أدى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في المدينة وسط اجراءات وتدابير وقائية اتخذت من قبل ادارة مجمع المسجد ومن قبل المصلين .
والقى المفتي سوسان خطبة العيد وجاء فيها "في صبيحة هذا اليوم المبارك نؤكد أن تحقيق العدالة في المجتمع ليس بالموضوع السهل، وخصوصاً في ظل انتشار الفساد ، الذي يُعد غياب العدالة هو أحد أسبابه ، وهو أحد نتائجه، فتحقيق العدالة يكون بوجود الشرفاء في المجتمع الذين يتولون أمور الدولة وأجهزتها، ويستلمون التحكيم بين الناس فيما يبدر بينهم من خُصومات،ومشاجرات عن طريق إنشاء إدارة جهاز قضائي قوي ومستقل، يستطيع إقامة موازين العدل في القضايا والمُخاصمات التي تحدث بين الناس.وكذلك عن طريق إحساس الناس بأنهم جميعاً متساوون بالحقوق والواجبات، لا تمييز بينهم على أساس طائفي أو ديني أومذهبي أو مناطقي أو على أساس أوضاعهم الاجتماعية أو أشكالهم أو غيرها من أشكال التمييز التي تُسبب حالة احتقان في المجتمع يصعب التخلص منها على مر الازمان والعقود إلا بمجيئ أناس مخلصين قادرين على تخطي هذه الأزمات بالعدل و العدالة ".
وأضاف"إن عجز الطبقة السياسية في لبنان وتفاقم المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والمالية والبيئية يؤدي كل يوم إلى معاناة الوطن والشعب بكل اطيافه ، المواطنون الغاضبون يزداد يأسهم من القهر المزمن و الظلم المستمر لأن الحكم والحكومة غير جادين في محاربة ومكافحة الفساد والمفسدين والغريب أن الفاسدين ومحترفي الفساد يتحدثون عن الطهارة و الشرف و النزاهة و لديهم نظريات في الحديث عن الفساد و المفسدين و الدعوة لمواجهته ".
وقال" ايها الزعماء ، أيها الساسة ، الشعب اللبناني يعاني بكل طوائفه من تدمير قيمة عملته الوطنية و من الغلاء الغير محتمل و من فقدان السلع الأساسية من طعام ووقود ، وكهرباء ، وفرص عمل ، وبطالة مرعبة حتى بات الإفلاس والإنهيار والجوع يدق ابواب اللبنانيين ومافيا التلاعب بالدولار وشفطه من السوق ناشطة بلا رقيب او حسيب .حالات الإنتحار تزداد يوما بعد يوم بسبب الفقر والبطالة والجوع واليأس من وطن لا بصيص أمل فيه لمستقبل زاهر".
وتابع " يطل عيد الاضحى المبارك هذا العام وبلدنا يعيش اصعب الظروف على كافة المستويات .. يستقبل المواطن اللبناني العيد بحال من اليأس والاحباط وفقدان الثقة بالحكم ومن يحكمون، في ظل عجز رسمي وحكومي عن معالجة الازمات المختلفة والمتزامنة بتداعياتها الكارثية على الناس. من وباء وابتلاء اصاب العالم كله ونال وينال لبنان نصيبه منه باعداد من الضحايا والمصابين تزداد يوما بعد يوم وعدم قدرة المعنيين على احتواء هذه الجائحة او الحد من انتشارها، الى ازمة تفلت سعر صرف الدولار وما ينتج عنها من ارتفاع باسعار السلع والحاجات الاساسية وشلل في الحركة الاقتصادية الى استمرار حجز اموال المودعين وجنى عمرهم في المصارف.الى فقدان او نقص او تقنين المقومات الحياتية من مازوت ووقود وكهرباء وغيرها ما يزيد من معاناة الناس في حياتهم اليومية ومعيشتهم ومصالحهم.الى استشراء الفساد الغذائي الذي بات يهدد سلامة المواطن وصحة اولاده،الى اعباء الاستشفاء والتعليم التي تضاعفت فوق كاهل المواطن، الى تزايد نسبة العاطلين عن العمل وما ينجم عن ذلك من تفشي الافات الاجتماعية والجرائم والسرقات والمشاكل الاجتماعية والعائلية.. كل ذلك والسلطة غارقة في الارباك والعجز عن اخراج البلاد والعباد من هذا النفق المظلم، وعن استعادة ثقة المجتمعين الدولي والعربي بلبنان كي يتمكنوا من مساعدته في ازماته... ولكن كيف لاحد ان يساعدنا ان لم نساعد انفسنا، وكيف لنا ان نستعيد ثقة العالم بنا ونحن غير قادرين على اصلاح انفسنا وادارتنا وماليتنا واقتصادنا بما ينقذ بلدنا من الانهيار ويعيده الى شاطيء الامان".
وقال المفتي سوسان " اننا وفي ظل ما يواجهه بلدنا من تحديات جسام ومخاطر كبرى نؤكد على ثوابت المدينة: ان العدو الوحيد للبنان هو العدو الاسرائيلي الذي يحتل جزءا من ارضنا ويستبيح اجواءنا ومياهنا.. هذا العدو علينا ان نواجهه بتضامننا ووحدتنا وتكاتفنا. وان صيدا كانت وما زالت وستبقى مدينة الصمود والمقاومة بوجه الاحتلال التي تفتخر برجالاتها وشهدائها. وان صيدا على عهدها وموقفها الثابت دائما في نبذ الفتن المذهبية والطائفية وفي التمسك بمشروع بناء الدولة وتقوية مؤسساتها، وفي التمسك بحق المدينة على دولتها في الخدمات الاساسية..وان صيدا تسأل اين اصبح تجهيز مستشفى صيدا الحكومي لتمكينه من القيام بواجباته كاملة في مواجهة وباء كورونا، ولماذا هذا التأخير في افتتاح المستشفى التركي للحروق...اننا نضم صوتنا الى اصوات الثائرين في المطالبة بحقوق المواطن في العيش الكريم وبوضع حد للفساد بكل اشكاله وبتحقيق العدالة الاجتماعية وتأمين فرص العمل للشباب والتقديمات الصحية والاجتماعية لرب العائلة الفقير والمحتاج".
وختم المفتي سوسان بالقول " نسأل الله تعالى ان يحفظ بلدنا الحبيب من كل الشرور والاخطار وان يلهم المسؤولين لما في صلاح هذا البلد والخير لشعبه.في هذا الصباح المبارك ومن هذا المنبر نؤكد على أن صيدا مدينة النبل والوفاء .. مدينة الشهامة والكرامة .. ستبقى على ثوابتها الايمانية والوطنية متمسكة بهويتها العربية وفية لقضيتنا المركزية لفلسطين والفلسطينيين و للقدس وللمسجد الأقصى وأكناف المسجد الأقصى و لكنيسة القيامة و لكل المقدسات .. هذا اليوم يوم عيد الاضحى المبارك جعله الله للمسلمين عيدا يعود بخيره وفضله وبركته على المسلمين جميعا حجاجا ومقيمين فزينوا عيدكم بالتكبير وعموم الذكر.و تقبل الله طاعتكم و كل عام و أنتم بخير".
رأفت نعيم