لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لعيد الجيش وجه قائد الجيش العماد جوزاف عون أمر اليوم إلى العسكريين الآتي نصه:
أيها العسكريون
تحلُّ الذكرى الخامسة والسبعون لعيد الجيش ولبنان يمرُّ بأزماتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية غيرِ مسبوقة، أثقلتْ كاهلَ اللبنانيين وأرختْ ظلالاً من الخوف والقلق على المستقبل والكيان. وفي خضمِّ المحاولاتِ المبذولة لإنقاذ وطننا وإخراجه من معاناته، تبقى الأنظارُ شاخصة نحو الجيش. هذه المؤسسة الوطنية الجامعة التي تعملُ بِصَمْت، وتواجِه بشرف، وتضحي بوفاءٍ بلا حدود، لا تكسِرُها عواصف ولا تزعزعها صعاب.
أيّها العسكريون
لطالما شكلتْ مؤسستُكم في أحلك الظروف وأقساها نقطةَ الالتقاء بين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومناطقهم، وجسرَ العبور إلى شاطىء الأمن والأمان. فالجيش يقف على مسافةٍ واحدةٍ من الجميع بعيداً من الفئوية الضيّقة، ويحمي الصيغة اللبنانية الفريدة القائمة على العيش المشترك، كما يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص وحزم على امتداد الوطن. وهو سيبقى محطةَ التقاء جميع اللبنانيين، وسيقف بمواجهة أية محاولاتٍ للعبث بالاستقرار والسلم الأهلي وأي إخلال بالأمن أو ضرب صيغة العيش المشترك.
أيّها العسكريون
تنتشرون على مساحة الوطن لتنفّذوا مهامَّ حفظ الأمن وحماية الحدود، وأمامَكم عدوّانِ لا يستهان بهما، العدو الإسرائيلي الذي يكررُ محاولات النيل من وحدتنا الوطنية، ويسعى إلى تحقيق أطماعِه المستمرة والدائمة في أرضنا ومياهنا وثرواتنا البحرية، مقابل التزام لبنان التعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان والقرار 1701 بمندرجاته كافة. والإرهابُ الذي تلاحقون خلاياه ونشاطاتِه وتحبطون محاولاته الرامية إلى تدمير مجتمعنا والعبث بأمنه واستقراره.
أيّها العسكريون
خمسةٌ وسبعون عاماً قدّم خلالَها الجيش وما زال قوافل الشهداء والجرحى على مذبح الوطن فعمّدوا بدمائهم الزكية ترابَ الوطن وسطّروا بطولاته ورسموا حدوده، فلهم المجد والخلود.
وأنتم مهما ضاقت بكم سبلُ العيش ستبقون أوفياءَ لقسمكم، وسيبقى الجيشُ صمّامَ أمانٍ وشريانَ الحياة للوطن وأهله.