حمّل نواب تونسيون، الثلاثاء، رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، مسؤولية حالة الفوضى والاحتقان التي يعيشها البرلمان وتسببت في تعطيل أعماله وتصاعد حدّة التجاذبات والصراعات السياسية.
وقال النائب عن حركة "تحيا تونس"، وليد جلاد، إن فشل الغنوشي في تسيير وقيادة البرلمان وخرقه المستمر للقانون هو الذي تسبب في تعطيل جلسات البرلمان، وأوصل المؤسسة التشريعية إلى الحالة التي هي عليها الآن، مضيفاً أن الغنوشي أصبح عاجزاً اليوم عن تسيير البرلمان.
وتابع جلاّد في مداخلته بالجلسة العامّة المخصصة للنظر في مشاريع قوانين اقتصادية، أن البرلمان تعاقب على رئاسته منذ 2011 ثلاثة رؤساء من بينهم عبد الفتاح مورو، الذي ينتمي لحركة النهضة، نجحوا كلهم في قيادته وفرض القانون والحوار مع مختلف الأطراف، باستثناء الغنوشي الذي فشل في تسيير هذا المرفق بتجاوزه للنظام الداخلي ولكل الصلاحيات والأعراف وتعطيله للحوار السياسي بين مختلف الاطراف وتحوّله لمصدر صراع وتوّتر، كانت نتيجته شلل أعمال البرلمان وهو أمر غير مسبوق في تونس.
من جانبه، اعتبر النائب، مبروك كورشيد، أن غياب موقف من رئيس البرلمان الغنوشي ومكتب البرلمان يدين إدخال أشخاص مشتبه بهم في قضايا إرهاب إلى مقر البرلمان، هو الذي تسبب في هذه الزوبعة والفوضى التي تحصل، مشيرا إلى أنه يجب إنهاء أسباب تعطل الجلسات بإصدار مكتب البرلمان قرارا يدين إدخال مشتبه بهم في قضايا إرهاب ومتتبعين قضائيا إلى البرلمان.
وتعطلت أشغال البرلمان التونسي خلال الأيام الماضية، على خلفية اعتصام ينفذه نواب الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي داخل مقر البرلمان للتنديد بتغوّل الإخوان ودعمهم ورعايتهم للإرهابيين ومحاولتهم إدخال أشخاص مشتبه بانتمائهم لتنظيمات إرهابية إلى مقرّ البرلمان، وهو ما تسبّب في حالة من الفوضى والاحتقان بين النواب وأدّى إلى شلل تام لكل أعماله.
والاثنين، ندّد الرئيس قيس سعيّد بحالة الفوضى غير المسبوقة التي يعيشها البرلمان، مشدّدا على أنه لن يبقى مكتوف الأيدي أمام تهاوي مؤسسات الدولة، وسيلجأ إلى تطبيق النصوص القانونية المتاحة في الدستور إذا تواصلت الأوضاع على ماهي عليه.
وارتفعت حدة المواجهة بين كتلة الحزب الدستوري الحر الذي تقوده موسي وكتلة حركة النهضة التي يواجه زعيمها الغنوشي خطر الإبعاد من رئاسة البرلمان ومن المشهد السياسي، بعد إيداع لائحة لسحب الثقة منه من طرف أكثر من 85 نائباً، حيث شهد بهو البرلمان، الثلاثاء، أعمال عنف وتدافع بين النائب عن حركة النهضة سيد الفرجاني والنائب عن الحزب الدستوري الحر مجدي بوذينة، أدّت إلى إصابة الأوّل بخلع في الكتف والثاني بكسر في الساق، وهو ما استوجب نقلهما إلى المستشفى.
وتُحمّل موسي، الغنوشي مسؤولية دعم ورعاية الإرهاب، وتنفيذ أجندة الإخوان المسلمين في تونس، وتقول إن استمراره في قيادة البرلمان خطر على الأمن القومي التونسي، وهي الاتهامات التي ينكرها ويرفضها الغنّوشي.
العربية.نت