في اليوم الأول لبدء سريان مفعول قرار وزارة الداخلية بإقفال القطاعات لأسبوعين للحد من تفشي فيروس كورونا شهدت عاصمة الجنوب صيدا حركة شبه عادية في شوارعها تركزت بشكل اساسي باتجاه المؤسسات المصرفية وبعض المؤسسات العامة التي فتحت ابوابها كالمعتاد لكن مع تكثيف للاجراءات الوقائية من هذا الفيروس .
لكن هذه الحركة لم تشمل القطاعات التي تقفل عادة يوم الجمعة من كل اسبوع ومن ضمنها محال البيع بالتجزئة في السوق التجاري للمدينة الذي اقفل كالمعتاد ليتحدد غدا السبت ما اذا كان سيسمح لهذه المحل بفتح ابوابها ام لا ، خاصة وان جمعية تجار صيدا وضواحيها كانت ناشدت وزارة الداخلية والبلديات اعادة النظر بشمول الأسواق التجارية بقرار الاقفال نظراً لما تعانيه من وضع كارثي بسبب ما تلقته من ضربات جراء الأزمات المتلاحقة .
وفيما سجلت بعض الخروقات المحدودة من قطاعات غير مستثناة من الاقفال في المدينة و وضواحيها ، وحركة طبيعية في الشوارع على صعيد تنقل المواطنين وارتيادهم لبعض الأماكن العامة على واجهة صيدا البحرية ، لوحظ ان معظم المؤسسات والمحال التجارية في الأحياء الداخلية المحيطة بوسط المدينة وخارجه وعلى الأوتوستراد الشرقي اقفلت ابوابها رغم انها لم تكن سابقاً تلتزم بعطلة الجمعة من كل اسبوع !
واستقبلت مساجد المدينة كالمعتاد المصلين في الصلوات اليومية بما فيها صلاة الجمعة لكنها رفعت من وتيرة التدابير الوقائية المتخذة بما فيها التباعد الجسدي وارتداء الكمامات والتعقيم المسبق واحضار معظم المصلين لسجادات الصلاة معهم من البيت واخذ حرارة رواد المساجد قبل دخولهم اليها فيما اختصر خطباء الجمعة وقت الخطبة .
وشدد مفتي صور واقضيتها الشيخ مدرار الحبال في خطبة الجمعة من على منبر مسجد "الشهداء" في صيدا، على اهمية الالتزام بالاجراءات الوقائية لمنع تفشي كورونا"، قائلا "ان الامر ليس لعبة"، وعلينا الانتباه لتمرير المرحلةعلى خير، داعيا الى المزيد من التكافل الاجتماعي في هذه الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة مع بدء الاقفال العام".
وفي سياق متصل ، أيّد رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب عبد اللطيف الترياقي طلب جمعية تجار صيدا وضواحيها من وزير الداخلية اعادة النظر باقفال السوق التجاري في صيدا لمدة خمسة عشر يوما لما سيتركه هذا الامر من تراكم للخسارة على اصحاب محلات السوق بما سينعكس ارتفاعاً في معدلات البطالة في المدينة وضواحيها، مناشداً جميع العمال والمستخدمين اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لحماية انفسهم وعائلاتهم وزملائهم من احتمال انتقال العدوى بفيروس كورونا.
واعتمدت معظم المصالح والدوائر الرسمية في مركز محافظة لبنان الجنوبي في سراي صيدا الحكومي كما في المؤسسات والمصالح الرسمية خارجها نظام المناوبة والمدوارة بين الموظفين في الحضور ضمن الدوام الرسمي تخفيفاً من عدد الموظفين وبالتالي من مخاطر الاختلاط بينهم ، فيما اتخذت المزيد من الاجراءات الوقائية الاحترازية خلال استقبال المراجعين واصحاب المعاملات .
رأفت نعيم