اشتعل ميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس لليلة الثالثة على التوالي ليل الثلاثاء الأربعاء. ونزل المحتجون إلى الشوارع هاتفين ضد حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وضد الإخوان، والمجلس الرئاسي.
كما توجهوا إلى منزل السراج بمنطقة النوفليين في طرابلس
في حين ردّت بعض الفصائل الموالية للوفاق بالرصاص، من أجل تفريق المتظاهرين، ووثقت بعض اللقطات إصابة أحد الشبان المشاركين في الاحتجاج.
في السياق أفادت معلومات العربية بأن الحرس الشخصي للسراج أخرجوه من الباب الخلفي للبيت قبل وصول المحتجين بدقائق . وأضافت المصادر أن رئيس المجلس الرئاسي للوفاق توجه إلى قاعدة امعيتيقة للمكوث هناك.
يأتي هذا بعد أن أطلق المحتجون دعوة مساء أمس الثلاثاء من أجل الاحتشاد من كافة المناطق في تظاهرة كبرى، للتنديد بتدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية في العاصمة الليبية.
"فساد مستشر"
يذكر أنه منذ الأحد تظاهر مئات الليبيين، ولا سيّما من الشبّان، في العاصمة احتجاجا على الظروف المعيشية والفساد المستشري بين مفاصل حكومة الوفاق، والذي نخر بلدهم الغارق منذ سنوات في الحرب والفوضى.
وأمس خرجت تظاهرات جديدة على الرّغم من الوعد الذي أطلقه السراج في خطاب متلفز مساء الاثنين بمحاربة الفساد وإجراء تعديل وزاري عاجل.
وتصدّر اجتثاث الفساد مطالب المتظاهرين الذي يرون في هذه الآفة سبباً رئيسياً في تفاقم أوضاعهم المعيشية. ورفعت خلال التظاهرة الأعلام الليبية ولافتات كتب على إحداها "محاسبة الفاسدين"، كما ارتفعت شعارات منددة بالتدخل التركي وضخ المرتزقة السوريين، بالإضافة إلى الإخوان.
السراج وغضب الشارع
وكان السراج حاول في خطاب متلفز مساء الاثنين تهدئة خواطر المحتجين بتأكيده على "الحقّ المشروع" لجميع الليبيين في التعبير عن آرائهم، معترفاً بـ"نصيبه من المسؤولية" عن تدهور الوضع ومذكّراً في الوقت نفسه بأنّ الأزمة "مستمرة منذ سنوات".
كما وعد بإجراء تعديل وزاري عاجل يطال خصوصاً الوزارات الخدمية، متعهدا أن يتم "اختيار الوزراء الجدد على أساس الكفاءة والقدرات وطهارة اليد"، مؤكدا بأنه قد يتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتنفيذ التعديلات الحكومية لتجاوز مشكلة المحاصصة، في محاولة منه لتهدئة غضب الشارع، دون أن يفلح.
العربية.نت