صحافة بيروت

لا إصلاحات لا مساعدات

تم النشر في 22 تموز 2020 | 00:00

يصل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان مساء اليوم إلى بيروت في زيارة ليومين يلتقي ‏خلالها الرؤساء الثلاثة ونظيره اللبناني ناصيف حتي، على أن يلتقي أيضاً البطريرك الماروني ‏مار بشارة بطرس الراعي غداً الخميس ومجموعة من أعضاء المجتمع المدني في سفارة فرنسا ‏في لبنان، وسيقدم دعماً مهماً للمدارس الفرنسية والفرانكوفونية ومساعدات إنسانية لبرنامج ‏العامل ومؤسسة إنسانية أخرى‎.‎

ومن المتوقع أن يوجه لودريان رسالة حازمة للسلطات اللبنانية لأنها تأخرت في الإصلاحات ‏التي كانت منتظرة منها منذ سنتين، وسيقول بصراحة إنّ أحداً لا يمكنه أن يساعد لبنان، لا فرنسا ‏ولا أي من الدول الداعمة له، طالما لم يستمع المسؤولون اللبنانيون إلى كل النداءات التي وجهت ‏إليهم منذ مؤتمر سيدر بوجوب القيام بالإصلاحات. وسيفصّل الوزير الفرنسي مع المسؤولين هذه ‏الإصلاحات المنتظرة، وهي الكهرباء وتشكيل الهيئات التنظيمية والشفافية ومكافحة الفساد ‏واستقلالية القضاء، في وقت ترى باريس أنّ الحكومة لم تفعل شيئاً من ذلك‎.‎

وبالنسبة لصندوق النقد الدولي سيركز لودريان على أنه ينبغي التقدم في المفاوضات مع ‏الصندوق، بينما هي الآن معطلة وهناك إصلاحات بإمكان الحكومة أن تنفذها من دون انتظار ‏التوصل الى برنامج مع صندوق النقد، ومن بينها الـ‎ capital control ‎وضبط رؤوس الأموال وإعادة ‏هيكلة الدين‎.‎

ومن ناحية أخرى، تؤيد باريس منذ زمن طويل مبدأ "النأي بالنفس" في لبنان عن صراعات ‏المنطقة، وهي تؤيد مواقف االبطريرك الراعي على هذا الصعيد، وسيقول لودريان للبطريرك ‏عندما يلتقيه أن موقفه هذا مرحب به. كما أنّ فرنسا الحريصة على استقلال لبنان وعلى نشر ‏القوات العسكرية اللبنانية في الجنوب اللبناني، تهدف قبل التجديد لقوة حفظ السلام في الجنوب ‏في نهاية آب المقبل إلى ألا تتغيّر مهمة هذه القوة ولا قواتها ولا وسائلها، علماً أنّ المفاوضات ‏السنوية حول هذا الموضوع هي صعبة وقد تكون بالغة الصعوبة هذه السنة بسبب ضغوط ‏الولايات المتحدة في هذا الشأن‎.‎




نداء الوطن - رندة تقي الدين