أخبار لبنان

الحريري: "حزب الله" يلعب باستقرار لبنان

تم النشر في 30 تموز 2020 | 00:00

قبل 10 ايام من صدور حكم المحكمة في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان "بيت الوسط" في حالة تأهب لانتظار الحقيقة. ولم يفلح الاعلاميون في انتزاع موقف الرئيس سعد الحريري المقرر إعلانه في "7 آب 2020"، موجهاً بذلك رسالة واضحة للمستعجلين ومستغلي هذا اليوم بأنه ينتظر الحكم و"ملتزم به" وعلى أساسه يُبنى الموقف، وإلا لماذا انتظار كل هذه الأعوام من التحقيقات والجلسات؟ فلو كان موقفه انتقامياً لأطلقه قبل صدور الحكم، وتحول الحريري إلى "محكمة".

انتظار الحكم، لم يمنع الحريري من وضع النقاط على الحروف لـ"المزايدين" ولو كانوا من أقرب المقربين، خصوصاً أصحاب مقولة أن "الحريري ليس ولي الدم". وحسم الموضوع بالقول: "رفيق الحريري قضية وطنية، وهو لم يقتل لأنه من آل الحريري، بل لأنه يحمل مشروع استقرار وازدهار وإنماء للبلد. إن كان هناك من لم يفهم حتى الآن لماذا قتل الحريري فلديه مشكلة بالتفكير. وأتوقع هذه المزايدات من أقرب الناس، ولكن في نهاية المطاف، المواطن اللبناني يعرف من هو سعد الحريري ومن هم الآخرون، وهناك صندوق اقتراع والانتخابات آتية، وعندها يقرر المواطن اللبناني من يريد".

أما بشأن ما حصل في الجنوب، فكان واضحاً المنحى التصاعدي في خطاب الحريري تجاه "حزب الله"، وعلى الرغم من صدور بيان ضعيف للحزب بنفي علاقته بما حصل وجّه الحريري كلامه مباشرة إلى "حزب الله"، معتبراً أنه "يلعب باستقرار البلد". وسأل: "ما الذي حصل في الجنوب وهل هذا هو الوقت المناسب لكل ذلك في ظل توجهنا للتجديد لقوات اليونيفيل؟". وتابع: "نحن أمام تحدّ بالتمديد لليونيفيل أو تقليص موازنتها، فتأتي هذه الحادثة ولا أحد يعرف ملابساتها. فهل صحيح أننا صدقنا هذه الكذبة؟ مخابرات الجيش واليونيفيل وغيرهما في تلك المنطقة ولم نعرف ما الذي حصل حتى الآن؟ مصيبة إن كنا بالفعل لم نعرف ما الذي حصل. ماذا كان رد فعل الحكومة في لحظتها؟ ما الذي دفعنا ككتلة مستقبل أن نصدر البيان؟ لقد كان هناك غياب تام من قبل الحكومة. ليأتِ من يقول لنا ما الذي حصل؟".

وبعد أكثر من 10 أشهر على تكليف حسان دياب برئاسة الحكومة كانت كافية لضرب الموقع "وبهدلته"، لم يعد دياب يملك ما يحفظ ماء وجهه، بل أصبح بنظر كثيرين "غير موجود". ورداً على سؤال عن رأيه بتصريحات دياب الأخيرة خلال اجتماع مجلس الأمن وسؤاله "أين الأجهزة الأمنية، أين القضاء؟"، قال الحريري: "نسي دياب ان يطرح سؤالا أساسيا: اين هو رئيس الحكومة؟". وهل حان وقت تغيير الحكومة؟ أجاب الحريري: "يجب ان نعثر على رئيس الحكومة أولاً". وأبدى أسفه لتصريحات دياب حول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى بيروت، متسائلا: "إلى أين يأخذنا بهذه الدبلوماسية تجاه أصدقائنا التاريخيين الذين وقفوا معنا في كل الأزمات التي مرت على لبنان؟". أضاف: "أعتقد أن المشكلة الأساسية هي أنهم في الحكومة لا يعرفون حقيقة الملف اللبناني".

وشدد على أن "ما حصل في لبنان ليس مؤامرة بل انهياراً اقتصادياً. واذا كانوا سيتعاطون مع هذا الانهيار على انه مؤامرة "فالعوض بسلامتكم". هذا اسمه انهيار اقتصادي وقد حاولنا تجنبه منذ العام 2000، من خلال مؤتمرات باريس-1 وباريس-2 وباريس-3 وسيدر. كل هذه المؤتمرات عقدت لتجنيب البلد هذا الانهيار، واذا قاموا بالإصلاحات يعالجون الانهيار وكل المشاكل الموجودة"، لافتأً إلى أن "التيار الوطني الحر يعتبر ان هناك مؤامرة ضده اكبر من المؤامرة على الحزب. ولا يمكن معالجة الانهيار الاقتصادي بعقلية المؤامرة".

وشدد على أن "انقطاع الكهرباء الحاصل في لبنان وخاصة في بيروت، أمر غير مسموح على الإطلاق، ولا سيما في العاصمة. فإن لم تكن العاصمة بخير، أي منطقة ستكون بخير إذا؟ في أي دولة في العالم، أول عمل تقوم به الدول هو الاهتمام بالعاصمة، أما عندنا، فأول ما يقومون به هو أن يخربوا العاصمة".

وعن الجدل الحاصل حول "سد بسري"، قال الحريري بثقة: "أنا مع هذا السد، فمن أين سنأتي بالمياه للعاصمة بيروت وضواحيها؟". وذكّر بأن "البنك الدولي هو من قام بالدراسات البيئية وغيرها وهو من وافق على القرض، والمشروع بالتعاون معه وليس مع وزارة الطاقة ومدروس بدقّة. أما إن كنا سنتحدث عن التنفيذ فهذا أمر آخر. أما إن كان هذا السد ضروري لأهل بيروت وضواحيها وكل هذه المنطقة؟ فنعم نحن بحاجة إلى المياه".