أخبار لبنان

سقوط دياب"مسمار" بنعش العهد… كيف سيردّ عون؟

تم النشر في 11 آب 2020 | 00:00


المصدر:  نداء الوطن


‎لم يكن حسان دياب يوماً المشكلة بل كان مجرد انعكاس لها، أما مشكلته فتكمن في أنه لم ‏يكن متصالحاً ونفسه النرجسية مع حقيقة كونه بيدقاً تم تنصيبه بغفلة من الزمن على رأس ‏حكومة "ماريونيت" تحركها أيادي السلطة، فظلّ يكابر ويناور ويتعامى عن واقعه حتى ‏قطعوا بالأمس الخيوط التي تربطه بأصابعهم فوقع سريعاً صريعاً على أرض الواقع يلفظ ‏استقالته القسرية بعدما فشلت كل محاولات استجداء وزرائه واستنجاد رعاته هرباً من تجرع ‏كأس الإقالة. وهو إذ بدا في خطاب التنحي مقهوراً ناقماً حاقداً على أهل الحكم باعتبارهم ‏تخلوا عنه في "عزّ الحشرة" وباعوه بثمن بخس في بازار التنصل من مسؤولية انفجار ‏‏"النيترات"، يبقى أنّ سقوطه أتى في أبعاده السياسية بمثابة "المسمار" الذي دُقّ في نعش ‏العهد العوني، وفق تعبير مصادر معارضة لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ الرئيس ميشال عون ‏خسر عملياً باستقالة "حكومة العهد الأولى"، كما لطالما كان يصفها، "خط الدفاع" الحكومي ‏عنه فبات اليوم أشبه بعهد "لتصريف الأعمال" خسر كل رهاناته الرئاسية والسياسية ‏والشعبية ولم يعد أمامه سوى محاولة السعي إلى تحسين شروطه على طاولة المفاوضات ‏لضمان استكمال ولايته وتأمين خروج لائق له في نهايتها. وأمام هذا الواقع، ارتسمت خلال ‏الساعات الأخيرة علامات الاستفهام في أفق المشهد المستجد، لتتركز في جوهرها حول ‏سؤال محوري وحيد: كيف سيرد عون؟

‎ ‎

فبعدما أصبح حسان دياب من الماضي وقطعت السلطة ورقته من روزنامتها، أضحت ‏الأنظار متجهة نحو كيفية تعاطي رئيس الجمهورية مع الملف الحكومي ترقباً لأدائه في ‏مقاربة عملية المشاورات والاستشارات المنوي إجراؤها لتشكيل الحكومة الجديدة، سيما ‏وأنّ فترة السماح الدولية التي منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإيجاد مخارج ‏سريعة للأزمة اللبنانية "ضيقة وضاغطة"، حسبما نقلت مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن"، ‏مشيرةً إلى أنّ جميع الأفرقاء في البلد باتوا يتعاطون مع المسعى الفرنسي على أنه "خشبة ‏الخلاص" الأخيرة للبنانيين ولا بد من اغتنامها، وقد كان واضحاً بيان الخارجية الفرنسية في ‏أعقاب استقالة حكومة دياب في التشديد على وجوب الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ‏‏"لأن لبنان من دون إصلاحات سيتجه نحو الانهيار‎".‎


فهل سيسهّل عون ولادة حكومة جديدة بحلّة حيادية تفي بمستلزمات المرحلة داخلياً ‏ودولياً؟ أم أنه سيعاند الأقدار ويؤثر العودة إلى اشتراط حل "عقدة" جبران باسيل لتذليل ‏العقد أمام ولادة الحكومة العتيدة؟ حتى الآن لم يتضح بعد مسار اتجاه الأمور على ضفة ‏الرئاسة الأولى، ما عدا تأكيد مصادر مقربة من دوائرها لـ"نداء الوطن" على أنّ عون "ليس ‏في وارد تأخير الاستشارات النيابية الملزمة بل هو حريص على ملاقاة المساعي الدولية ‏لمساعدة لبنان خصوصاً في ظل التفويض الأميركي الصريح لحركة الرئيس ماكرون باتجاه ‏دفع الأمور نحو حلحلة الأزمة سياسياً واقتصادياً"، موضحةً أنّ هناك "تناغماً تاماً بين ‏الموقف الفرنسي وبين الموقفين الأميركي والدولي في مقاربة الوضع اللبناني والدفع ‏باتجاه إبقائه تحت السيطرة ومنعه من الانهيار الشامل، وهذا ما سمعه الرئيس عون ‏شخصياً من الرئيس الفرنسي خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينهما‎".‎

‎ ‎

في الغضون، وإذ أحال مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة أمس ملف تفجير "العنبر رقم 12" ‏إلى المجلس العدلي، يستكمل مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات تحقيقاته في ‏الملف، وقرر التوسع فيها لتشمل "رؤساء الأجهزة الأمنية المتواجدة على أرض المرفأ ‏وشخصيات سياسية تعاقبت على مراكز القرار ومن بينهم الوزراء المتعاقبون على وزارة ‏الأشغال منذ العام 2014 تاريخ تفريغ حمولة باخرة النيترات، ولن يتراجع أمام أي من ‏الضغوط التي يمارسها البعض عليه" من أركان السلطة، وفق ما أكدت مصادر رفيعة ‏مواكبة للتحقيقات الجارية لـ"نداء الوطن"، مشددةً في هذا الإطار على أنّ "التحقيقات ‏والاستجوابات ستتواصل وتطال كل من يجب أن تطالهم رسمياً وإدارياً من دون أي اعتبار ‏لأي محظور سياسي‎".‎

‎ ‎

وفي وقت تستمر أعمال البحث والتنقيب على أرض الانفجار بحثاً عن المفقودين، تشير ‏مصادر مطلعة على هذه الأعمال أنّ "فريقاً بريطانياً متخصصاً بالبحث في أعماق البحر ‏سيبدأ خلال الساعات المقبلة عمليات الغوص للبحث عن أي جثث أو أشلاء تعود لضحايا لا ‏يزالون في عداد المفقودين‎".‎