زار المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، على رأس وفد من مكتب المفوضية، و مسؤول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمفوضية السامية - أيمن غرايبه وممثلة مكتب المفوضية في لبنان ميراي جيرارد، مركز العزل في عكار، ضمن زيارة للبنان هي الأولى اثر جائحة كورونا، لتأكيد دعم المفوضية للبنان وتثبيت التزامها الوقوف بجانبه، ولتفقد أوضاع المتضررين جراء الانفجار الذي هز العاصمة بيروت. وتتضمن الزيارة متابعة جهود المفوضية في دعم الدولة للحد من تفشي فيروس كوفيد 19.
وكان في استقبال غراندي في مركز العزل، محافظ عكار عماد اللبكي، وكانت جولة اطلع فيها على أقسام المركز وتجهيزاته وتقديماته.
اللبكي
ورحب المحافظ بالمفوض السامي والوفد، شاكرا "باسم أهالي عكار ووزارتي الداخلية والصحة، للمفوضية جهودها وكل الشركاء الذين ساعدونا قبلا والآن في مواجهة جائحة كورونا". وقال: "أتى حضوركم في الوقت المناسب وفي أدق ظرف يعيشه لبنان، في زمن كورونا، واثر الأحداث الأخيرة".
أضاف: "هذا المركز مخصص للعزل لأهالي عكار وسكانها، سواء من النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين أو غيرهم من الجنسيات. وبدأ العمل لتجهيزه منذ ثلاثة أشهر، والآن أصبح جاهزا لاستقبال، ما يقارب 50 شخصا مصابين بفيروس كورونا وتتوافر فيهم شروط نقلهم الى هذا المركز، منها أن يتخذ قرار من طبابة القضاء بالتنسيق مع ادارة المركز لاستقبالهم، وأن تكون بيوتهم ومراكزهم غير مؤهلة لاستقبالهم ويشكل بقاؤهم في منازلهم خطرا على عائلاتهم، وأن يتم التعاون مع البلدية وإدارة المركز وطبابة القضاء".
وتابع: "شكر خاص لكل المساعدات التي تقدمونها على مختلف الصعد، ولا سيما ما تم تنفيذه في مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي الذي تمت توسعته بدعم من المفوضية بجناح خاص ومستقل. وهناك مركز يتم تجهيزه في بلدة فنيدق سيستوعب بحدود 40 مريضا، يفترض إنجازه نهاية الأسبوع المقبل".
وختم: "ثمة مؤشرات سلبية على صعيد تفشي المرض، فالكل مسؤول تجاه المواجهة، البلديات والاتحادات البلدية والقوى الأمنية والمواطنون. فلنتعاون معا لكي نتمكن من تجنيب منطقتنا مخاطر هذا الوباء".
غراندي
بدوره قال المفوض السامي: "إنها الزيارة الدولية الأولى بعد تخفيف قيد السفر بسبب جائحة كورونا، فلبنان في سلم الأولويات ومحط اهتمام المنظمة التي أمثلها بسبب عدد اللاجئين، سواء كانوا سوريين أو من جنسيات أخرى، ولكن في هذه المرحلة اللبنانيون في حاجة كبيرة، فجائحة كورونا أثرت على لبنان كباقي الدول، ومن خلال زيارتنا الميدانية لنا أمس لموقع الانفجار في بيروت، اطلعنا على مدى الدمار الذي كان له الأثر السلبي الكبير على كل لبنان".
أضاف: "زيارتي بصفتي مسؤولا في الأمم المتحدة هي لتأكيد دعم المجتمع الدولي للبنان، ليس فقط بالوعود بل بمبادرات دعم عملية، وإحدى هذه المبادرات تتمثل بزيارتنا اليوم هذا المركز الذي من خلاله قامت المفوضية بتقديم الدعم لمركز العزل هذا لكي يكون متاحا لجميع سكان عكار، فسيمح لسعادة المحافظ وللسلطات الصحية المختصة، بعزل الأفراد المرضى بعيدا من منازلهم. قدمنا الدعم لأربعة مراكز على صعيد لبنان، ونتطلع لتقديم المزيد ليشمل أربعة مراكز اضافية أو أكثر، بحسب الحاجة في المستقبل".
وتابع: "زرنا مستشفى طرابلس الحكومي حيث قامت المفوضية بتوسيع القدرة الاستيعابية للمستشفى لحالات كورونا المثبتة، وتقديم أجهزة التنفس الاصطناعي والمعدات الأساسية الأخرى، ونقوم ببرامج الدعم عينها لخمس مستشفيات حكومية. زرت أمس رئيس الحكومة ووزير الصحة الذي أشار إلى حاجة لبنان الى مزيد من الدعم بما يتعلق بحالات كورونا لجهة غسيل الكلى، وتواصلنا مع الجهات المانحة واستطعنا تأمين ثلاثة ملايين دولار لوزارة الصحة لمعالجة مرضى الكلى. ولكي أعطي لمحة عامة عما قامت به المفوضية لدعم جهود الحكومة والسلطات المحلية في استجابتها للحد من جائحة كورونا، رصدت المفوضية 40 مليون دولار لتأمين هذا الدعم".
وختم: "دعم تجهيز هذا المركز لم يأت فقط من المفوضية، بل كان هناك تنسيق للجهود بين مختلف المنظمات الشريكة ومكتب المحافظ اللبكي. جائحة كورونا كارثة عالمية، ويسرني أن أسلط الضوء على جانب إيجابي في هذا الاطار، مما يشكل فرصة للمجتمع الدولي لتقديم الشكر للدولة اللبنانية التي استضافت على مر السنين لاجئين من مختلف الجنسيات، فلسطينيين وعراقيين وسوريين، وهذه الاستجابة فرصة لرد الجميل للبنان".