أخبار لبنان

لودريان يختتم زيارته: لبنان على شفير الهاوية ‏

تم النشر في 24 تموز 2020 | 00:00

زار وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان والوفد المرافق، اليوم، في اطار ‏زيارته للبنان مدرسة الكارمل سان جوزف - المشرف، حيث عقد لقاء مع رؤساء ‏مؤسسات المدارس الفرنكوفونية المعتمدة في لبنان. وكان في استقباله رئيسة ‏المدرسة الام مريم نور، في حضور السفير الفرنسي برونو فوشيه، المدير العام ‏لمؤسسة عمل الشرق المونسنيور باسكال غولنيش، مدير مؤسسة التراث الوطني ‏شارل برسوناز، أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، وعدد من ‏رؤساء المدارس الفرنسية والفرنكوفونية والكاثوليكية والأساتذة‎.‎

والقت نور كلمة رحبت فيها بالوزير الضيف مشيدة "بالدعم الذي تقدمه فرنسا على ‏المستويات السياسية والتربوية والإقتصادية والصحية وهو دليل على مستقبل ‏افضل". وعددت "اوجه الازمة التي تعاني منها المؤسسات التربوية"، مشددة على ‏‏"ضرورة المحافظة عليها وعلى استمراريتها". وشكرت لفرنسا مبادرتها "لدعم ‏المدارس الفرنسية والفرنكوفونية في لبنان والمدارس المسيحية في المنطقة‎".‎

بعد ذلك قدمت نور هدية تذكارية للوزير لودريان، ومن بعدها التقى لودريان ‏والوفد المرافق بعدد من تلامذة المدرسة ثم ثوجه للقاء رؤساء المدارس الذين كانوا ‏مجتمعين في قاعة المدرسة‎.‎

لودريان

والقى لودريان كلمة عبر فيها عن سعادته "لوجوده في هذه المؤسسة العريقة التي ‏تجسد روح المجتمع التربوي الفرنسي - اللبناني الحيوي. وقال: "ضرب في تشرين ‏الماضي حريق رهيب هذا البلد، وكانت النيران تهدد المشرف ومعها هذه المدرسة ‏وكادت ان تحمل معها روح لبنان المتعدد والمعطاء الذي نحب. وانا اذكر بهذا ‏الحادث لكون المبادرات التي تلتها كانت رمزا للمساعدة والمعونة، لعلاقتها ‏بالرسالة التي انقلها لكم خلال وجودي في لبنان، وهي رسالة صداقة ودعم ‏وتضامن. وهذه الرسالة موجهة لكم ايها الأصدقاء ومن خلالكم الى هذه المؤسسات ‏التي ينهل منها الطلاب البوصلة للانفتاح والعيش معا، وتعتبر من مثل المشرق ‏الغالية على قلب الكاتب أمين معلوف وهي: ان يحمل كل شخص اضافة الى ‏انتماءاته شيئا من انتماءات الآخرين‎".‎

وتطرق للتعاون التربوي مع لبنان ووصفه بالمغامرة وقال: "ان مغامرة 52 مدرسة ‏معتمدة من قبل وزارة التربية الفرنسية التي تضم نحو 60 طالبا اكثريتهم من ‏اللبنانيين، ومغامرة نحو 330 مدرسة مسيحية تعلم اللغة الفرنسية للبنانيين ‏واللبنانيات من كل الطوائف، ومغامرة نحو 60 مدرسة مصنفة النواة الصلبة ‏للفرنكوفونية في المدارس الخاصة، ومغامرة البعثة العلمانية الفرنسية حيث تستقبل ‏مدارسها نحو 5 الاف طالب وطالبة، ومغامرة المدارس الرسمية التي تستقبل وبعدد ‏كبيرة اطفال اللاجئين وهي درس رائع في الضيافة للعالم بأسره، وهذه الشراكة ‏التربوية لا مثيل لها ترتكز على ارساء علاقات روحية واخلاقية، مثلما قال ‏الجنرال شارل ديغول، حين وصف ما تطمح له الديبلوماسية الثقافية لفرنسا‎".‎

واعلن لودريان انه "يجب تعميق هذه الشراكة بين لبنان وفرنسا نظرا لأن هذه ‏المدارس النموذجية هي بمثابة ورقة رابحة لمستقبل لبنان، وهذا المثال او النموذج ‏ليس فرنسيا ولا لبنانيا انه نموذج ابتكرناه سويا وهو بكليته فرنسي - لبناني، انه ‏مثال للتمييز ويساهم في ان يجعل من هذا البلد القوة التربوية للمنطقة للتعليم ‏المدرسي والعالي، انه مثال للتعدد اللغوي وللتنوع وللتربية على المواطنة واحترام ‏التعددية‎".‎

وقال: "قرأت ايتها الأخت مريم بتمعن الرسالة التي وجهتها الى رئيس الجمهورية ‏الفرنسي واعرف الصعوبات المالية التي تواجهونها واعرف الصعوبات التي ‏تعانونها في هذه الأوضاع الإقتصادية الصعبة، واعرف ان الأزمة الصحية اتت ‏لتعظم هذه الصعوبات، والأن تجد العائلات صعوبة لدفع الأقساط وتجد المدارس ‏صعوبة للدفع للمعلمين، يجب كسر هذه الحلقة المفرغة وبامكانكم الإعتماد على ‏فرنسا لمساعدتكم واقول بوضوح: لن ندع شبكة المدارس الفرنسية والفرنكوفونية ‏في لبنان تنهار، ولن ندع الشبيبة اللبنانية وحيدة في وجه هذه الأزمة، لأن ذلك ‏سيشكل مأساة لإستقرار هذا البلد والمنطقة وخربطة كبيرة للفرنكوفونية لن نقبل ‏بها‎".‎

واعلن عن "خطة طوارىء وضعت لدعم التعليم الفرنسي في العالم بعد ازمة ‏كورونا"، كاشفا أن "لبنان هو من اولوية الأولويات في هذه الخطة من خلال ‏مقدرات هي على مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين وان بلاده وفي اطار هذه ‏الخطة ستقدم 15 مليون يورو للقطاع التعليمي في لبنان‎".‎

وقال: "بناء على طلب رئيس الجمهورية الفرنسية وضعت قيد التنفيذ مشاريع ‏لإنشاء صندوق لدعم المدارس المسيحية في الشرق ومن بينها لبنان، الأردن، ‏فلسطين العراق ومصر، وهو جد ملح وسيخصص نحو 2 مليون اورو لمؤسسات ‏المنطقة، وقسم كبير من هذا المبلغ سيخصص للمدارس في لبنان. نحن مجندون ولا ‏تترددوا بالتوجه الى سفيرنا برونو فوشيه ونحو مستشارة التعاون والعمل الثقافي ‏فيرونيك اولانيون وهما هنا لمساعدتكم‎".‎

واشار الوزير لودريان الى انه "يوجه رسالة امل للبنانيين وهناك مستقبل يمكن ‏بناؤه سويا في لبنان ولكن هناك ازمات عميقة تضرب لبنان"، وكرر ما قاله "أمام ‏المسؤولين اللبنانيين بأن البلاد على شفير الهاوية لكن هناك على الطاولة وسائل ‏للنهوض، اذا تحلوا بالأمل وهناك ضرورة لمن يتولون المسؤولية العمل من اجل ‏النهوض‎".‎

وختم: "التربية في لبنان مثال لعدد كبير من الدول ولا بد كما قال الرئيس ماكرون ‏زيادة عدد المدارس، وأؤمن بمستقبل التربية في لبنان ولا أحد سيترككم‎".‎

وفي دردشة مع الإعلاميين، كرر لودريان قوله "إن لبنان في وضع صعب والجميع ‏يعلم ما هو المطلوب وفرنسا مستعدة للمساعدة ولكن على المسؤولين أن يقوموا ‏بمسؤولياتهم‎"‎،

واضاف: "أكدت بالأمس لرئيس الجمهورية وقوف فرنسا إلى جانب لبنان شرط أن ‏يقوم اللبنانيون بالإجراءات اللازمة والإصلاحات‎".‎

وتابع "استمعت مرارا إلى كلام لطالما ردده الرئيس عون عن نيته مكافحة الفساد ‏وأتمنى أن يقوم المسؤولون جميعا بهذا العمل‎".‎

وردا على سؤال حول موقف البطريرك الراعي من الحياد، اجاب لودريان: "عندما ‏يتحدث البطريرك عن الحياد فهو يتحدث عن الحياد الايجابي اي سيادة لبنان ‏وحياده عن صراعات المنطقة ونحن نتشارك هذا الطرح مع البطريرك‎".‎