألف طالب، وإن القاعات لا تتحمل والموازنة لا تتحمل أبداً، بالإضافة إلى أن المختبرات لا تتحمل أيضاً.
لذا كان واجباً أن نجري إمتحانات حضورية، من أجل أن ينتقل الطلاب من مرحلة إلى أخرى بانتظام عام أكاديمي ضمن إطار الجامعة اللبنانية".
سئل: ما هو مصير الطلاب الذين لم يحضروا الإمتحانات وهل هناك دورة خاصة بهم؟، أجاب أيوب: "أتوجه بالشكر إلى كل طالب عنده عوارض أو خالط أحد المصابين بالكورونا وأحييه لأنه لم يحضر إلى الإمتحانات، وأقول لمثل هؤلاء الطلاب أن مجلس العمداء إتخذ القرار بأن يشاركوا في إمتحانات الدورة الثانية. كما أن الأشخاص الذين تثبت إصابتهم أو مخالطتهم لمصابين، فإنه ستكون لهم دورة استلحاقية لكي يستفيدوا من دورتين متتاليتين. إنني أشكرهم لتحليهم بالمسوؤلية تجاه زملائهم وقد أثبتوا حرصهم على صحة زملائهم".