تتابع مدينة صيدا - مسقط رأس الشهيد رفيق الحريري - لحظة بلحظة وقائع جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للنطق بالحكم النهائي في جريمة اغتياله .. في المنازل كما في المؤسسات العامة والخاصة ، تشخص العيون والأسماع الى شاشات التلفزة الناقلة للبث المباشر للجلسة من لاهاي . ومن لا يتابع عبر هذه الوسائل يستعيض عنها بوسائل التواصل الاجتماعي لمواكبة الجلسة.
الحركة في شوارع المدينة فقدت جزءاً كبيراً من ايقاعها انشغالاً وترقباً لما يصدر عن المحكمة ، والزمن بات مضبوطاً على توقيت الحقيقة التي ينتظرها الجميع .
في محله للحدادة العربية في المدينة الصناعية الثانية في سينيق ، يعيد السبعيني محيي الدين الحريري ترتيب صور للرئيس الشهيد رفيق الحريري تتصدر "روزنامات" تعود الى الفترة بين عامي 2000 و2020 ومن بينها بطبيعة الحال ما يؤرخ لذكرى جريمة اغتيال الرئيس الحريري في شباط 2005 والشعارات التي لازمت التطورات اللاحقة على مدى سنوات بما فيها المطالبة بالحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وبالعدالة لأجل لبنان ..وترتفع على احد جدران المحل صور منفردة للرئيس الحريري وقد علاها الغبار وفقدت بعضا من الوانها بسبب قدمها ، فهو حرص على الاحتفاظ بها كما بكل شيء يحمل صورة الرئيس الشهيد ..
على وقع بث وقائع جلسة النطق بالحكم في جريمة 14 شباط ، يستعيد محيي الدين الحريري وهو يقلب بهذه الصور ما مر على لبنان منذ استشهاد رفيق الحريري . ويقول " احتفظ بهذه الصور وهذه الروزنامات التي تحملها لأن رفيق الحريري عزيز على قلوبنا ورجل خدم البلد وخدم كل الطوائف ولم يكن يعرف مذهبية ولا طائفية ، كان لكل لبنان بل كان لكل العرب ".
ويضيف الحريري الذي امضى في مهنة الحدادة 45 سنة " نسأل الله أن يظهر الحق ورحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري .. التقيت به 4 او 5 مرات ، وعندما أسست رابطة آل الحريري كان موجودا وحينها حرص على ان يتعرف على جميع العائلات المنتسبة للرابطة وكان ينصحنا دائماً بتعليم اولادنا " .
ويتابع " 15 سنة على استشهاد الرئيس الحريري ، 15 سنة راحت من عمرنا لأن لبنان بعد استشهاده لم يعد لبنان الذي كان معه بكل ما تميز به من معنويات قوية وكنا مع رفيق الحريري بلدا محترماً وشعب يحظى بتقدير كل العالم ".
ويقول احمد البساط وهو صاحب محل في المدينة الصناعية ايضا "14 شباط هو تاريخ اغتيال حلم لبنان ، و18 اب سيكون ان شاء الله تاريخ احقاق الحق في قضية اغتيال رفيق الحريري ليرتاح في جنته .. وما عند الله لا يضيع .. اليوم وفيما تنعقد جلسة النطق بالحكم نتذكر كل المراحل التي مرت منذ جريمة الاغتيال ونقول ان الرئيس الشهيد ظااهرة لن تتكرر.. رحمه الله .. وأظهر حقه ".
وعلى مقربة من المكان ، كان حسن البابا يستعد لإقفال محله الذي رفع فيه صورة للرئيس الشهيد ، قبل موعد الاقفال المعتاد والسبب كما يقول انه قرر العودة باكرا الى المنزل ليتابع عبر شاشاة التلفزيون وقائع جلسة المحكمة الدولية .. داعيا الله ان يظهر الحق .
رأفت نعيم