بعد المواجهات التي جرت ليلاً بين محتجين وقوات الأمن في بغداد، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أوعز بعدم استخدام الذخيرة الحية مع المتظاهرين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
كما أكد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في وقت سابق اليوم، أن الحكومة تعمل بكل جهدها لتذليل التحديات وتلبية مطالب المواطنين واحتياجاتهم.
أضاف في منشور عبر فيسبوك نقلاً عن الكاظمي، أن القوات والأجهزة الأمنية ملزمة بحماية حركة التظاهر المطلبي من أي استهداف، أو محاولة لخلط الأوراق من أي جهة كانت، مشدداً على أنه لا تراجع عن تقوية مؤسسات الدولة، بل إن الحكومة تعمل على تقويتها.
كما أوضح أن السلطات بصدد اتخاذ قرارات وطنية لتلبية مطالب أبناء الشعب العراقي.
وجاء كلام الكاظمي في وقت قطع فيه محتجون، الثلاثاء، الطرق الرئيسية في قضاءي الرفاعي والنصر شمال الناصرية جنوب العراق، احتجاجاً على تردي أوضع الكهرباء.
كما قطع محتجون الطريق الرابط بين محافظتي ذي قار وواسط لتردي واقع الكهرباء، وفق مراسل "العربية".
وتوفي متظاهر، الثلاثاء، متأثراً بجراحه بعدما أصيب في الرأس بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال مواجهات ليلية بساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد، وفق مصادر طبية وأمنية.
كما أصيب 21 متظاهراً خلال المواجهات مساء الاثنين، وفق المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
وتوفي متظاهران صباح الاثنين أيضاً متأثرين بجراحهما بعدما أصيبا بقنابل مسيلة للدموع، فيما أجج ذلك التظاهرات الدائرة في ساحة التحرير التي كانت مركز حركة احتجاجية غير مسبوقة في العراق انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر.
مجموعات إجرامية
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الثلاثاء، أنها رصدت مجموعات إجرامية في ساحة التحرير تعمّدت الصدام مع قوات الأمن، وتسعى لإثارة الفوضى. كما أكدت الوزارة التزامها بعدم استخدام الرصاص الحي مع المتظاهرين.
وقالت الوزارة في بيان، إن الأجهزة الأمنية رصدت خلال الساعات الماضية في ضوء نتائج التحقيق الأولية لأحداث التحرير، مجموعات إجرامية خطيرة في ساحة التحرير تسعى لصنع الفوضى، عبر ضرب المتظاهرين من الداخل وافتعال الصدامات مع الأمن الهادف إلى حماية المتظاهرين، والحفاظ على حق التعبير السلمي عن الرأي.
إلى ذلك، أكدت على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة بعدم استخدام الرصاص الحي مع المتظاهرين لأي سبب كان، داعية المتظاهرين إلى التعاون لحماية الساحة وضبط العناصر التي تحاول تنفيذ مخططاتها.
الكاظمي يأمر بالتحقيق
بدوره، أمر رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بالتحقيق في مقتل المتظاهرين في بغداد.
كما توجه الكاظمي بكلمة إلى الشعب العراقي، الاثنين، فيما كان متظاهرون يحرقون الإطارات ويقطعون الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير حيث وقعت المواجهات.
وقال في الكلمة التي نقلها التلفزيون "تظاهرات الشباب يوم أمس حق مشروع، وليس لدى القوات الأمنية الإذن بإطلاق ولو رصاصة واحدة باتجاه إخوتنا المتظاهرين"، مضيفاً أن "كل رصاصة تستهدف شبابنا وشعبنا وهو ينادي بحقوقه، هي رصاصة موجهة إلى كرامتنا ومبادئنا".
يشار إلى أنه في تشرين الأول/أكتوبر 2019 اندلعت في العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة استمرت أشهراً عدة قُتل فيها أكثر من 550 شخصاً، وأصيب نحو 30 ألفاً بجروح، إضافة إلى اغتيال وخطف عشرات الناشطين.
وكانت تلك التظاهرات الواسعة النطاق تندد حينها بفساد الحكومة وعدم كفاءتها وارتباطها بإيران.
العربية.نت