إقتصاد

‏"الاسكوا" تُحذّر: أكثر من نصف سكان لبنان باتوا تحت خط الفقر

تم النشر في 19 آب 2020 | 00:00

شل انفجار هائل وتزايد متسارع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا لبنان الذي يعاني أصلا ‏آثار صدمات متداخلة، أنهكت اقتصاده وتسببت بقفزة غير مسبوقة في معدلات الفقر، وفق ‏‏"الاسكوا".‏

فبحسب التقديرات، تضاعفت نسبة الفقراء من السكان لتصل إلى 55 في المئة في عام 2020 ‏بعدما كانت 28% في عام 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون الفقر المدقع بثلاثة أضعاف، ‏من 8% إلى 23%، في الفترة نفسها.‏

وتدق اليوم لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا ("الإسكوا) ناقوس الخطر في ‏دراسة جديدة بعنوان "الفقر في لبنان: التضامن ضرورة حتمية للحد من آثار الصدمات المتعددة ‏والمتداخلة".‏

وتشير الدراسة إلى أن "العدد الإجمالي للفقراء من اللبنانيين أصبح يفوق 2,7 مليون بحسب خط ‏الفقر الأعلى (أي عدد الذين يعيشون على أقل من 14 دولارا في اليوم). وهذا يعني عمليا تآكل ‏الطبقة الوسطى بشكل كبير، وانخفاض نسبة ذوي الدخل المتوسط إلى أقل من 40% من ‏السكان. وليست فئة الميسورين بمنأى عن الصدمات، فقد تقلصت إلى ثلث حجمها هي أيضا، من ‏‏15% في عام 2019 إلى 5% في عام 2020".‏

تعقيبا على ذلك، قالت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي: "إنشاء صندوق وطني للتضامن ‏المجتمعي ضرورة ملحة لمعالجة الأزمة الإنسانية وتقليص فجوة الفقر".‏

ودعت أيضا الجهات المانحة الدولية إلى توجيه الدعم نحو توفير الأمن الغذائي والصحي، ‏وتعزيز الحماية الاجتماعية.‏

والتضامن ضروري بحسب الدراسة، إذ يسجل لبنان أيضا أعلى مستويات التفاوت في توزيع ‏الثروة في المنطقة العربية والعالم. ففي عام 2019، بلغت ثروة أغنى 10% ما يقارب 70% ‏من مجموع الثروات الشخصية المقدرة قيمتها بنحو 232.2 مليار دولار. وفي حين ستنخفض ‏هذه النسبة في عام 2020 على أثر الصدمات المتعددة والمتداخلة، إلا أن التفاوت الشديد في ‏توزيع الثروة سيستمر".‏

وشددت دشتي على "ضرورة تنفيذ ما يلزم من إصلاحات على مستوى الحوكمة الاقتصادية، ‏والحد من الأنشطة الريعية، وتعزيز الشفافية والمساءلة قائلة: "يجب أن تكون المسؤولية مشتركة ‏وعادلة والإصلاحات أكثر انصافا، وأن تتوفر إرادة سياسية حقيقية وقدرة مؤسسية على تحقيق ‏التضامن المجتمعي اللازم".‏

وتأتي الدراسة الجديدة جزءا من سلسلة دراسات لتقويم أثر فيروس كورونا تعدها "الإسكوا" ‏‏"لدعم الدول العربية في جهودها المشتركة للتخفيف من آثار الوباء العالمي".‏