زار نقيب المحامين محمد المراد ومنسق عام تيار المستقبل في عكار الأستاذ خالد طه، ووفد من منسقية التيار في عكار، منطقة وادي خالد لتقديم التعازي بالمرحوم الشاب لؤي الساطم، حيث كان في إستقبالهم النائب محمد سليمان، أهل الفقيد وعدد من فعاليات المنطقة، ورؤساء بلديات ومخاتير .
وكان للنقيب المراد كلمةً جاء فيها: "لقد أثبتت منطقة وادي خالد على مدى عقدٍ من الزمن ونيّف، أنها قادرةٌ أن تتعاطى مع الأحداث، بكلّ مسؤوليةٍ وحرصٍ، وبخاصة إذا ماكان هذا الحدث مع جيشنا اللبناني، فالقدر شاء والظروف فرضت أن يحصل هذا الحادث وينتج عنه استشهاد شابٍ إبن عائلةٍ وعشيرةٍ تتحلّى بالكِبر والصبر وبمواجهة التحديات والبعد الإنساني والأخلاقي والوطني".
وتابع: "نحن مؤمنون جميعاً لا بل مُقتنعون أنّ هذا الجيش هو لكلّ اللبنانيين، وأنّ هذا الجيش للدفاع عن كلّ اللبنانيين، ووادي خالد، لا يُمكن الاّ أن تكون مع الدولة ومع الجيش اللبناني، ولا بُدّ أن يُبنى على الحادث الذي حصل مسؤوليات، مسؤولياتٌ فردية شخصية وليست جماعية، فهناك من أخطأ، ونحن كلنا ثقة بقيادة الجيش، بأن تضع هذا الملف موضع تدقيقٍ وتحقيقٍ بمن سبب وبمن أطلق وبمن قتل، فنحن نؤمن بعملية الفرز والفصل، بين الخطأ المسلكي أو السلوكي لأيّ موظفٍ كان، عسكرياً أم مدنياً أم إدارياً وبين ما هو حاضنٌ لهذا الوطن، ونعني هنا الجيش اللبناني بقيادته وبمسؤوليه".
أضاف: "لقد مرت منطقة وادي خالد منذ عشر سنواتٍ الى الآن، بالكثير من التحديات، وبالكثير من الظلم، لكنّها إستمرّت بإرادة أهلها وعشائرها وكبارها وحكمائها، الذين إستطاعوا جميعاً أن يتغلبوا بعقلهم على عواطفهم وقلوبهم، وأن يُقدموا المصلحة العُليا، ومصلحة عكار والوطن، على باقي المصالح والتفاصيل، وبالتالي ماصدر عن أهلنا في وادي خالد من بيانٍ واضحٍ وصريحٍ ومسؤولٍ، يُبشرّ ويُؤك أن أهلنا هنا بمختلف مكوناتهم قد إصطفوا جميعاً وتكاتفوا فيما بينهم، ليقولوا كلمةً واحدةً أن الذي حصل لا يعني رفع المسؤولية، لكن في الوقت عينه نحن لا نسمح لأي طرفٍ أن يدخل ويتدخل، لأننا نحن عظماء عمن يُريد بنا شرّا ".
وأردف: "أيها الأهل والإخوة، انّ استشهاد إبننا وأخينا لؤي، يجعلنا أشدّ حكمةً وصبراً وتحملاً للمسؤولية، وانا على ثقةٍ تامةٍ بأن القضاء المختص، سيبني المسؤولية على من قام بهذا الفعل بشكلٍ شخصي، لأن الفقيد لم يكن له علاقة بما حصل، وكان يمرّ مروراً ، فإذا بالقدر شاء أن يصطاده ويُسقطه شهيداً، إذاً ليس هناك على الإطلاق من قصد الفعل بشحصٍ معين وبالفقيد بالذات ضمن مفهوم قيام النوايا والمسؤولية، فالذي حصل لا يُمكن الاّ أن يفسّر نتيجة تهوّرٍ ما وتسرّعٍ ما من شحصٍ ما بعينه وبشخصه، وعلى ذلك تُبنى المسؤولية ...
وختم قائلاً: "نحن على ثقة مجدداً أن القضاء المختص وقيادة الجيش سيتوليان هذه المسؤولية، وتُعطي الخبر اليقين، ليُبنى على الأمر مُقتضاه، وليشعر أهل الشهيد وجميع أهالي وادي خالد ،أن هناك عدلاً قد تحقق، وإنصافاً قد وقع في سبيل رفعة هذه المنطقة والدفاع عمّن قُتل مظلوماً، فرحم الله الفقيد الشاب المظلوم، وجعله من أهل الجنان، وزادكم حلماً وصبراً ومسؤوليةً، فلطالما واجه أهل عكار التحديات بالعقل والصبر.."
تحرير: مايز عبيد
تصوير: عامر عثمان