نقلت إيران حاملة طائرات وهمية إلى مضيق هرمز الاستراتيجي، وسط تصاعد التوتر بين طهران والولايات المتحدة، وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي نشرتها، اليوم الاثنين، صحيفة "تليغراف" The Telegraph البريطانية.
ومن المرجح أن هذه الخطوة تعني أن طهران تخطط لاستخدامها في تدريبات أو مناورات بالذخيرة الحية قريباً.
وتُظهر صورة من شركة "ماكسار تكنولوجيز" قارباً إيرانياً سريعاً مسرعاً نحو الناقلة، بعد أن سحبتها قاطرة إلى المضيق من مدينة بندر عباس الإيرانية الساحلية.
ولم تعترف وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية والمسؤولون الإيرانيون بعد بجلب النسخة المزيفة إلى مضيق هرمز، والذي يمر عبره 20% من النفط في العالم. ولم يرد الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية في البحرين، والذي يقوم بدوريات في الممرات المائية في الشرق الأوسط على الفور على طلب التعليق.
وتشبه النسخة الإيرانية المزورة حاملات الطائرات من طراز "نيميتز" التي تبحر بها البحرية الأميركية بشكل روتيني في الخليج العربي من مضيق هرمز.
وكانت حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" التي تحمل الاسم نفسه قد دخلت لتوها مياه الشرق الأوسط في أواخر الأسبوع الماضي من المحيط الهندي، ومن المحتمل أن تحل محل حاملة الطائرات "دوايت أيزنهاور" في بحر العرب. ولا يزال من غير الواضح متى أو إذا كانت السفينة المزورة الإيرانية ستمر عبر مضيق هرمز أم لا.
وأمضت الـ"يو إس إس أبراهام لينكولن"، التي تم نشرها العام الماضي مع تصاعد التوترات في البداية أشهرًا في بحر العرب قبل التوجه عبر المضيق وجاءت حاملة الطائرات "أيزنهاور" عبر المضيق أوائل الأسبوع الماضي.
وتحمل النسخة الإيرانية الوهمية 16 نموذجاً من الطائرات المقاتلة على سطحها، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي التقطتها "ماكسار تكنولوجيز". ويبدو أن طول السفينة يبلغ حوالي 200 متر (650 قدمًا) وعرضها 50 مترًا (160 قدمًا). ويبلغ طول حاملة الطائرات الأميركية نيميتز الحقيقي أكثر من 300 متر (980 قدمًا) وعرضها 75 مترًا (245 قدمًا).
ويشبه النموذج الإيراني الجديد بالحجم نفسه نموذجًا مشابهًا تم استخدامه في فبراير 2015 خلال مناورة عسكرية تسمى "النبي العظيم 9". وخلال تلك التدريبات، داهمت إيران حاملة الطائرات المزيفة بقوارب سريعة تطلق رشاشات وصواريخ واستهدفت صواريخ أرض - بحر فيما بعد الحاملة المزيفة ودمرتها.
ولكن هذا التدريب جاء في الوقت الذي ظلت فيه إيران والقوى العالمية عالقة بشأن برنامج طهران النووي. واليوم، فإن الصفقة التي ولدت من تلك المفاوضات باتت ممزقة. وسحب الرئيس دونالد ترمب من جانب واحد أميركا من الاتفاق في مايو 2018. وردت إيران لاحقًا بالتخلي ببطء عن كل بنود الاتفاقية تقريبًا، على الرغم من أنها لا تزال تسمح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى مواقعها النووية.
وشهد الصيف الماضي سلسلة من الهجمات والحوادث بين الجانبين زادت من حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة. ووصل الجانبان إلى الذروة مع الغارة الأميركية التي أودت بحياة قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، مطلع يناير الماضي بالقرب من مطار بغداد الدولي. وردت إيران بهجوم صاروخي باليستي استهدف قواعد عسكرية أميركية في العراق المجاور.
وبالنظر إلى توقيت تحريك إيران للنسخة المزورة إلى البحر، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية أنها تم سحبها من الميناء يوم السبت، فإن التدريبات التي تستهدفها قد تكون رداً مباشراً من طهران على حادثة الأسبوع الماضي، حيث تضمن هذا الحدث اعتراض طائرة مقاتلة أميركية من طراز F-15 رحلة تابعة لطيران "ماهان" فوق سوريا، مما أدى إلى إصابة بعض ركاب الطائرة الإيرانية، وفق الصحيفة.
العربية.نت