أخبار لبنان

عون يحاول"تعويم" باسيل..ماذا كان الرد؟

تم النشر في 13 آب 2020 | 00:00

المصدر: "الشرق الأوسط "


كشفت أوساط سياسية بارزة أن رئيس الجمهورية ميشال عون سعى جاهداً، فور استقالة حكومة الرئيس حسان ‏دياب، إلى تسويق فكرة تشكيل "حكومة أقطاب"، في محاولة لإعادة "تعويم" رئيس "التيار الوطني الحر" ‏جبران باسيل؛ لكن فكرته وُئدت في مهدها، وسقطت ليل الاثنين الماضي، وكأنها لم تكن‎.‎

‎ ‎

وقالت الأوساط السياسية لـ"الشرق الأوسط" إنها تستغرب مبادرة الرئيس عون لتسويق باسيل في محاولة منه ‏لإعادة الاعتبار له، مع أنه كان السبب في تهاوي "العهد القوي"، وقالت إن رفض تعويمه لم يكن محصوراً بقوى ‏المعارضة، وإنما بأطراف رئيسة في "8 آذار" التي تحبذ تشكيل حكومة وحدة وطنية، شرط ألا يكون باسيل في ‏عدادها‎.‎

‎ ‎

ولفتت الأوساط نفسها إلى أن محاولة باسيل الاستقواء بحليفه "حزب الله" لم تلقَ حماسة، مع أن اللقاء الذي جمعه ‏ليل الاثنين الماضي برئيس المجلس النيابي نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن ‏نصر الله، حسين خليل، أخذ علماً برغبة رئيس الجمهورية تشكيل حكومة أقطاب‎.‎

‎ ‎

ورأت أن عون لم يعد في الموقع الذي يسمح له بفرض شروطه كما في السابق لدى تشكيل أي حكومة، واعتبرت ‏أن ترشيح باسيل لسفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام لتولي تشكيل الحكومة الجديدة، ما هو إلا ‏مناورة مكشوفة يتوخى منها ابتزاز زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري الذي كان أول من رشحه لتولي رئاسة ‏الحكومة السابقة، واعترض على ترشيحه باسيل و"حزب الله‎".‎

‎ ‎

ودعت باسيل إلى أن "يخيط بغير هذه المسلَّة"، وقالت بأنه يخطئ إذا كان يعتقد بأن الأمر يعود له في ترشيح ‏سلام أو الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، وبات عليه أن يتواضع ولو قليلاً، وألا ينكر الواقع السياسي الجديد ‏والأزمات التي أصابت البلد، وهو يتحمل مسؤولية حيال بعضها، لإمعانه في تعطيل جلسات مجلس الوزراء‎.‎

‎ ‎

ولاحظت "الشرق الأوسط" أن البرنامج الذي أُعد للقاءات وزير الخارجية المصري سامح شكري في خلال ‏زيارته الخاطفة لبيروت، لم يشمل باسيل، رغم أنه استقدم أكثر من وساطة كما أكدت الأوساط السياسية، وعزت ‏السبب إلى أن لا مبرر للقائه ما دام التقى رئيس الجمهورية‎.‎

‎ ‎

وفي هذا السياق، علمت "الشرق الأوسط" بأن شكري أبلغ عون استعداد القاهرة للمشاركة في التحقيق في انفجار ‏مرفأ بيروت؛ لكنه استمع إليه من دون أن يصدر عنه أي تعليق‎.‎

‎ ‎

وقالت مصادر لبنانية مواكبة للقاءات شكري بأنه رأى بأن إعادة إنتاج الصيغ السابقة لتشكيل الحكومات لم تعد ‏مقبولة، لاعتماد المحاصصة وغياب المحاسبة والإصلاحات، هذا قبل الانفجار في مرفأ بيروت، فكيف يمكن ‏تسويقها بعد الكارثة التي حلَّت وفي ظل استمرار الحراك الشعبي‎.‎

‎ ‎

ونصح شكري بضرورة اعتماد رؤية جديدة، والاستفادة من اليد المفتوحة عربياً ودولياً لمساعدة لبنان، ونقل عنه ‏قوله بأن: "المساعدات ستبقى في إطارها الإنساني؛ لأن توفير الدعم الاقتصادي والمالي في حاجة إلى إجراءات ‏كبيرة، أولها الإصلاحات‎".‎

‎ ‎

وشدد على أن هناك ضرورة لاستعادة الحاضنة العربية للبنان، وهذا يتطلب الوقوف في وجه التدخلات غير ‏العربية في الملف اللبناني؛ لأن هناك ضرورة لخروج لبنان من عزلته، ودعا إلى التزام لبنان سياسة النأي بالنفس، ‏وعدم إلحاقه بسياسة المحاور أو في التجاذبات الخارجية‎.‎

‎ ‎

ورأى أن هناك ضرورة لتقويم التجارب السابقة التي مرت فيها الحكومات؛ بغية استخلاص العبر؛ لأن لبنان لم ‏يعد يحتمل استنساخ هذه التجارب التي كانت وراء الانهيار الاقتصادي والمالي‎.‎

‎ ‎

لذلك كان للوزير شكري جولة أفق في العناوين التي تتصدر الأزمة اللبنانية التي بلغت ذروتها مع الكارثة التي ‏أصابت بيروت، من دون أن يغيب عن باله دعوة الذين التقاهم للانفتاح على الدول العربية والمجتمع الدولي، وإنما ‏هذه المرة برؤية سياسية اقتصادية متكاملة، مقرونة بجدية تفتح الباب أمام لبنان ليستعيد ثقة العالم به، مع الإشارة ‏إلى أن تلويح بعض الكتل النيابية بالاستقالة من البرلمان بات بحكم المجمد؛ لأن البلد لا يحتمل أزمة برلمانية ‏تضاف إلى أزمة تشكيل الحكومة‎.‎

‎ ‎

وعليه، فإن ولادة الحكومة العتيدة يجب أن تأتي على قياس الاستعدادات العربية والدولية لدعمها اقتصادياً، وفي ‏حال أن تركيبتها ستكون كسابقاتها فإن لبنان سيدفع ثمن إضاعة الفرصة‎